صحافي إسرائيلي ل”نورث برس”: طلبنا توضيحاً رسمياً حول رفاة الجندي الإسرائيلي لكن لا إجابة
رام الله – NPA
قال المسؤول الأمني والعسكري في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة, خالد جبريل، إن إسرائيل لم تستلم كامل رفاة الجندي الإسرائيلي الذي كان مدفونا في مخيم اليرموك بسوريا.
وعلمت "نورث برس" من مصادر إعلامية إسرائيلية أنها تبحث عن أي تعقيب رسمي من تل ابيب بخصوص التصريح الذي أدلى به المسؤول الأمني في الجبهة الشعبية-القيادة العامة خالد جبريل، لقناة "الميادين"، حيث قال فيه إن "رفات الجندي الإسرائيلي، الذي كان مدفوناً في مخيم اليرموك في سوريا وسلمته روسيا إلى إسرائيل، لم يكن كاملاً بل عبارة عن نصف رفات، حيث بقي الجزء السفلي في وضع جيد في مكان آخر بسوريا".
وقال الصحافي الإسرائيلي يعقوب عيزرا ل"نورث برس"، إنه لجأ إلى الرقابة العسكرية الإسرائيلية، صباح الأربعاء، من أجل الحصول على أي تعقيب سواء بتأكيد أو نفي النبأ، إلا أنه لم يتمكن من ذلك حتى اللحظة.
ورجّح عيزرا، ألّا تُعقّبَ الرقابة العسكرية الإسرائيلية على الموضوع، نظراً لحساسيته، غير أنّ عيزرا قال "لا دخان من غير نار"، مبيناً أن ما أدلت به "القيادة الشعبية العامة لتحرير فلسطين" قد يكون جزءٌ منه صحيحاً، ولكن ليس بشكل كامل. بمعنى أن عيزرا يفترض أنه ربما تبقى في سوريا جزء صغير من الرفاة، لكن ليس كما الصورة التي تعبر عنها الجبهة.
ويوضح عيزرا أن المعلومات التي حصل عليها من الجهات الرسمية الإسرائيلية في وقت سابق بخصوص الجندي زخاريا باومل، تتمثل بأن "هناك رفاة أخرى لإسرائيليين في المنطقة التي عُثر فيها على رفاة باومل".
ويبين عيزرا أنه بالمرة الأولى التي تم فيها إرسال رفاة على أساس أنها لزخاريا باومل قبل أشهر، تم الإكتشاف أنها لا تعود له، حيث أعيدت حينها إلى روسيا. بينما الرفاة التي تم إرسالها في المرة الثانية كانت تعود فعلياً لزخاريا بعد إخضاعها من قبل إسرائيل لفحوصات DNA. ثم جاء الإعلان بعدها رسمياً عن استعادتها.
وتوقع يعقوب عيزرا، انه قد يكون هناك تقصٍّ إسرائيلي للحقائق بخصوص ما صرح به المسؤول في الجبهة الشعبية-القيادة العامة، لكن هذا سيستغرق وقتاً، قبل أن يعقّبوا على الموضوع، لو أرادوا أن يتحدّثوا.
ويؤكّد يعقوب عيزرا أنهم كصحافيين ينتظرون أي تعليق إسرائيلي رسمي، لكن هذا لم يحدث حتى اللحظة، فلا توجد أيّة معلومات. غير أنه تفهم أن هذا الموضوع "حساس" جداً في إسرائيل خاصة لدى ذوي الجندي باومل، ولهذا يحتاج إلى فحص كافٍ قبل الإدلاء بأي شيء.
ولعلّ ما صرح به المسؤول الأمني في الجبهة الشعبية-القيادة العامة، يثير العديد من التساؤلات، خاصة حول التوقيت والسياق، فمعلومات "نورث برس" تفيد أن البحث عن زخاريا في مقبرة مخيم اليرموك جنوب دمشق كان سرياً، وشاركت فيه قوات روسية خاصة، وبالتنسيق مع وحدة "موثوقة" من القوات الحكومية السورية، متحررة من أي تأثيرات إيرانية. وهذا يعني أن أي معلومات دقيقة من هذا القبيل تعرفها دوائر ضيقة جداً من الحكومة السورية.
جديرٌ ذكره، أن معلومات سابقة قد وصلت "نورث برس"، مفادها أن ما تبقى من رفاة الإسرائيليين في سوريا، تم نقلها أكثر من مرة، الأمر الذي يشكل عقبة أمام الوصول إلى العديد منها. هذا إن علمنا أن دائرة ضيّقة من الضباط السوريين كانوا يعلمون بمكان دفنها، لكن توفي العديد منهم، الأمر الذي زاد صعوبة رصد مواقع ما تبقى من رفاة الإسرائيليين. لكن روسيا تعد بمواصلة جهودها في هذا المضمار حتى استعادتها.