محلل استراتيجي لـ”نورث برس: الصاروخ الذي أسقط سوخوي 22 قد يكون انطلق من تركيا

اسطنبول- سامر طه – NPA
اعتبر العميد السابق في قوات الحكومة السورية، أحمد رحال، أن الوضع السوري اليوم أمام "انقلاب روسي" على تفاهمات سوتشي والاتفاقات السابقة بين رئاستي روسيا وتركيا.
انقلاب روسي
ويشدد المحلل العسكري والاستراتيجي، على أن المشهد السوري سيمر بانقلاب روسي كامل على كافة الحلول السياسية، وعلى التفاهمات بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب أردوغان، مشيراً إلى رغبة موسكو في فرض إرادتها "بالقوة العسكرية".
ويقول أيضاً: "واضح أن الخيار العسكري، أصبح الخيار الوحيد لدى موسكو، ولدى طهران، ولدى دمشق أيضاً، وهذا ليس بجديد، وكل ما فعلته روسيا في آستانا هو عملية تفريغ جنيف، وكل ما فعلته في جنيف هو عملية تضييع وقت، وبالتالي شيء طبيعي بأنه انقلاب."
ويردف "نعم تريد أن تفرض بالقوة العسكرية لأنها لم تستطع من خلال المسار السياسي أن تحقق أجنداتها، وبالتالي تريد فرض الحل السياسي المناسب لمبتغاها ومبتغى طهران ودمشق من خلال القوة العسكرية وهذا ما يجري حالياً في جبهات القتال."
خلافات وتقدم عقيم
وفيما يتعلق بالعمليات الميدانية الجارية على الأرض، ضمن مناطق خفض التصعيد يقول رحال لـ"نورث برس"، إن عمليات التقدم على الأرض عقيمة بالنسبة لقوات الحكومة السورية، التي لم تستعد ما نسبته /1%/ من مساحة الأراضي السورية.
الرحال تحدث عن مقتل /1700/ وآلاف المصابين في صفوف قوات الحكومة السورية، معتبراً أن المشافي الحكومية لم تعد تتسع لخسائرهم البشرية، مشيراً إلى وجود "اتهامات متبادلة بين القاعدة الروسية في حميميم وقوات النمر، وبين سهيل الحسن والفيلق الخامس، وبين قوات النمر والحرس الجمهوري، وبيان طلال مخلوف والعميد سهيل الحسن."
ويعتبر رحال أن "زمام المبادرة أصبح بيد المعارضة"، وأضاف أنه "بعد آستانا حدث تغير ما وتبدل التكتيك الروسي، وباتت سياسة الأرض المحروقة أمراً واقعاً وحرب إبادة على مناطق المعارضة، مع قتال ليلي واستقدام تعزيزات من القوات المتدربة التي تمكنت من تحقيق تغيير كبير والتقدم إلى خان شيخون."
تركيا غير مرتاحة
كذلك يقول العميد السابق في القوات الحكومية أن تركيا اليوم "ليست في موقع ولا موقف جيد ولا موقف مريح، فعليها ضغوط أمريكية في شرق الفرات، وضغوط روسية في منغ وتل رفعت، وضغوط في عدم مقدرتهم على التخلص من هيئة تحرير الشام في إدلب، ما دفع الأتراك لمسك العصا من المنتصف."
كما يرى الرحال في حديثه لـ"نورث برس" أن الأتراك "غير قادرين على التجاوب مع الروس لتحقيق طلباتهم، كما لا يستطيعون من جهة ثانية تأمين متطلبات الجيش الحر."
كذلك شدد الرحال على وجود "نقلة نوعية"، ورجح أن يكون الصاروخ الذي أسقط  طائرة سوخوي /22/ قد انطلق من تركيا، كنوع من الامتعاض التركي وكرسالة إلى موسكو بأنهم تجاوزوا الخطوط الحمراء التركية."
وينظر الرحال إلى مشاركة الجيش الوطني المدعوم من تركيا في معارك إدلب وجود فرصة تغير ما، متمنياً على "القوى التي جاءت بالجيش الوطني أن تكون قادمة للقتال وليس كقوة فصل
ويختم الرحال حديثه بالقول بأن الوضع في حال استمر بهذا الشكل، فإن "الدفة سوف تعود لأيدي المعارضة والفصائل واعتقد أن هذا قد يغير الخرائط بشكل جديد."