سكان بريف حلب: سياسة مذهبية دينية ترافق التتريك بهدف قضم أراض سورية
حلب – نورث برس
يقول سكان في بلدات خاضعة لسيطرة الحكومة السورية بريف حلب الشمالي، شمالي سوريا، إن تركيا تسعى عبر رجال دين أتراك لنشر ثقافة مذهبية في المناطق التي تسيطر عليها، بينما هدفها الحقيقي هو تمرير سياسة تتريك وجعلها أمراً واقعاً.
ويرى هؤلاء أن تركيا تسعى من خلال التعليم وعبر وسائل أخرى تتريك الشمال السوري تمهيداً لخطط توسعية مشابهة لسيناريو لواء إسكندرون الذي سلخته تركيا عن الأراضي السورية عام 1936.
وتسيطر القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها على مناطق جرابلس وإعزاز والباب وعفرين بريف حلب الشمالي، وسري كانيه (رأس العين) وتل أبيض في ريفي الحسكة والرقة، بالإضافة لغالبية مناطق محافظة إدلب.
“ثقافة مذهبية”
وقال بدر قصاب (48 عاماً)، وهو أستاذ جامعي يعيش في بلدة نبل شمال حلب، إن تركيا تستخدم الثقافة الدينية المذهبية مطية لتنفيذ مشاريع التتريك في الأراضي السورية التي تسيطر عليها.
وأضاف لنورث برس: “بشكل شبه يومي نشاهد على المواقع الإخبارية التابعة للمعارضة السورية التابعة لتركيا حفلات تخرج لطلبة معاهد شرعية ودورات تحفيظ قرآن يحضرها رجال دين أتراك.”
ويرى “قصاب” أن “الجامعات التي افتتحت في جرابلس وأعزاز والمعاهد الدينية التي تنتشر في بلدة الراعي ومنطقة عفرين مقدمة لفرض اللغة التركية على المنتسبين لهذه المدارس من السوريين.”
وذكر أن زياراتٍ لمسؤولين أتراك وولاة مقاطعات تركية حدودية باتت تتكرر مؤخراً، “يجوبون مناطق متفرقة من الشمال السوري لافتتاح مدارس وجامعات ترفع العلم التركي.”
ويعتقد الأستاذ الجامعي أن ذلك هو مقدمة لخطوة انفصالية تدعمها تركيا التي لاتزال ترى أن لها أحقية في معظم الأراضي السورية خاصة في حلب وشمالي البلاد.
“فر ض مؤسساتها”
وقال عبد الكريم الأشقر (56 عاماً)، وهو عقيد متقاعد من سكان بلدة الزهراء بريف حلب الشمالي، إن هدف تركيا من فرض مؤسساتها الخدمية والتعليمية هو السيطرة بشكل مطلق على الأراضي السورية الخاضعة لسيطرتها.
وفي آب/أغسطس الماضي، قال موقع ميركور الألماني إن القوات التركية في سوريا تقوم بممارسة التأثير الثقافي في سوريا، حيث يتم تدريس اللغة التركية في المدارس، ويتم تعليم الإسلام التركي.
وفي الخامس من شباط/فبراير الفائت، أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قراراً باستحداث كلية للطب ومعهد عال للعلوم الصحية في مدينة الراعي شمال حلب كفروع لجامعة العلوم الصحية في إسطنبول.
وأضاف “الأشقر”: “تركيا دخلت الشمال السوري بادعاء حماية أمنها ومحاربة الإرهاب، بينما الحقيقة أنها تريد ضم هذه الأراضي عن طريق فرض أمر واقع.”
“خطر حقيقي”
وقال رامز إبراهيم، وهو أحد وجهاء بلدة حيان بريف حلب الشمالي، إن تركيا التي تتهم قوات سوريا الديمقراطية بالانفصال، ترعى مشاريع انفصال حقيقية من خلال فصائل مسلحة موالية لها.
وأضاف أن تلك الفصائل تتخلص من معارضي التتريك “عبر عمليات الخطف والابتزاز وتهجير الأهالي لإحداث تغيير ديمغرافي واسع، خاصة في عفرين.”
وعملت تركيا طيلة سنوات سابقة على تغيير أسماء الحدائق والمدارس والساحات إلى أسماء تركية، فحديقة “الأمّة العثمانية” في أعزاز، ومدرسة “بولانت آل بيرق” في الباب وغيرها الكثير من الأسماء باتت أمراً مفروضاً.
وترفع القوات التركية والفصائل التابعة لها العلم التركي فوق العديد من المقرات والهيئات الحكومية في مناطق سيطرتها، وتكتب أسماء هذه الدوائر باللغتين التركية والعربية.
ويرى “إبراهيم” أن تهجير السكان الأصليين وتوطين إسلاميين “سوريين وغير سوريين” في المناطق التي تسيطر تركيا عليها بات “خطراً انفصالياً حقيقياً.”