سكان في الرقة ينتقدون بطء ترحيل الركام والبلدية تعطي الأولوية للمركز

الرقة – نورث برس 

يقول سكان في حارة البدو بمدينة الرقة، شمالي سوريا، إن الحي مهمل خدمياً وإن البلدية لا تولي الأهمية لأعمال ترحيل الركام من بعض الأحياء كأخرى تقع وسط المدينة.

وتقع حارة البدو في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الرقة، بين الملعب “الأسود” غرباً وشارع القطار شرقاً وشمالاً، بينما تمتد جنوباً لتصل إلى دوار الدلة.

 وتعود تسمية حارة البدو إلى ما قبل 45 عاماً منذ أن سكن البدو فيها.

وتشير تقديرات البلدية إلى أن نسبة الدمار في مدينة الرقة وصل إلى 90 بالمئة كدمار جزئي بينما تضررت نسبة أكثر من 60 بالمئة من المدينة بشكل كلي.

دمار وركام

وفي تشرين الأول / أكتوبر 2017، كانت حارة البدو الحي الأخير الذي تم طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)منه على يد قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي.

وكان مسلحو التنظيم قد قاموا آنذاك باحتجاز من بقي في الرقة من سكان واقتيادهم إلى حارة البدو لاستخدامهم كدروع بشرية في معاركهم مع قوات سوريا الديمقراطية.

وقال عبد الحمود (70 عاماً)، الذي يسكن حارة البدو منذ 12 عاماً، إن البلدية لم تقم حتى الآن بترحيل ركام الأبنية المنهارة.

 وأضاف أن سكان الحي تقدموا بشكاوى للبلدية حول رمي سكان للقمامة داخل الأبنية المهدمة، ما يتسبب بإزعاج لسكان آخرين في الجوار، ” إلا اننا لم نلقى رداً.”

ويشتكي سكان في حارة البدو وأحياء أخرى في المدينة من سوء حالة الطرقات وشبكات البنية التحتية كالكهرباء والمياه.

وأشار “الحمود” إلى أن بعض الشوارع في حيه شبه خالية من السكان ما يجعل المنازل القليلة المسكونة عرضة للسرقة.

أحياء مخدمة

وقال محمد يازجي (47 عاماً)، وهو صاحب مكتب عقاري في الرقة، إن المدينة تضم نحو 100 حي تتفاوت نسب الدمار الذي أصابها خلال الحرب، “وبعض الشوارع ما تزال مغلقة بسبب الركام.”

وأضاف أن واقع الخدمات في بعض الأحياء وسط المدينة “جيد مقارنةً مع الأحياء الأكثر تضرراً من الحرب مثل حارة البدو وحي الانتفاضة وحي بين الجسرين.”

وأشار “يازجي” إلى أن بعض العائلات ذات الدخل المحدود تسكن في “أبنية غير صالحة للسكن ذات أسقف آيلة للسقوط.”

واعتمد من بنوا منازلهم من جديد على أموالهم الخاصة بسبب عدم توفر مشاريع لإعمار المدينة ومنظمات تدعم ترميم أو إعادة بناء ما دمرته الحرب.

ونهاية العام الفائت، عقدت لجنة الإدارة المحلية والبلديات في الرقة، مؤتمرها السنوي لاستعراض الأعمال المنجزة خلال عام 2020.

وقال أحمد الخضر، الرئيس المشارك للجنة الإدارة المحلية والبلديات في الرقة، حينها، إن نسبة التنفيذ في مجال المياه لم تتجاوز٦٠  بالمئة، بينما بلغت نسبة تنفيذ الأبنية السكنية 20 بالمئة.

وأشار الخضر إلى أن معظم المشاريع التي تم تنفيذها كانت بتمويل ذاتي دون وجود أي دعم خارجي.

“نهضة عمرانية”

لكن أحمد إبراهيم، الرئيس المشارك لبلدية الشعب في الرقة، إن “الأمور الخدمية في المدينة تتجه إلى الاستقرار رويداً رويداً”.

وأضاف، لنورس برس، أن البلدية تقوم بترحيل الركام الناتج عن إعادة وترميم وتأهيل المنازل بشكل دوري.

وأشار إلى أن دعم بعض المنظمات يقتصر على تعويض جزئي كمد العون لتأمين أبواب ونوافذ ودهانات وترميمات جزئية.

 وأعاد الرئيس المشارك للبلدية نسبة الركام في حارة البدو التي تعرضت لدمار كبير إلى بطء أعمال الترميم والبناء المنفذة من قبل السكان.

وقال إن تفاوت الخدمات بين الأحياء سببه الاهتمام أكثر بتحسين الخدمات وسط المدينة والأسواق العامة لتنشيط الواقع الاقتصادي في المنطقة.

وعرقلت ظروف انتشار فيروس كورونا و الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، إطلاق مشاريع خدمية، بينما تم دمج عدة مشاريع في مشروع واحد.

 ووصف “إبراهيم” استصدار أكثر من ثلاثة آلاف رخصة بين ترميم وإعادة بناء، بأنها “نهضة عمرانية غير مسبوقة في الرقة”.

 وذكر أن البلدية لديها خطط لتوزيع عادل للخدمات في العام 2021، لتجنب الاهتمام بمناطق دون أخرى.

إعداد: عمر علوش – تحرير: حكيم أحمد