مشاريع زراعية لأصناف جديدة بريف القامشلي تجمع بين سكان ونازحين

جل آغا – نورث برس

يطمح قائمون على مشاريع زراعية لزراعة البطاطا والبصل الفرنسي وأصناف أشجار في ريف بلدة جل آغا (الجوادية) بريف قامشلي، شمال شرقي سوريا، إلى تحقيق أرباح وتوفير منتج محلي وفرص عمل.

وجمعت هذه المشاريع بين مزارعين ذوي خبرة  نازحين من عفرين ومستثمر أراض من القامشلي وأصحاب أراض زراعية وعاملات بريف جل آغا.

محاولة تجاوز عقبات

ويتفقد محمد عامودي (27 عاماً)، وهو مستثمر وممول المشروع، أعمال زراعة البطاطا في أراض بريف البلدة متفائلاً بخبرة أصدقائه المزارعين المتحدرين من عفرين، ” نحن في الجزيرة اعتدنا زراعة محصولي القمح والشعير.”

وبدأ “عامودي” وأصدقاءه بزراعتهم رغم وجود صعوبات كغلاء بذار البطاطا المستورد، وهو صنف هولندي يستورد عبر إقليم كردستان العراق ويتأثر سعره مع الأسمدة بارتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية.

كما فضل القائمون على هذه المشاريع اختيار أراض بعيدة عن الحدود التركية نسبياً لتفادي المخاطر والمخاوف الأمنية التي تتكرر مع التهديدات التركية للمنطقة.

وحصل أصحاب المشروع على وعود بتقديم تسهيلات لهم من قبل لجنة الزراعة في جل آغا التابعة للإدارة الذاتية، كتوفير كميات المازوت (الديزل) اللازمة والبحث عن حلول لحفظ كميات الإنتاج في حال زادت عن احتياجات الأسواق وقت الحصاد.

وقال “عامودي” لنورث برس إن زراعة البطاطا والبصل الفرنسي وأصناف الأشجار المثمرة كالجوز واللوز والفستق الحلبي “كلّها زراعات جديدة في طور التجريب هنا.”

وأضاف أنها تجربته الثالثة في زراعة البطاطا والتي توفر على السكان الكثير من أجور شحن كميات البطاطا من مناطق الباب وأعزاز بريف حلب.

نتائج شبه مضمونة

وقال علاء منصور، وهو اسم مستعار لنازح من عفرين، طلب عدم نشر اسمه، إنه لا يمتلك مصدر دخل الآن سوى الاستفادة من خبرته في مجال الزراعة.

وأضاف، لنورث برس، أنه بدأ قبل العمل بتحليل التربة مخبرياً ورش كميات من الأسمدة العضوية لتحسينها، “محصول البطاطا ضرورة للمنطقة حالياً في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي الذي يؤثر مباشرة على السلع المستوردة.”

وأشار المزارع إلى أن النتائج “تكاد تكون مضمونة” بعد تجارب قام بها بالاعتماد على صنفين لبذار البطاطا.

 ويبلغ ثمن النوع المستورد عبر إقليم كردستان العراق حوالي ألف دولار أميركي للطن الواحد، بينما يمكن الحصول على النوع الثاني من مناطق الباب وعفرين بريف حلب بحوالي 350 دولاراً أميركياً للطن الواحد.

فرص عمل واستثمار

وتتوزع عشر عاملات في مجموعات للعمل في تقطيع البطاطا وجمعها في مستودع كبذار.

وتحصل رقية المحمود (34عاماٌ)، وهي من سكان بلدة جل آغا ومعيلة لأطفالها الثلاثة، على 400 ليرة سورية عن كل ساعة عمل.

وقالت: ” نقوم بتقطيع حبة البطاطا الكبيرة لقطع صغيرة بحسب توزع البراعم.”

وتعتقد عاملات في المشروع أنه يوفر فرص عمل موسمية لنساء وفتيات لا تساعدهن الظروف على ممارسة مهن وأعمال أخرى.

كما يرى فيصل حسين، وهو صاحب أرض ضمن المشروع، أن المنطقة تحتاج مشاريع من هذا النوع بعد غياب مشاريع الزراعة المروية كالقطن والخضار التي كانت توفر فرص عمل للعائلات.

ويتمنى المزارع أن تحقق هذه المشاريع أرباحاً ورواجاً في المنطقة، بعد أن بذل شركاؤه “مبالغ كبيرة لتأمين المستلزمات وزراعة البذار.”

إعداد: سلام الأحمد – تحرير حكيم أحمد