بانتظارِ التسوية وإعادة الإعمار.. ملفُّ عودة النازحين طبقٌ باردٌ على طاولةِ مداولاتِ الحريري في واشنطن
بيروت ـ ليال خروبي ـ NPA
حضرَ ملفّ عودةِ النازحينَ السوريين على طاولةِ المباحثاتِ بين رئيس الحكومة اللبنانية سعدِ الحريري ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في واشنطن، حيثُ عبّرَ الأخير عقب لقائهما يوم الخميس الماضي عن امتنانه "للالتزام الذي قدّمه لبنان لتوفير المساعدة باستضافة أكثر من مليون شخص من النازحين من سوريا".
وأضاف بومبيو "لقد أمنتم لهم اللجوء من الحكم المستبد لنظام الأسد، ونحن نقدر ذلك، ونتطلع لمزيد من التقدم في شراكتنا".
بدوه أشار الحريري خلال دردشة مع الصحفين يوم أمس إلى أنه في خصوص الملف السوري "تم الحديث عن موضوع النازحين ووجوب عودتهم إلى بلادهم، وهو ما يتطلب عدة خطوات من النظام السوري، وأولها العفو العام".
ويظهرُ بمواقف الطرفين أنَّ واشنطن أبدت تعاطفاً مع لبنان في ما يخصّ ملف النازحين، ولكن من دون أن يقترن هذا التعاطف بإجراءات ملموسة تمكّن لبنان من الاستمرار في تحمّل عبء النازحين، كما لم تبدُر أي إشارة إلى رغبة الولايات المتحدة بعودة هؤلاء النازحين في هذه الفترة.
وفي السياق يؤكّد نديم الملا مستشار الحريري لشؤون النازحين لـ"نورث برس" أنّ "ما صدر من مواقف في واشنطن حول ملفّ النازحين السوريين كلاسيكيّة فلحظة الصفر بشأن عودة النازحين لم تحن بعد".
ويوضح المّلا "المجتمع الدولي وعلى رأسه واشنطن ليسوا مستعدّين لضخّ أموال في خطط عودة النازحين وإعادة إعمار سوريا قبل الحلّ السياسيّ الشاملّ وتأمين الأمن والاستقرار الملازمان لأي مشروع ينظّم عودة النازحين إلى مناطقهم."
وحولَ الموقف اللبناني الرسمي في ظلّ مطالبات بعض القوى السياسية اللبنانية بالعودة الفورية للنازحين وحديث وزير شؤون النازحين عن خطةٍ يعمل عليها لتنظيم عودتهم يعلّقُ الملاّ لـ"نورث برس": هذه المواقف لا تضيفُ شيئاً إلى واقع تعذر عودة اللاجئين دون توفّر شروط الأمن والتي يتمسك بها الحريري وعلى رأسها إعلان عفو عامّ وإعادة النظر بترتيبات الخدمة العسكرية وملفّ تنظيم أملاك الغائبين".
نتائج زيارة الحريري
نقلت صحيفة "الجمهورية" في عددها الصادر اليوم السبت عن مصادر سياسية ما قالت إنه "نتائج أولية" لزيارة الحريري إلى واشنطن، وعددتها كما يلي: دعمٌ أمريكي متجدّد للحكومة اللبنانية، تأكيد الموقف الأمريكي في الحفاظ على استقرار لبنان، ثناء أمريكي على مصرف لبنان وتنويه بسياسته وثناء على المؤسسة العسكرية، وتأكيد واشنطن دعم أمن لبنان ومد الجيش اللبناني بالمساعدات العسكرية (إشارة هنا إلى أنّ الجيش، تسلّم أمس، /150/ آلية "هامفي" مدرّعة مقدّمة هبة من السلطات الأمريكية، وذلك ضمن برنامج المساعدات الأمريكية المخصصة للجيش اللبناني).
كما أضافت الصحيفة "تأكيد الرغبة الأمريكية في التوصل إلى حل بين لبنان وإسرائيل في ما خصّ ملف الحدود البرية والبحرية، وكذلك التأكيد على استمرار واشنطن في لعب دور الوسيط بين الطرفين، الذي بدأه دايفيد ساترفيلد وسيكمله الوسيط الأمريكي الجديد في ملف ترسيم الحدود دايفيد شينكر، توصلاً إلى حل هذه المسألة بما يرضي الطرفين اللبناني والإسرائيلي. وأن شينكر سيقوم بزيارة قريبة إلى المنطقة" .
إضافة إلى "النظرة الأمريكية عدائية بالكامل تجاه "حزب الله"، واتهامه أنّه لا يخدم مصلحة لبنان، بل ينفذ سياسة إيران ومصالحها. ولكن من دون التصريح علناً عن عقوبات أمريكية جديدة تطاله. مع الإشارة إلى أنّ كلاماً تردّد في موازاة الزيارة، أشار إلى أنّ الجانب الأمريكي، عاد إلى مطالبة الحكومة اللبنانية بفك الارتباط مع "حزب الله".