سكان في السويداء يتهمون مؤسسات حكومية بتعمد تأخير حل مشكلة نقص مياه الشرب
السويداء – نورث برس
يتهم سكان في السويداء وريفها، جنوبي سوريا، المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي ووزارة الموارد المائية في دمشق “بإهمال متعمد” لمشكلة الانقطاعات المتكررة لمياه الشرب والتي ازدادت خلال الشهرين الماضيين.
وفي هذه الأثناء، يشتري سكان من المحافظة المياه من الصهاريج الخاصة، حيث يصل سعر خمسة براميل من المياه إلى تسعة آلاف ليرة سورية، بينما يقتصد آخرون في استهلاكها.
“نصف الآبار خارج الخدمة”
وقال مهندس في المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في السويداء، طلب عدم نشر اسمه، إن نصف الآبار خرجت عن الخدمة بينما لا يعمل القسم الآخر بطاقة كلية نتيجة عدم معالجة المشكلات.
وتشمل تلك المشكلات أعطالاً في مضخات الآبار وتشقق واهتراء الأنابيب التي تنقل المياه إلى المنازل، والتي تؤدي إلى هدر ما لا يقل عن 50 بالمئة من المياه عبر تلك التشققات.
ويبلغ عدد آبار مياه الشرب في محافظة السويداء 92 بئراً، بحسب المصدر نفسه.
وذكر المهندس أن الاحتياج المائي لمدينة السويداء حالياً يزيد عن 194 ألف متر مكعب أسبوعياً، بينما لا تتعدى كمية المياه التي يتم تأمينها على 119 ألف متر مكعب، فتصل نسبة العجز إلى 38 بالمئة،
والعام الفائت، كان الاحتياج المائي للمدينة 220 ألف متر مكعب أسبوعياً، بينما لم تكن كمية المياه التي يتم تأمينها تزيد على 145 ألف متر مكعب، في ظل اكتظاظ المدينة بالنازحين حينها.
الشراء من الصهاريج الخاصة
وقال رجى ملاعب (50 عاماً)، وهو من سكان السويداء المدينة، إنه لا يملك القدرة المالية لشراء المياه من الصهاريج دوماً، “خمسة براميل لا تكفي لعدة أيام، لا أستطيع تحمل هذه الأعباء المادية في ظل ظروف معيشية قاهرة.”
وفي الرابع من الشهر الجاري، قطع العشرات من سكان بلدة “نمرة شهبا” في الريف الشمالي للسويداء، جميع الطرق المؤدية إلى مدينة شهبا وبلدات مجاورة, استنكاراً على توقف ورود مياه الشرب إلى منازلهم.
وقال أحد السكان المحليين لنورث برس، حينها، إن بئرين لمياه الشرب داخل البلدة خرجا عن الخدمة، ورغم الاستغاثات السكانية “لم تستجب الجهات الحكومية لإصلاحهما.”
ومنذ سنوات، تعاني المحافظة من طول فترات انقطاع المياه، حيث تصل إلى المدينة مرة واحدة في الأسبوع، في حين تصل فترات انقطاع في الريف الشمالي والشرقي لنحو شهر.
والصيف الماضي، قال وائل الأشقر، مدير مؤسسة المياه في السويداء، إن الانقطاع ليس تاماً، “بل هو شح في المياه.”
وأعاد المسؤول الحكومي الانقطاع في بعض مناطق المحافظة آنذاك إلى ” انقطاع التيار الكهربائي وأعمال صيانة في الآبار المغذية لجزء من أحياء المدينة.”
أزمة متفاقمة في الأرياف
ويتخوف سكان في أرياف المحافظة من تدهور الأوضاع أكثر بعد انتهاء الشتاء، لا سيما مع انخفاض الهطولات المطرية مقارنة مع العام الفائت.
وقال إحسان قرقوط (40 عاماً)، وهو من سكان بلدة الكسيب بالريف الشرقي، إنه بدأ يفكر بالانتقال إلى السويداء المدينة، حيث فترة انقطاع المياه فيها أقل من الريف.
وأشار إلى أن بلدات الطيبة والعجيلات وأم رواق وسالي والمشنف بالريف الشرقي جميعها تعاني من نقص المياه، متهماً المؤسسات المسؤولة بالتقصير في إعادة إصلاح الآبار التي تغذي تلك البلدات والقرى بمياه الشرب.
وأضاف المهندس في المؤسسة الحكومية، لنورث برس، أن وزارة المياه في دمشق لم تستجب، حتى الآن، لمطالبهم لتأهيل آبار المياه من تركيب مولدات كهرباء ومضخات (غطاسات) جديدة واستبدال أنابيب المياه القديمة والمهترئة.
وأشار المهندس إلى غياب التنسيق والتعاون مع مؤسسة الكهرباء في إيصال التيار الكهربائي بشكل منتظم وشديد إلى الآبار حتى يتم ضخ المياه دون انقطاعات.