مسلسل “مناورة الملكة”.. عندما تقتحم النساء لعبة الشطرنج

القامشلي ـ نورث برس

لعبة الشطرنج تتطلب تركيزا وهدوءاً فائقاً، ما يجعلها بعيدة عن متناول السينما وصناع الأفلام والمسلسلات، لكن مسلسل “مناورة الملكة” جاء بمثابة معجزة في تصوير هذه الرياضية.

وجاء التصوير في حبكة متقنة أدخلت العنصر النسائي لتكون بطلة قصة هذا المسلسل، الذي يدور في أحداث من الدرامى المثيرة للعواطف بشكل يستحوذ بقوة على المتابع.

ومسلسل “مناورة الملكة” مأخوذ من رواية والتر تيفيز 1983، يقدم الأحداث للمشاهد وسط موجة من تدفق المشاعر، يوازن بين القسوة الذكورية وطريقة تعاطي النساء مع الصدمات لمواجهة الحياة.

قصة المسلسل

تدور أحداث المسلسل حول الفتاة “إليزابيث”، التي تعاني من المشاكل بين أبويها، لتتفاقم الأحداث وتقرر والدتها الانتحار بحادث سير، لتنجو “بيث” بأعجوبة من الحادث.

وبعدها تُنقل بيث لمأوى مخصص للأيتام، وهنا تبدأ معاناتها في خوض غمار الحياة، وتواجه منذ نعومة أظفارها مشاكل كثيرة في مقدمتها الإدمان.

وفي هذه الفترة تعمل “بيث” بطلة المسلسل على إخفاء حبوب تعطى للفتيات في الميتم، هي عبارة عن حبوب مهدئة، لتتناولها في الليل بعد نصيحة إحدى صديقاتها، لتصبح مدمنة.

وتطلب منها مدرسة الفصل تنظيف ممسحة اللوح في إحدى الدروس، لتنزل للقبو في الميتم، حيث تجد شخصاً يلعب الشطرنج وحيداً، تطلب منه تعليمها، وتبدأ هنا رحلتها في عالم الشطرنج.

وتبدأ “بيث” بالاعتماد على الحبوب المهدئة لتحترف لعبة الشطرنج مطلقة العنان لخيالها، وتمارس اللعبة في الليل على سقف غرفة الميتم، وتتغلب سريعاً على معلمها، لتنتقل لمستوى آخر.

وفي هذا المستوى تواجه “بيث” عدداً من الطلاب في إحدى المدارس القريبة من الميتم، وتتمكن من التغلب عليهم جميعاً، تتشبع برغبة مستمرة للفوز واحتراف الشطرنج.

وتمضي “بيث” في طريقها، يتم تبينها من قبل زوجين، حيث الزوج منشغل بعمله لأبعد الحدود، والزوجة تعاني من مرض وتأخذ الحبوب بشكل مستمر، وبعد سفر الزوج تبقى “بيث” وحيدة، يقودها الطموح لاحتراف الشطرنج.

وبعد سعي تتمكن من المشاركة بأول بطولة لها، لتحقق سلسلة من الانتصارات التي من بعدها ستواجه بطل أميركا في الشطرنج والذي تخوض معه ملحمة على رقعة اللعبة، ليكون التعادل مصير اللعبة بينهما.

وتتسارع الأحداث وتتحول “بيث” من فتاة عادية لمدمنة كحول، مع شغفها الذي يتنامى للفوز باستمرار في بطولات الشطرنج.

وتبدأ أمها بالتبني، رحلة دعمها للعب الشطرنج لتصل للعالمية، ويأخذ سراح الشطرنج نمطاً آخر.

وعند هذا المستوى يأخذ الصراع منحى سياسي بينها وبين بطل العالم الروسي في الشطرنج، الذي يسحقها حرفياً في أول مواجهة لهما.

ويتركها تعيش حالة من الخوف والبؤس بعد هذه الخسارة، لكن وبدعم من أصدقائها تعود وبقوة لساحة المنافسة.

وتعود “بيث” بقوة لتبدأ بمعركة “كسر عظم” لمنافسيها على رقعة الشطرنج، تتمكن فيها من القضاء على خصوم يعتبرون مدارس في اللعبة وذلك في معقل أقوى اللاعبين “روسيا”، لتنتهي المعركة الحقيقية بسحقها لبطل العالم وروسيا.

وتكللت جهود “بيث” بالنجاح أخيراً بعد دعم متواصل من رفاقها عبر مسيرة عدة سنوات، بدأتها بلعب الشطرنج في قبو ميتم تنافس أبطال اللعبة على مستوى دولي.

الإخراج والتصوير

ارتكز المسلسل على الإبهار البصري لأخذ المشاهد لفترة خمسينات وستينات القرن الماضي.

وبرزت في التمثيل وجوه شابة من هوليوود، وهم “أنيا تايلور، بيل كامب، مارييل هيلر”، وهم ممثلين صاعدين.

وشكل المسلسل نقلة نوعية في حياة الممثلة “أنيا تايلور” على الرغم من أن العمل ليس الأول لها، وكانت شاركت في فيلم “الرجل إكس”، لتقفز للنجومية بعد هذا المسلسل.

ومن جانب آخر كان دور كل ممثل مدروس بعناية بالغة، ويمكن للمشاهد لمس انصهار كل ممثل شارك في هذا المسلسل بشخصيته، إلى جانب إتقان الممثلين للعبة، اعتمد في تصويرها على خبراء.

ويترك المسلسل فجوات في القصة، يتم سدها بالتدريج مع التقدم في مشاهدة الحلقات ليصل في النهاية لصورة واضحة عن القصة التي عاشتها “بيث”، وعن داعميها وعن كسرها لاحتكار الرجال للعبة الشطرنج.

أما التصوير اعتمد فيه على إبراز ألوان فترة الخمسينات، مع زوايا تصوير منتقاة بعناية، سواء في المشاهد الداخلية أو المشاهد الخارجية.

ولتكامل فريق التمثيل دور بارز في نجاح المسلسل إلى جانب الممثلة “أنيا”، ذات الدور المحوري في “مناورة الملكة”، وفق السرد الدرامي للأحداث بطريقة تصاعدية وصولا لقمتها.

7 حلقات مشوقة

دارت أحداث المسلسل في 7 حلقات، وعرض للمرة الأولى على منصة “نتفلكس”، في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر، وتصدر المسلسلات الأعلى مشاهدة على المنصة خلال فترة عرضه.

وأنشئ المسلسل لصالح “نتفليكس” بواسطة سكوت فرانك وألان سكوت، حيث تولى سكوت فرانك الكتابة والإخراج

إعداد: سلام حسن ـ تحرير: معاذ الحمد