دبلوماسي أمريكي لـ”نورث برس”: روسيا وأمريكا متفقتين على عدم اعطاء تركيا قواعد في الشمال السوري

واشنطن – هديل عويس – NPA
قال الدبلوماسي الأمريكي إدوارد ج. ستافورد، الذي شغل منصب مستشار عسكري للسفارة الأمريكية في أنقرة في حديث لـ "نورث برس" إن الاتفاق الأمريكي – التركي على المنطقة الامنة "مبدئي وضيّق" ولن يُحدث في الوقت الراهن الكثير من التغيير ويضمن فقط عدم إشعال مواجهة أمريكية-تركية في المنطقة, لا يريدها الطرفان.
وأضاف ستافورد "اقتناع ترامب بالبقاء في سوريا يأتي انطلاقاً من نصائح كبار المستشارين العسكريين لضرورة ملحة وهي ضمان عدم عودة التطرف، وليس لتأمين مصالح أردوغان السياسية حيث يعلم الجانب الأمريكي أن أردوغان أراد الذهاب في حملة عسكرية الى شمال سوريا لقتل أكبر عدد ممكن من الكرد وجني مكاسب سياسية" .
وأشار ستافورد الى أن تنازلات أمريكا ستكون بطيئة وعلى شاكلة إخراج "وحدات حماية الشعب" من مناطق مثل غرب جرابلس وبالتدريج أما شرق سوريا والمناطق المؤمّنة بحكم مدني وعسكري مدعوم أمريكياً فهناك تمسك أمريكي بعدم تغيير الوضع الراهن فيها.
ويرى ستافورد أن ما حصل في ادلب يعزز تمسك واشنطن بمواقفها في شرق سوريا، فروسيا ملتزمة باتفاقات مع تركيا تحاصر اليوم نقاط مراقبة تركية عبر جيش دمشق الذي يتحرك بأوامر روسية و"هذا يعطي واشنطن أسباب وهامش أكبر لعدم منح أردوغان نصراً سياسياً يجعل الشمال السوري بأيدي قوى مناوئة للولايات المتحدة تتراوح ما بين الإرهاب وروسيا وايران".
ويفيد ستافورد بأن المرحلة القادمة ستعيد أردوغان لتقاليده السياسية المعتادة بالانقلاب على مبادئه ببراغماتية لجني مكاسب سياسية ومن ضمن ذلك؛ "وضع الخلافات مع الأسد جانباً لمحاولة تحقيق أهداف محورية يتمسك بها أردوغان مثل إعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم في ظل أزمات اقتصادية تضرب تركيا تعتبر التحدي الأكبر، وإن لم يكن بالفعل اللاجئون السوريون سببها, إلا أن جزءٌ كبيرٌ من الشعب التركي مقتنع بأن أزمة اللاجئين تُدهور الاقتصاد التركي وتقضي على فرص العمل للأتراك".
ويرى ستانفورد توافقاً روسياً- أمريكياً في عدم الرغبة بمنح أردوغان أرضية خصبة في الشمال السوري تعود لتكون "نقطة انطلاق لعمليات الارهابيين مثل "هيئة تحرير الشام" التي يقول حلفاء أنقرة أنها ليست بمجملها إرهابية, إلا أنها في الواقع ارهابية ومرفوضة مثلها مثل معظم الفصائل التي تنشط في إدلب".