انتشار مرض “نيوكاسل” في مداجن بريف القامشلي وبيطري يدعو لإجراءات صارمة

ريف القامشلي – نورث برس

يقول أصحاب مداجن في منطقة جل آغا (الجوادية) بريف القامشلي، شمال شرقي سوريا،  إن تفشي مرض “نيوكاسل” عرضهم لخسائر فادحة، بينما يحذر بيطريون من عدم اتخاذ إجراءات جماعية صارمة لإيقاف الوباء الذي فتك بعدد كبير من طيور الفروج.

وشملت العدوى أكثر من عشر مداجن في ريف البلدة، وتجاوزت نسبة الخسائر والنفوق 80 بالمئة من الطيور الموجودة، بحسب أطباء بيطريين في المنطقة.

ورغم أن ظهور المرض جنوب البلدة بدأ منذ مطلع شباط/فبراير الجاري إلا أن المداجن في الريف الشمالي وفي محيط قرية عربشاه لم تسجل أي إصابة حتى الآن، بحسب مسؤولين في جل آغا.

“خرج عن السيطرة”

وقال خليل الحمد (50 عاماً)، وهو صاحب مدجنة  في ريف جل آغا (الجوادية)، إنه خسارته بلغت 33 مليون ليرة سورية، وإن الأمور “خرجت عن السيطرة” رغم استعانته بأطباء بيطريين.

وأضاف لنورث برس أنه أدرك وجود مشكلة عندما لاحظ أن فراخ الفروج التي كان عددها عشرة آلاف “أصبحت تأكل سبعة أكياس فقط من العلف أسبوعياً بعد أن كانت تنهي عشرة أكياس.”

وكانت طيور الفروج التي رباها “الحمد” طيلة 33 يوماً قد أصبحت جاهزة للبيع بعد أن تجاوز وزنها كيلوغرامين اثنين، “لكن أعراض  الإرهاق والحرارة وفقدان الشهية بدأت تظهر”.

 وذكر أنه استعان بسكان من القرية، ” ذبحنا أعداداً منها ونفق العدد الأكبر.”

ويبدو المربي الآن مصدوماً من سرعة المرض الذي فتك بدواجنه بعد أن “تحملنا البرد والسهر والغلاء.”

“مخاوف من العدوى”

ويتخوف علي أصلان (40 عاماً)، وهو مربي فروج في ريف جل آغا، من تنزيل فوج فروج جديد بعد خسارته، لأنه يخشى من عدوى الفيروس من مدجنة لأخرى، “أقوم بالتعقيم ورش المبيدات كخطوة احترازية.”

وقال إنه شرّح الفراخ المريضة عند أكثر من طبيب لكن دون وصول لجواب شاف عن سبب المرض وانتشاره، “إلى أن أخبرونا أنه الطاعون الوبائي المعروف علميا بنيوكاسل وشعبياً بأبو عريف.”

وأضاف: “في اليوم التاسع والعشرين من تربية الفراخ انتشر المرض وقمت بتصريف قسم من الإنتاج.”

و”أصلان” حديث العهد بالمهنة، إذ جاءت خسارته في الفوج الثالث، “لم أخسر أثناء بيع الفوجين الأول والثاني، رغم الغلاء وارتفاع أسعار العلف والأدوية واللقاحات.

وقام وليد الحسن (25 عاماً)، وهو مربي دواجن في قرية تل علو بريف جل آغا، بحرق ما تبقى من الأعداد الكبيرة النافقة في مدجنته.

وقال إنه باع كمية غير مصابة، لكن الفيروس “انتشر بسرعة.”

وأضاف: “هو وباء مثل كورونا كما ذكر أطباء.”

ضرورات وقائية

ووصف رشيد رشيد، وهو طبيب بيطري في بلدة كركي لكي (معبدة) القريبة، المرض بأنه “شديد الفتك والضراوة ” نتيجة “فيروس دموي هوائي معدي مستوطن والعلاج ليس أكثر من فيتامينات نباتية لرفع المناعة.”

ونصح أصحاب ومربي الدواجن بالالتزام “بمبادئ الأمن الحيوي من خلال حرق الجثث حية دون ذبحها، إلى جانب تهوية المداجن والابتعاد عن المناطق المأهولة بالسكان، لأن سيلان دمها وبقاء مخلفاتها يزيد من انتقال العدوى.”

وشدد “الرشيد” على ضرورة اتخاذ قرار جماعي من المربين بالتوقف عن تنزيل أفواج جديدة لحين تعقيم وتجهيز المداجن.”

كما طالب الطبيب الجهات المشرفة في الإدارة الذاتية بالتخلص من “كامل الإنتاج المصاب والسليم كإجراء وقائي.”

وعلل محمد عمر، وهو طبيب بيطري في لجنة الزراعة والثروة الحيوانية  في جل آغا، عدم اتخاذ إجراء حتى الآن بأنها مداجن خاصة، “نحن نقدم اللقاحات فقط لمربي الدجاج المنزلي.”

لكنه قال إن عدم التزام أصحاب المداجن بحرق الدواجن النافقة ربما يعرضهم “للتغريم والمخالفة.”

 وأعاد “عمر” سبب انتشار المرض إلى “سوء تدبير المربين وعدم الاكتراث بشروط السلامة.”

تقرير: سلام الأحمد – تحرير: حكيم أحمد