مسؤول سابق في البنتاغون: أنقرة لا تتصرف بنوايا حسنة في المحادثات مع واشنطن حول سوريا

واشنطن – هديل عويس ـ NPA 
لا يزال الفشل حليف المحادثات المستمرة بين تركيا والولايات المتحدة حول إقامة منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا.
وبهذا الخصوص قال مايكل روبين، الباحث المقيم في معهد المشروع الأمريكي، والمسؤول السابق في البنتاغون في تصريحات لـ "نورث برس" إن أنقرة لا تتصرف بنوايا حسنة مع واشنطن ولذلك تتعرقل المحادثات ويستمر الفشل في التغلب على العقبات التي تفرضها أنقرة.
من جانب آخر يقول روبين أن الأنظار تتجه نحو الدبلوماسيون الأمريكيين المستمرين بتجنب الوقوع في خطأ التسوية مع تركيا وخاصة تسوية تجلب قوات تركية إلى المنطقة، لأن هذا سيعيد التطرف إلى المنطقة وسيجعل الصراع أمراً لا مفر منه.
وبينما خرجت تصريحات تركية رسمية الجمعة حول الاتفاق على البدء بتنفيذ المنطقة الآمنة الأسبوع المقبل، يرى المراقبون أن عدداً من الخلافات تستمر بمنع الطرفين التركي والأمريكي على تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع.
وقال خبير الشرق الأوسط آرون شتاين "لا توجد مؤشرات على أن أنقرة ستقدم تنازلات وتعترف بأن قوات سوريا الديمقراطية هي فاعل شرعي."
وفي هذا السياق كتب ارون ستاين، مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية في فلاديلفيا أن الاختلاف في وجهات النظر لا يزال عميق بين واشنطن وأنقرة وأن واشنطن تسعى من وراء غرفة العمليات المشتركة إلى شراء المزيد من الوقت لمنع تركيا من تدخل أحادي الجانب من خلال عملية عسكرية.
واشنطن و أنقرة أبعد ما يكون عن توقيع اتفاق شامل حول سوريا في الوقت الحالي اتفاق بعيد
قال الدكتور حسن ماجد، المستشار في الشؤون الاستراتيجية في مؤسس D&S الاستشارية في فرنسا أن أنقرة وواشنطن أبعد ما يكونان عن التوصل لتفاهم شامل يفضي إلى توقيع اتفاق مستدام حول شمال سوريا في الوقت الحالي، وأن النتائج النهائية لشكل المنطقة لن يظهر إلا في إطار مدى زمني متوسط أو بعيد.
ويرى ماجد أن تركيا قد تتخلى عن بعض مطالبها وقد تتراجع عن نشر نقاط مراقبة بالتنسيق مع مختلف الأطراف من روسيا إلى أمريكا وإيران مقابل مكتسبات سياسية إلا أنها ستبقى مضطرة للدفع لانتزاع مكاسب تحقق مخاوفها الأمنية على حدودها الجنوبية.
ويفيد ماجد بأن "ادلب" وتدهور الوضع فيها وسقوط مناطق كانت تركيا قادرة على السيطرة عليها لصالح الحكومة السورية وروسيا يدفع تركيا للبحث عن مناطق نفوذ جديدة في سوريا رغم التعقيدات الطارئة على العلاقة الأمريكية التريكة التي تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي.
ويلفت ماجد إلى ضغوطات أوروبية وخاصة فرنسية للتمسك بقوات سوريا الديمقراطية كقوات ضامنة للأمن في المناطق التي هزم فيها تنظيم "الدولة الإسلامية" بسبب تبعات انتشار خلايا التنظيم الإرهابي على الدول الأوروبية، حيث يخلق سجناء داعش الفرنسيون والذين يمثل بعضهم أمام محاكم العراق "جدلاً حاداً" في أوساط الرأي العام الفرنسي.