رأس العين وتل أبيض خلال شباط/فبراير.. استمرار انتهاكات الجيش التركي وفصائل المعارضة

ريف الحسكة – نورث برس

شهدت منطقتا سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض، شمال شرقي سوريا، الخاضعة لسيطرة الجيش التركي والفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها، خلال شباط /فبراير الفائت، استمراراً للفلتان الأمني والانتهاكات بحق المدنيين.

ونشرت نورث برس عن حالات اعتقال تعسفي ووقوع ضحايا وإصابات جراء الانفجارات والاشتباكات المستمرة بين المسلحين التابعين للفصائل.

وتخضع مدينتا سري كانيه وتل أبيض لسيطرة القوات التركية وفصائل معارضة موالية لها، منذ الاجتياح التركي لمناطق شمال شرقي سوريا في تشرين الأول/أكتوبر عام 2019.

انتهاكات واستياء

ومع مطلع الشهر الثاني من هذا العام، أفادت مصادر محلية نورث برس أن “الشرطة المدنية” التابعة للمعارضة المسلحة، اعتقلت فتى قاصراً يدعى ياسر حواس (16 عاماً) في حي المحطة غرب مدينة سري كانيه.

وبحسب المصادر، اتهمت الفصائل “حواس” بالمشاركة في احتجاجات مناهضة لهم ونقدهم على مواقع التواصل الاجتماعي بعد اعتداء مسلحين على امرأة من أقاربه في سوق المدينة في السابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي.

وأثارت حادثة الاعتداء على المرأة واعتقال الفتى القاصر استياءً اجتماعياً، بينما ما يزال مصير الفتى مجهولاً حتى الآن.

ولعل الحدث الأبرز الذي شغل حديث الرأي العام، هو إقدام عناصر فصائل المعارضة في الثاني عشر من الشهر الجاري على جريمة اغتصاب بحق امرأة في سري كانيه.

وقالت مصادر محلية لـنورث برس إن الشابة رقية الباعر تعرضت للاغتصاب الجماعي من قبل ثلاثة مسلحين في أحد السجون بالمدينة.

وأوضح المصدر أن “الباعر” اعتقلت رفقة شابين آخرين في السادس من كانون الثاني/يناير  بتهمة تدبير التفجير الذي وقع قرب السوق الهال مطلع العام الحالي.

وتسببت جريمة الاعتداء بحالة استياء شعبي كبير في المدينة وسط دعوات من سكان المنطقة بضرورة محاكمة الفاعلين.

اعتقالات ومحاكمات

وحكمت السلطات التركية، في الرابع من شباط/فبراير، بالسجن 20 عاماً، على الشابين عزو خليل المجو وحسين محمد العزو، من مدينة سري كانيه، بعد اعتقالهما أواخر العام 2019 في المدينة، بتهمة المشاركة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية ضد الجيش التركي.

وجاء قرار المحكمة التركية، بالتزامن مع نشر منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية، تقريراً مطولاً قالت فيه إن تركيا وفصائل معارضة مسلحة موالية لها، قامت باعتقال 63 مواطناً سورياً على الأقل في شمال شرقي سوريا، ونقلهم بشكل غير شرعي إلى تركيا لمحاكمتهم على خلفية “تهم خطيرة قد تزجهم في السجن المؤبد.”

كما علمت نورث برس من مصادر مطلعة، أن تركيا أصدرت حكماً لمدة سبع سنوات على الشاب محمد عيسى (22 عاماً)، من بلدة تل حلف بريف سري كانيه، وذلك بعد أكثر من عام على نقله إلى سجن أورفا داخل أراضيها منذ الهجوم التركي على المدينة قبل نحو عام ونصف.

وبحسب المصدر، فإن الحكم بحق “عيسى” صدر منتصف شباط/فبراير الفائت، بعد اتهامه بلانضمام لقوات سوريا الديمقراطية، وهو ما تنفيه أسرته التي تقول إنه أنه كان يملك محلاً لبيع الخضار.

وفي الحادي والعشرين من الشهر، شهدت الريف الشرقي لمدينة تل أبيض حملة مداهمة من قبل الفصائل المسلحة، اعتقلت إثرها أفراداً من عشيرة “المشهور”، عرف منهم الشيخ مصطفى المصطفى ووالده عبدالحكيم مصطفى.

وسبق أن شهدت منطقة تل أبيض، خلال شهر كانون الثاني/ يناير ، عمليات اعتقال لأفراد عشائر المنطقة، بينهم ثلاثة من عشيرة المشهور و سبعة من عشيرة الفدعان وأربعة من عشيرة الهنادة.

انفجارات واشتباكات

واستمرت حالة الفلتان الأمني الذي تشهده مناطق سيطرة الجيش التركي والمعارضة المسلحة، إذ شهدت مدينة سري كانيه اشتباكات وانفجارات أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى.

وفي الثالث من شباط/فبراير، أصيب مدني بجروح، إثر انفجار عبوة ناسفة موضوعة في محل لبيع الألبسة قرب دوار البريد في مدينة سري كانيه، وتزامن معه انفجار آخر بعبوة ناسفة على بعد عشرة أمتار بالقرب من الجامع الكبير، دون وقوع إصابات.

وفي العاشر من شباط، تضاربت الأنباء حول وقوع قتلى وجرحى بين المسلحين عقب وقوع اشتباكات قوية بين فصيلي السلطان مراد وسليمان شاه، في بلدة تل حلف غرب مدينة سري كانيه،.

وفي الخامس عشر من الشهر، ذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي سقوط خمسة مدنيين جرحى أثر اشتباكات بالأسلحة بين مجموعتين تتبعان لفصيل السلطان مراد جراء نزاعهم على أحد المنازل في سري كانيه.

في حين ذكرت مصدر خاص لـنورث برس، بأن عنصر من فصيل الجبهة الشامية، أصيب إثر اقتتال بين مجموعتين تتبعان للفصيل ذاته في مدينة تل أبيض شمال الرقة.

وأضاف المصدر، أن المجموعتين تتبعان لفصيل الجبهة الشامية بالمدينة، مستخدمين الأسلحة الرشاشة والثقيلة ما أدى إلى وقوع إصابات.

وفي الخامس والعشرين من الشهر، قتل خمسة أشخاص وأصيب آخرون بجروح، ، إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة من نوع “فان” وسط مدينة سري كانيه.

وتسبب التفجير في إلحاق أضرار مادية بالمكان والمباني المجاورة، دون تبني أي جهة للعملية.

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: حكيم أحمد