خبير روسي: تطورات إدلب لا تنفصل عن ملف “المنطقة الآمنة”
موسكو – فهيم الصوراني – NPA
دعم قوي لعمليات القوات الحكومية السورية في إدلب عبّر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال المؤتمر الصحفي المشترك في باريس مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون.
بوتين أكد إن "موسكو تؤيد جهود الجيش السوري في معركته ضد الإرهابيين"، مضيفاً أن "المعارك ضد الجماعات المتطرفة ستتواصل، وأن الإرهابيين لن يشعروا بالراحة في إدلب".
اللهجة نفسها استخدمها وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي شدد على "أن الإرهابيين سيتم القضاء عليهم بقسوة" حسب تعبيره.
الوزير الروسي صرح كذلك أن العسكريين الروس والأتراك على تواصل دائم فيما يخص الأوضاع في مناطق خفض التصعيد بمحافظة إدلب.
الموقف الروسي وفق مراقبين لا يمكن فصله عن ملف المنطقة الأمنة, التي كانت حديث الساعة قبل الهجوم العسكري السريع والمكثف الذي شنته القوات الحكومية السورية لدخول مدينة خان شيخون، مخترقةً خطوط الجماعات المدعومة من تركيا، والذي لم يتردد في استهداف رتل عسكري تركي قالت دمشق أنه "لنجدة إرهابيي جبهة النصرة المنهزمين".
مراقبون روس يرون أن هذه التطورات تأتي استباقا لإحباط مخطط "المنطقة الأمنة"، وهو ما ركز عليه الباحث في الشؤون الاستراتيجية دميتري كيم، الذي قال ل"نورث برس" إن "الجيش السوري، المدعوم بغطاء جوي روسي، وجه رسالتين من خلال عملياته العسكرية المتواصلة حتى الآن."
مضيفاً: "الأولى، أنه يستند على مخرجات سوتشي وجولة استانا الأخيرة بخصوص الحرب ضد الارهاب وإقامة منطقة منزوعة السلاح، والثانية تتعلق بالمنطقة الآمنة، والتي ترى دمشق أنه اعتداء على سيادتها، ومحاولة لاقتطاع هذا الجزء منها."
ورأى كيم، أن القيادة الروسية وضعت ثقلها خلف الخطة العسكرية السورية، لا سيما بعد المماطلة غير البريئة من جانب أنقرة في تنفيذ التزاماتها، بما فيها المتعلقة بـ"الفصل بين الجماعات المعتدلة والإرهابية."
واعتبر الباحث أن موسكو معنية بتسريع حسم ملف إدلب، لإعطاء جرعة قوة للجنة الدستورية، للتعجيل في الحل السياسي الذي تعطل بسبب الأوضاع في إدلب.
كما أضاف "الصبر الاستراتيجي لموسكو لا يمكن أن يكون إلى ما لانهاية، لا سيما بعد قيام هيئة تحرير الشام بقصف قاعدة حميميم بطائرات مسيرة قبل نحو ثلاث أسابيع، ما شكل استفزازا إضافياً للقيادة الروسية، التي بدأت تشعر بضرورة التحول إلى سياسة الهجوم المباشر" الأمر الذي يفسر تصريحات المسؤولين الروس، التي نشطت بشكل لافت في الأيام القليلة الماضية، لجهة تأييد عمليات قوات الحكومة السورية, حسب كيم، والتي "وصلت الأن إلى محطة خان شيخون".
يشار إلى أن الموقف الروسي حيال التطورات العسكرية في إدلب سبقه تصريح لوزارة الخارجية الروسية، حذرت فيه مما وصفته بمحاولات تقسيم سوريا، وذلك رداً على نية إقامة منطقة أمنة برعاية تركية وأمريكية.