القامشلي – نورث برس
دعا منذر إسبر المقيم في باريس، وهو عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغير الديمقراطي، مؤخراً، لمبادرة سياسية طرح فيها عقد مؤتمر وطني عام، ودخول مجلس سوريا الديمقراطية لهيئة التفاوض.
وتعيش المعارضة السياسية السورية أوضاعاً “غير صحية، قلقة، بسبب الواقع الموضوعي، ويضاف إليه العامل الذاتي غير المستقر في هذه القوى.”
وقال “إسبر” لنورث برس، إن المعارضة السورية تشهد انقسامات وتبعية لبعض أطيافها للخارج، وبالتالي عدم وجود إرادة وطنية مستقلة موحدة لها.”
وأشار إلى أنه حال المعارضة هذا، “يفتح الباب على جميع القوى الخارجية النافذة، لاقتفاء مصالحها الخاصة، والتهرب من مسؤولياتها في إيجاد حل سلمي تفاوضي طبقاً للقرار 2254.”
ورأى المعارض السوري أنه لا بد من تصحيح أوضاع المعارضة في هيئة التفاوض، “أي بإنهاء تسلط الائتلاف عليها، وصيانة استقلالية القرار الوطني السوري فيها.”
كما دعا إلى ضرورة “إنجاز التوازن التمثيلي وتحقيق رئاسة دورية لها، وفتح التفاوضية على مجموعات تمثيلية وطنية ديمقراطية أخرى خارجها.”
وقال “إسبر”: إنه وطنياً وديمقراطياً، فإن دخول “مسد” في هيئة التفاوض، أمر يمليه الحل السلمي التفاوضي لسوريا كلها، على اعتبار أن الحل هو لجميع السوريين.”
وأضاف: “كل القوى الوطنية الديمقراطية مدعوة لاتخاذ موقف إيجابي ودخول مسد هيئة التفاوض طبقاً للقرار 2254 الذي ينص على وحدة سوريا أرضاً وشعباً.”
وتعاني هيئة التفاوض من فراغ ديمقراطي، يتمثل باستحواذ الائتلاف بالقرار، واتخاذ نهج التعسف، إذ فصل (مهند دليقان) ممثل منصة موسكو من قبل الحريري عندما كان رئيساً لهيئة التفاوض.
ويتمحور الائتلاف “حول تركيا والولايات المتحدة بوجه رئيسي، وهذا على شاكلة النظام الذي يتمحور مع روسيا وإيران بصورة أساسية”، بحسب “إسبر”.
وأشار إلى أن المعضلة “لا تكمن بوجود فراغ ديمقراطي في التفاوضية فقط، وإنما أيضا بوجود فراغ سياسي بسبب عدم استقلالية القرار الوطني السوري في هيئة التفاوض، إذا لا يمكن التقدم بوجود الفراغ.”
وحول قرارات مجلس الأمن بما يخص سوريا، قال إنها “تعيش إشكالية فلا يمكن تنفيذها إلا بتوافق جميع أعضاء المجلس، أي بدون استخدام حق الفيتو.”
واستخدام الفيتو في مجلس الأمن يترجم مسألة اختلال موازين القوى في المجلس، إضافة لتضارب المصالح السياسية والجيوـ استراتيجية بين أعضائه، بحسب المعارض السورية.
وقال منذر إسبر عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغير الديمقراطي، إن دعوته لعقد المؤتمر الوطني، “لأن القضية الوطنية الديمقراطية لم تعد بيد السوريين، والنخب السورية تعاني أزمة عزلة عن الشعب.”
وسيتم المؤتمر في الأوضاع الحالية “بممثلين عن كل المناطق السورية من شخصيات روحية ومن قادة الرأي فيها ومن الفَعَلةِ الاجتماعيين.”
وكما يتم “بالقوى والمجموعات الشبابية والسياسية والثقافية والعلمية والمهنية ومن تمثيل النساء، وسيكون هناك خارطة طريق قريباً”، بحسب “إسبر”.