زراعة الكمون بريف الحسكة الشمالي.. موعد متأخر ومزارعون متفائلون

تل تمر – نورث برس

اتجه مزارعون في منطقة تل تمر بريف الحسكة الشمالي، شمال شرقي سوريا، لزراعة أراضيهم بمحصول الكمون رغم وقوعها بالقرب من خط النار مع منطقة سيطرة الفصائل الموالية لتركيا، إلى جانب تأثير انهيار قيمة الليرة السورية وشح الأمطار.

ويبدو مزارعون في المنطقة متفائلين لأن الكمون لا يحتاج لهطولات كثيرة، كما يباع موسمه لتجار بالدولار الأميركي، وهو ما يمكن أن يجنبهم خسائر محصولي القمح والشعير.

“زراعته مجازفة”

وقال تامر محمد (32 عاماً)، وهو مزارع شاب في ريف تل تمر، إنه “جازف” هذا العام بزراعة 70 دونماً بالكمون رغم ارتفاع سعر بذاره بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار.

وأضاف أنه اشترى البذار بسعر ثمانية آلاف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد.

وتجاوز سعر صرف الدولار الأميركي الواحد خلال الأيام القليلة الماضية في مدينتي الحسكة وقامشلي 3.300 ليرة سورية.

وهو ما جعل ثمن الكيلوغرام الواحد من بذار الكمون يقفز إلى ما يقارب عشرة آلاف ليرة.

ورغم أن هذه الزراعة تواجه كغيرها مخاطر متعددة قد تتسبب في إفساد المساحات التي انخفضت أصلاً بسبب التهديدات التركية.

إلا أن مزارعين في المنطقة يعولون على تسويق إنتاج الكمون للتجار بالدولار الأميركي، وذلك بخلاف المحاصيل الأخرى التي تُباع بالليرة السورية التي تشهد انهياراً مستمراً لقيمتها.

“أمطار قليلة”

وأشار “محمد” إلى أن تأخره في زراعة الكمون هذا العام جاء بسبب تأخر وشح الأمطار.

وأضاف لنورث برس: “رغم أن الكمون زراعة بعلية ولا يحتاج للكثير من الأمطار، لكن شح الأمطار حتى الآن يثير القلق لدينا بإفساد الموسم.”

وخلال اليومين الماضيين، هطلت كميات من المطر قال مزارعون إنها قليلة التأثير.

وأشارت بيانات الأرصاد الجوية السورية إلى تسجيل هطول خمسة مليميترات فقط في قرية تل بيدر القريبة من تل تمر.

كما يواجه مزارعو الكمون مشكلة أخرى مع تأخر الأمطار وهي تأخر نمو الأعشاب الضارة لما بعد زراعة البذار.

وتؤثر الأعشاب البرية، إلى جانب نبتات للشعير والقمح والعدس من المحاصيل المزروعة في سنوات سابقة، على نمو الكمون.

وقد تكلف إزالة الأعشاب الزائدة عن طريق المبيدات والعمال المزارعين مبالغ كبيرة.

وعلى العكس من هذا العام، تسبب الرطوبة الزائدة في التربة عقب هطول أمطار غزيرة خلال الأعوام الماضية بذبول نبتات الكمون.

مساحات وتفاؤل

ويعمد أصحاب أراض زراعية في ريف تل تمر، إلى تأجير أراضيهم لمزارعين مقابل نسبة معينة من إنتاج المحصول.

وقال عبدالباقي كوتي، وهو مزارع ذو خبرة واسعة، إن الكمون له فائدة كبيرة على الأرض من حيث تقوية التربة تمهيداً لمواسم قادمة.

وأضاف أن تتابع زراعة الأرض بمحصولي القمح والشعير لسنوات عديدة يضعف التربة ويقلل من إنتاجها.

ويبدو “كوتي” متفائلاً حين يشير إلى أن الكمون يحتاج إلى هطول المطر لمرتين أو ثلاث مرات فقط خلال 40 يوماً لإنبات البذرة.

وتقدر نسبة المساحات المزروعة بالكمون في ريف تل تمر بنحو عشرة آلاف دونم، بحسب مزارعين محليين.

بينما تشير الخطة الزراعية لمديرية الزراعة في الإدارة الذاتية بمقاطعة الحسكة، هذا العام، إلى تحديد نسبة 8 % لزراعة البقوليات والزراعات العطرية.

وقال إبراهيم الهجر، وهو إداري في لجنة الإنتاج النباتي ببلدة تل تمر، إنهم سيقومون بجولات تفقدية للأراضي الزراعية بما فيها المزوعة بالكمون.

وأضاف لنورث برس: “ربما يقوم مزارعون بسقاية مزروعاتهم عن طريق الرذاذ نتيجة شح الأمطار، ونحن بدورنا سنقوم بتوزيع المحروقات إن تطلب الأمر.”

وأشار “الهجر إلى تراجع المساحات المزروعة “بسبب وقوعها على خطوط التماس مع مناطق السيطرة التركية وشح الأمطار.”

إعداد: دلسوز يوسف- تحرير: حكيم أحمد