جدل حول دعوات مقاطعة المطاعم السوريّة في مصر

القاهرة- محمد أبوزيد- NPA
دعا عديد من النشطاء المصريين، عبر موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيس بوك" إلى مقاطعة المطاعم السورية، وذلك على خلفية المشاجرة التي وقعت بين مالك مطعم سوري وسيدة مصرية، والتي تصدرت "التريند" المصري منذ مساء يوم الخميس الماضي بهاشتاغ "حق السورية يا ريس" بأكثر من /15/ ألف تغريدة منذ إطلاق الهاشتاغ وحتى /24/ ساعة. فيما رفض آخرون تلك الدعوات؛ لأسباب مختلفة.
الواقعة التي نشرت تفاصيلها "نورث برس" أمس الجمعة، استغلها ناشطون للدعوة إلى مقاطعة عامة للمطاعم السورية في مصر، تضامناً مع السيدة المصرية التي نشرت مؤخراً فيديو تستغيث فيه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مما وصفته بـ "الإهانة" التي تعرضت لها من صاحب مطعم سوري.
وتضمنت الدعوات المنتشرة عبر "السوشيال ميديا"، والتي أثارت لغطاً واسعاً عبر ردهات مواقع التواصل على مدار الـ 48 ساعة الماضية، تعليقات حادة منتقدة عموم السوريين من أصحاب المطاعم في مصر، على غرار تعليق المستخدم محمد شوقي، والذي يعرِّف نفسه بأنه خبير بأحد الوزارات المصرية، والذي قال: "إلى كل مواطن مصري شريف، إذ أردت استرداد حق المصرية، فابعث ببرقيات عاجلة لرئيس الجمهورية، وبلاغات للنائب العام، وبلاغات للمحامي العام الأول للإسكندرية (شمال مصر) وللمحافظ، ومقاطعة شاملة لكل ما هو سوري، ومقاطعة شاملة لكافة المطاعم السورية".
وكتب الناشط مجدي محمد السيد: "ياريت المصريين لا يدخلون المطاعم السورية، حتى يضطرون إلى غلق محالهم". كما كتب الناشط سعد أدهم إبراهيم: "لابد من إطلاق حملة لمقاطعة جميع المطاعم والمحلات السورية؛ حرصاً على صحة المواطن وحتى لا تتحول المبيعات إلى دولارات وتخرج من مصر إلى تركيا، وهي أموال التنظيم الإخواني الدولي التي تعدت /33/ مليار"، على حد قوله.
وأمام هذا السيل الجارف من التعليقات المطالبة بمقاطعة المطاعم السورية في مصر، رفض عدد من المصريين الفكرة، على أساس أن المشكلة الحادثة هي مشكلة فردية، وقعت بين سوري ومصرية، ولا يمكن بناءً عليها أن يتم التعميم، فيما ذهب آخرون إلى ادّعاء أن المطالب بمقاطعة المنتجات المصرية ورائها أهداف تنافسية تجارية.
ومن بين هؤلاء المستخدمة نشوى محمد، التي قالت عبر "تويتر": "أصحاب المطاعم المصرية هم من يقودون الحملة ضد المطاعم السورية؛ لأنها (أي المطاعم السورية) أنظف وأطعم (ألذ) ويعرفون التعامل باحترام وذوق مع الزبائن"، وعلى النهج نفسه تعامل العديد من النشطاء الآخرين مع تلك الدعوات، وامتدحوا تجربة السوريين في مصر ومطاعمهم، وذلك في مواجهة حملة المقاطعة التي دعا إليها البعض.
وكتب حسام عاطف: "لن نقاطع المطاعم السورية.. السوريون عندما كنا نذهب إليهم ببلدهم كانوا يعاملوننا بكل حب.. السوريون منورين مصر.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.. لن نقاطعهم، إنهم شعب محترم".
وتعود القصة، إلى نشر سيدة مصرية قصة تضرر والدتها من مطعم سوري شهير بمحافظة الإسكندرية، سواء من مخلفاته أو من عدم اتباعه معايير الأمن والسلامة، وأرفقت صوراً وفيديوهات أثناء شجارها مع مالك المطعم، حتى تم إطلاق هاشتاغ تحت عنوان "حق المصرية يا ريس" طالب فيه النشطاء السلطات المصرية بالتدخل لرفع الضرر الواقع عليها من المطعم السوري، واحتل الهاشتاغ في غضون ساعات قليلة "الترند" في مصر عبر "تويتر" بآلاف التغريدات.
وتحظى المطاعم السورية بشهرة واسعة في مصر، وتنتشر في مختلف المحافظات المصرية، واستطاع أصحابها جذب الزبائن بما يقدمونه من أكلات مختلفة، فضلاً عن الأسعار التنافسية ونظافة الطعام وحسن المعاملة، ما جعل تلك المطاعم وجهة دائمة بالنسبة للكثير من المصريين.

لمزيد من التفاصيل عن الواقعة:
مطعم سوري أثار أزمة.. "حق المصرية" هاشتاغ يُعيد أجواء التحريض ضد السوريين