سريان في القامشلي يحتفلون باليوم العالمي للغة الأم محاولين ترسيخ لغتهم الفصحى
القامشلي – نورث برس
احتفل عشرات السريان في القامشلي، شمال شرقي سوريا، السبت، باليوم العالمي للغة الأم مشددين على أهمية ترسيخ اللغة السريانية الفصحى.
ودعت الأمم المتحدة هذا العام، صانعي السياسات والمربين والمعلمين والآباء والأمهات والأسر لتوسيع نطاق التزامهم جميعاً بالتربية متعددة اللغات.
وشارك العشرات في المحاضرة الثقافية التي دعت إليها مؤسسة “أولف تاو” والتي تمحورت حول تاريخ اللغة السريانية، بمقرها في مدينة القامشلي.
و”أولف تاو” هي مؤسسة معنية بإعداد مناهج خاصة ومعلمين لتعليم اللغة السريانية في مناطق الإدارة الذاتية.
وقال جالينوس عيسى، وهو الرئيس المشارك لمؤسسة “أولف تاو”، إن “المؤسسات السريانية تحاول المحافظة على هذا اللغة.”
وأضاف: “خلال فترة حكم الإدارة الذاتية، تأسست مؤسسات خاصة للحفاظ على اللغة السريانية وتعليمها ومنها مؤسسة أولف تاو بفروعها الأربعة في القامشلي والحسكة وديريك والقحطانية .”
وأعلن عن تأسيس “أولف تاو” عام 2016، لكن عملها يعود للعام 2014 حينما كانت تعمل في ظل الجمعية الثقافية السريانية.
واعتمدت الإدارة الذاتية المناهج التي أعدتها المؤسسة للصفين الأول والثاني ضمن المدارس الخاصة التابعة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مدن الجزيرة.
وبحسب “عيسى” تعمل المؤسسة اليوم على “إعادة احياء اللغة السريانية الفصحى، وليس اللهجات فقط، لأنها اللغة الموحدة التي تجمع السريان.”
وهناك مؤسسات دينية عدة لا تزال تعلم اللغة السريانية، لكن “عيسى” يرى أن دورها محدود كونها “تعلم لغة طقسية وليست لغة تاريخية.”
وتعمل الكنيسة السريانية على تعليم اللغة السريانية منذ ستينات القرن الماضي، في مدارس تابعة لها وضمن دورات خاصة تنظمها في الصيف وأثناء العطل ولكنها تستند في تعليمها على اللقة الطقسية الكنسية.
وأشار الرئيس المشارك لمؤسسة أولف تاو، أن سبب تراجع اللغة السريانية يعود أيضاً إلى “الحركة العروبية التي كانت تطغى على جميع المدارس الخاصة والعامة المنطقة.”
وفي السياق نفسه قال إيلي فيلو، وهو إداري ضمن فرع القامشلي في مؤسسة أولف تاو” إن اللغة السريانية تعرضت لتراجع ملحوظ نتيجة “التغييرات السياسية، والاضطهادات التي تعرض لها الشعب السرياني.”
وأضاف “فيلو” إن “إعادة إحياء اللغة السريانية الفصحى هي مهمة تقع على عاتقهم كمؤسسة وأشخاص.”