الحسكة – نورث برس
من المترقب استئناف جلسات الحوار الكردي-الكردي في سوريا وسط عقبات واختلاف في الرؤى بين الطرفين اللذين يكرران أن الوحدة الكردية هو “هدف استراتيجي.”
وقال سليمان أوسو، القيادي في المجلس الوطني الكردي في سوريا، إن 60% من “الشراكة الإدارية قد تم حلها” قبيل تعليق المباحثات.
كلام “أوسو” جاء خلال مشاركته في اجتماع للمجلس الكردي بمدينة القامشلي، في الثالث عشر من الشهر الجاري.
المباحثات عُلقت لأشهر، نتيجة انشغال الفريق الدبلوماسي الأميركي بالانتخابات الرئاسية التي انتهت بفوز المرشح الديمقراطي جون بايدن.
وترعى قيادة قوات سوريا الديمقراطية وممثلون عن الخارجية الأميركية في شمال شرقي سوريا جلسات الحوار والتفاوض بين الطرفين.
وأواخر عام 2019، أعلن مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، عن مبادرة لفتح الحوار بهدف توحيد الخطاب السياسي للأحزاب الكردية في سوريا.
ودخل كلٌ من المجلس الوطني الكردي في سوريا وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية في مفاوضات توصل خلالها الطرفان إلى توقيع مذكرة تفاهم سياسية في حزيران/يونيو من العام الماضي.
ولكن الاتفاق النهائي لم يُنجز بعد، رغم مرور عشرة أشهر على بدء الحوار الذي انطلق في نيسان/أبريل من العام الفائت.
ومطلع شباط/فبراير الجاري، التقت الجهات الراعية بكل وفد على حدة، للاطلاع على وجهات النظر قبيل الخوض في جلسات مباشرة بين الطرفين.
ومن المتوقع إن يستكمل الطرفان تباحثهما حول آلية انضمام المجلس الوطني الكردي للإدارة الذاتية.
وقال محمد موسى، عضو وفد أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، لنورث برس، إن وفد المجلس الكردي أوضح للجهات الراعية أن أحزاب الوحدة الوطنية مطالبة بالاعتذار للمجلس عن “أحداث حرق مكاتبها.”
وأحرق مجهولون عدداً من مكاتب أحزاب المجلس الوطني الكردي في عدد من مدن شمال وشرقي سوريا، في الفترة التي عُلقت فيها المباحثات، دون إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الحوادث.
وأواسط كانون الأول/ديسمبر الماضي، حمّل المجلس الكردي مسؤولية حرق مكاتبها لقوى الأمن الداخلي في الإدارة الذاتية عبر بيان أصدره آنذاك.
وانتقد “أوسو”، خلال حديث لنورث برس، التصريحات “التخوينية الصادرة عن مسؤولي أحزاب الوحدة الوطنية الكردية بحق المجلس وقوة لشكري روج، لذلك هم مطالبون بالاعتذار”، بحسب قوله.
و”لشكري روج” هي فصيل عسكري يتبع المجلس الوطني الكردي ويتواجد في إقليم كردستان العراق، تشكل خلال الحرب في سوريا ويطالب المجلس بعودتهم إلى شمال شرقي سوريا.
وحسب تصريحات سابقة لمفاوضين، سيعقب مناقشة انضمام المجلس للإدارة الذاتية، حل “إشكالية لشكري روج.”
واعتبر “موسى” أن هذه المسألة مرتبطة بقوات سوريا الديمقراطية، كونها هي جهة عسكرية مخولة بالحديث والإقرار بخصوصها.
لكنه شدد بخصوص جاهزيتهم للحوار وقال: “مقتنعون بالحوار، النقاط الخلافية نستطيع حلها.”
كما أرجع القيادي في المجلس الوطني الكردي، سليمان أوسو، توقيت بدء المباحثات المباشرة إلى الجهات الراعية، وقال “يعود ذلك إلى قدرتهم على الإتيان بالطرف الآخر إلى طاولة المفاوضات.”
والثلاثاء الفائت، قال ريدور خليل، مسؤول مكتب العلاقات العامة لقوات سوريا الديمقراطية، في تصريحات حصرية لنورث برس، إنهم ملتزمون بمبادرة الحوار الكردي كطرف “ضامن” حتى الوصول إلى “اتفاقية وطنية.”
وأضاف مسؤول مكتب العلاقات العامة في قسد، أن الطرفين أنجزا خطوات جادة خلال جلسات المفاوضات السابقة، “ونأمل أن تشهد المرحلة المقبلة خطوات أخرى للوصول إلى اتفاقية مبنية على أسس وطنية ثابتة.”