قطعان الخنازير البرية تتلف محاصيل زراعية بريف ديرك وغياب الحلول لمخاوف أمنية
ديرك- نورث برس
ألحقت قطعان الخنازير البرية القادمة من الحدود التركية أضراراً بالمحاصيل الزراعية في ريف ديرك، أقصى شمال وشرقي سوريا، بينما لا يتمكن المزارعون من حراسة أراضيهم ليلاً بسبب المخاوف من الجندرمة التركية.
وتتركز الأضرار هذا العام في قرى عين ديوار والزهيرية وجم شرف القريبة من الحدود السورية التركية.
إفساد محاصيل
وقال عبد الرحمن محمد (50 عاماً)، وهو مزارع في قرية عين ديوار، إن نسبة الضرر التي لحقت بأراضيه المزروعة بسبب الخنازير البرية وصلت إلى 25 %.
بينما تضررت مساحة أكثر من 50 هكتاراً في القرية عموماً بعد أن أصبحت مرتعاً لقطعان الخنازير التي تقوم بحفر الأرض بحثاً عن نبتة تتغذى عليها.
وأتلفت قطعان الخنازير محاصيل للقمح والكزبرة بعد أن تحمل مزارعوها حراثة أراضيهم ونثرها بالبذار ورشها بالأسمدة.
وأضاف “محمد” أن الطريقة الوحيدة لمكافحة الخنازير هو قتلها، إلا أن المخاوف من الجندرمة التركية على الحدود تحول دون ذلك.
وأشار إلى أن مزارعي قرية عين ديوار قضوا هذا الموسم على 15 خنزيراً من التي ابتعدت عن الحدود ووصلت إلى أطراف القرية.
وتختبئ قطعان الحيوانات البرية في الغابات المتاخمة للحدود التركية، ما يثير مخاوف المزارعين من أن يستهدفهم الجنود الأتراك إذا ما اقتربوا من تلك المناطق.
ويحتل القمح المرتبة الأولى من حيث مساحة الأراضي المزروعة في ديرك بمساحة نحو 35 ألف هكتار، تليه الكزبرة في عشرة آلاف هكتار والحمص بمساحة خمسة آلاف هكتار.
بينما جرى زراعة العدس “بمساحات قليلة لا تذكر”، بحسب لجنة الزراعة والثروة الحيوانية التابعة للإدارة الذاتية في ديرك.
جندرمة تركية
وقال شيروان خليل وهو مزارع آخر من القرية، إنه زرع في أرضه هذا العام محاصيل القمح والكزبرة والحلبة، وحرث أرضاً أخرى استعداداً لزراعتها بالخضار الصيفية.
وأشار “خليل” إلى أنه وكثيرين من مزارعي المساحات المتاخمة للحدود لم يزرعوها في أعوام سابقة بسبب منع تركيا وصولهم بأمان لأراضيهم.
وأضاف:”ذلك ساعد على توفير بيئة مناسبة لانتشار قطعان الخنازير في الغابات المتواجدة على سرير نهر دجلة.”
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أصيب مزارعان اثنان بريف ديرك برصاص قوات حرس الحدود التركي أثناء زراعتهما لأرضهما.
كما فقد مزارع آخر حياته في منتصف أيار/ مايو من العام الماضي نتيجة إصابته برصاص الجندرمة التركية في قرية “ديرونا آغى” الحدودية التابعة لبلدة رميلان القريبة من ديريك.
ويقول مزارعون في قرية الزهيرية إنهم تمكنوا من قتل 30 رأساً من تلك الخنازير على أطراف قريتهم، بينما يبلغ عدد الخنازير التي تهاجم حقولهم القريبة من الحدود نحو60 رأساً.
مواسم صيفية
ويتخوف مزارعو الخضار الصيفية، الذين بدؤوا حديثاً الاستعداد للزراعة، من أن يتعرضوا مجدداً للخسائر.
والعام الفائت، أتلفت الخنازير مساحات واسعة من محصولي البطيخ الأحمر والأصفر “الأناناس”.
ويخشى علي حاجي، وهو مزارع في قرية الزهيرية الحدودية، كغيره من التعرض لخسائر، لأن قطعان الخنازير ألحقت الضرر بمحاصيلهم سابقاً دون أن يتم تعويضهم من قبل أي جهة.
وقرر “حاجي” العزوف عن زراعة البطيخ الأصفر هذا العام بعد أن لم يتمكن من جني شيء من هكتارين زرعهما به الصيف الفائت.
ويفضل زراعة أصناف لا تجتذب تلك الحيوانات كثيراً مثل البصل والبندورة والخيار.
ومن جانبه، قال صلاح حمزة، الرئيس المشارك لمؤسسة الزراعة والثروة الحيوانية في مدينة ديرك، إن مزارعي القرى الحدودية لم يتقدموا بشكاوى عن تضرر محاصيلهم هذا العام بسبب الخنازير.
لكنه أضاف أن “الأمر يحتاج إلى حراسة تلك الأراضي، وذلك صعب لأن المنطقة حدودية.”
وأشار “حمزة” إلى عدم جدوى محاولات التخلص من الخنازير عبر “وضع السم” لأن أعدادها كبيرة.
كما يعتقد أن قتلها مهمة صعبة “لأنها تصل إلى أطراف القرى مع ساعات الفجر الأولى.”