كتاب “بنات كوباني” بين أيدي بطلاته

الحسكة – نورث برس

لاقى كتاب “بنات كوباني” صدى إيجابياً لدى مقاتلات في قوات سوريا الديمقراطية تتحدث عنهن الكاتبة الأميركية گايل ليمون في كتابها المنشور حديثاً.

وفي السادس عشر من شباط/فبراير الجاري ، أصدرت “ليمون كتابها الذي يروي دور مقاتلات وحدات حماية المرأة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا.

وبعيد صدور الكتاب، أرسلت المؤلفة نسخاً للمقاتلات في شمال شرقي سوريا.

“يحاكي الحقيقة”

ووصفت نوروز أحمد، وهي القائدة العامة لوحدات حماية المرأة، كتاب “بنات كوباني” بـ “النوعي كونه يحاكي حقيقة مقاومة المقاتلات والنضال المجتمعي في شمال شرقي سوريا.”

ووحدات حماية المرأة هي قوة عسكرية خاصة بالنساء منضوية تحت راية قوات سوريا الديمقراطية.

وأضافت القيادية، التي نادراً ما تتحدث للإعلام، في تصريح لنورث برس، أن الكتاب “وسيلة لتسليط الضوء بشكل أكبر على المقاومة التي لا تزال تعاش هنا.”

ونوروز إحدى الشخصيات البارزة ضمن الكتاب، وهي التي تروي معظم الأحداث الهامة للكاتبة ابتداء من معركة كوباني وانتهاء بمعركة السيطرة على آخر معاقل تنظيم “داعش” في بلدة الباغوز.

وصدر كتاب “بنات كوباني” عن دار “راندوم بنكوين هاوس” للنشر في نيويورك والمعروفة بنشر كتب قيمة.

ويحتوي الكتاب عشرة أقسام في ٢٥٤ صحفة، تضم تفاصيل ما واجهته المقاتلات إلى جانب صور للشخصيات الرئيسة.

 وقالت مؤلفة الكتاب، لنورث برس، إن من الضروري أن “يعرف العالم بما في ذلك الأميركيون قصص تلك المقاتلات وكيف تركن كل شيء لأجل محاربة أبشع تنظيم إرهابي.”

وأضافت: “علينا معرفة هؤلاء النسوة اللاتي حاربن داعش شارعاً شارعاً، منزلاً منزلاً، وقرية قرية، لحماية العالم أجمع وليس فقط من أجل أنفسهن.”

“تجسيد واقع”

وفي السياق نفسه، قالت نسرين عبدالله، وهي الناطقة الرسمية باسم وحدات حماية المرأة، إن “الكتاب سلط الضوء على قصص بطولات المقاتلات والشهيدات، لأروحهن السلام.”

وأضافت: “حاربنا ونحارب من أجل السلام، وما نزال نخوض جلّ أشكال الحرب من أجل السلام، الهدف الأسمى لنضال وحدات حماية المرأة.”

وتعليقاً على صدور الكتاب، قالت إلهام أحمد، وهي رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إن الكاتبة استطاعت تجسيد واقع نضال المقاتلات عبر هذا الكتاب.

وأشارت “أحمد”، خلال حديثها لنورث برس، إلى أن “المقاومة التي أبديت في شمال شرقي سوريا، لابد للعالم الاطلاع عليها وتقديرها، وخاصة المجتمع الأميركي.”

وتقول “ليمون” إن فكرة الكتاب جاءت عندما ظهر اتصال من رقم غريب على هاتفها، لتعلم أنها “كاسي” صديقتها التي تعمل ضمن فرقة العمليات الأميركية الخاصة في شمال شرقي سوريا.

 وأخبرت “كاسي” الكاتبة أن الكثير من القصص الرائعة تحدث هنا و”عليك مشاهدتها.”

المكالمة ألهمت الكاتبة البدء بالكتاب الذي تقول فيه إن “كاسي” دعتها لزيارة شمال شرقي سوريا، “گايل ، يجب أن تأتي إلى هنا لتري بأم عينيك ما يجري هنا، إنه حقاً أمرُ لا يصدق”.

وتضيف الكاتبة: “قالت لي تعالي لتري كيف تخوض هذه المقاتلات المعارك في الخطوط الأمامية، بل إنهن يقدن المقاتلين الرجال في المعارك.”

مشروع لترجمات

ومنذ صدوره، حظي الكتاب باهتمام واسع من قبل الأوساط الإعلامية والثقافية الأميركية، وصنفته “سي إن إن” ضمن قائمة أفضل 12 كتاباً للنصف الأول من العام 2021.

وأعلنت شركة “هيدن لايت برودكشن”، والتي تمتلكها عائلة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، حصولها على حق تحويل الكتاب إلى مسلسل تلفزيوني.

وقالت “كلينتون” إنها اختارت الكتاب “لأنه يحكي قصة نساء حاربن جنباً إلى جنب مع الرجال على جميع الجبهات للدفاع عن أرضهن ضد الجماعات المتشددة”، بحسب ما نقله موقع بي بي سي.

وأضافت أن تلك المقاتلات “حاربن من أجل حرية المرأة والمساواة والعدالة.”

وخلال الأسبوعين القادمين، ستبدأ “منشورات نقش” بالعمل على ترجمة الكتاب للغتين الكردية والعربية وذلك بعد حصولها على حقوق الترجمة ونشر النسختين الكردية والعربية.

ومنشورات نقش هي مؤسسة ثقافية خاصة، تأسست نهاية 2019 في مدينة القامشلي، وتنشر باللغتين الكردية والعربية.

وقال مديرها عبدالله شيخو إن “من المهم الاطلاع على نظرة الآخرين إلينا، فأهمية الترجمة تأتي من دورها البارز في التلاقي الثقافي والإنساني.”

وتطمح “منشورات نقش” أن تطرح الكتاب خلال معرض “هركول للكتاب” والذي يقام بشكل سنوي في شهر تموز/يوليو بمدينة القامشلي.

وعن سبب اختيارهم الكتاب، يشير “شيخو” إلى أن “بنات كوباني يستند إلى متابعة ميدانية للحرب ضد داعش، فضلاً عن معايشة الكاتبة لكفاح مقاتلات وحدات حماية المرأة (YPJ).”

إعداد : هوشنك حسن – تحرير: حكيم أحمد