واشنطن ـ هديل عويس – NPA
يلخِّص القصف المكثف الذي يستهدف شمال غربي سوريا، والذي أكدت الأمم المتحدة أنه الأعنف منذ /15/ شهراً، بالتوازي مع الحشود العسكرية من طرفي النزاع في تلك المنطقة، صورة التصعيد الكبير من قبل روسيا والحكومة السورية، في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها.
وفي ظل استمرار التصعيد تتعدد القراءات لأهداف الحكومة السورية وموسكو، خصوصاً في ظل استمرار اتفاق “سوتشي” بين روسيا وتركيا الموقع في أيلول/ سبتمبر الماضي، والذي نص على إقامة منطقة عازلة بين مناطق المعارضة والحكومة السورية، مع تواصل اجتماعات آستانا بين الثلاثي الضامن، (روسيا، تركيا، إيران).
وبهذا الخصوص قالت مرح البقاعي، القيادية في المعارضة السورية، لـ “نورث برس”: “من الجلي أن التصعيد اليوم في إدلب جاء نتيجة مباشرة لاجتماع آستانا الأخير”.
وتابعت القيادية في المعارضة السورية: “رغم أن البيان الختامي لآستانا /12/ كان متواضعاً ولم يأت بجديد، إلا أن توافقات بين الأطراف الفاعلة على ملف الشمال السوري بطرفيه، إدلب وشرق الفرات، قد ارتسمت ملامحها ونرى تنفيذها اليوم قد بدأ في معركة إدلب”.
وأشارت إلى أن زيارة المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، لأنقرة مباشرة بعد أستانا قد وضعت النقاط على الحروف في تقارب واضح بين العاصمتين الأمريكية والتركية “إثر تنافر وافتراق”.
وختمت البقاعي حديثها: “فصل المقال أن خيوط التسوية في الشمال قد وضعت وما يأتي هو تفاصيل لتنفيذ تلك التسوية ثم الانتقال إلى العملية السياسية بمراحلها التي أقرها القرار الأممي 2254”.
في حين رأى الكاتب السوري خلدون اللبواني “أنها لحظة كسر حالة الركود في الشمال السوري”، حيث يقول لـ”نورث برس” إن كل الجهات التي ضمنت حالة من الاستقرار أو تعطيل الموقف السوري أو الروسي تريد الآن خلخلة هذا الوضع لتجاوز المرحلة.
إلا أن اللبواني، أشار إلى أن تركيا تسعى للحفاظ على إدلب ضمن مناطق نفوذها، حيث تملك تركيا حتى الآن دوريات ونقاط حراسة كبيرة في إدلب لمنع اختراق قوات الحكومة السورية.