ارتفاع أسعار الأعلاف يدفع مربي ماشية للتخلي عن جزء من قطعانهم
ريف ديرك – نورث برس
يقول مربو ماشية في ريف ديرك، أقصى شمال شرق سوريا، إنهم يضطرون لبيع رؤوس من مواشيهم لتأمين ثمن الأعلاف التي تشهد ارتفاعاً مستمراً، في ظل تأخر حصولهم على مادة النخالة المقرر توزيعها على أصحاب المواشي.
ويخشى هؤلاء المربون من انخفاض عدد رؤوس مواشيهم، وسط انخفاض أسعارها وحالة ركود في عمليات بيع وشراء.
“أمطار قليلة”
وقال عويد النواف (50عاماً)، وهو مربي ماشية من قرية قريش بريف بلدة تل كوجر (اليعربية) الجنوبي، إن “الظروف تجبرنا على البيع، فلا أحد يبيع حلاله لولا ضيق الحال.”
وعبر “النواف” عن قلقه من خسارته لبعض أغنامه وانخفاض عددها خاصة مع قلة كمية الأمطار الهاطلة هذا العام وعدم توفر مراعي.
وشهدت معدلات الأمطار هذا الموسم انخفاضاً كبيراً قياساً بالموسم الماضي في عموم المنطقة، تزامن معها ارتفاع أسعار المواد العلفية، حيث وصل سعر الكيلوغرام من الشعير في ريف ديرك إلى 800 ليرة سورية، بينما وصل الكيلوغرام من التبن إلى 200 ليرة سورية.
وفي سوق مواشي بريف ديرك، ينشغل حميدي الراشد (43عاماً)، وهو مربي ماشية، بتنزيل عدد من رؤوس أغنامه، جاء بها لبيعها.
وذكر أن كل رأس غنم يأكل يومياً كيلو ونصف من الشعير، حيث يصل ثمن علفه إلى 36 ألف ليرة شهرياً.
إيقاف التصدير
وأمس الاثنين، قررت إدارة معبر سيمالكا الحدودي إيقاف إدخال جميع أنواع المواشي من مناطق شمال وشرق سوريا إلى إقليم كردستان حتى إشعار آخر.
وتعتبر بلدة تل كوجر والقرى التابعة لها بالقرب من الحدود السورية العراقية، خط تهريب، حيث يتم عبرها إدخال مختلف البضائع إلى إقليم كردستان العراق عبر استغلال مناطق تضعف فيها الرقابة.
وفي تصريح سابق لنورث برس، قال موظف في جمارك تل كوجر، طلب عدم نشر اسمه، إن إدارة الجمارك شددت مؤخراً إجراءاتها على الحدود لمنع عمليات التهريب.
وأضاف أنها تمكنت من تفكيك شبكات تهريب وإلقاء القبض على بعض المهربين ومصادرة بضائع مهربة.
وقال محمد الداموك (45عاماً)، وهو مربي ماشية من ريف تل كوجر، إن سوق المواشي في قرية قلعة الهادي كان سابقاً يعج بتجار ومربين يصل عددهم إلى 1500 شخص، “لكن حالياً لا يقصده إلا القليل.”
وذكر أن الطبابة وشراء الأدوية أعباء إضافية تثقل كاهل مربي المواشي، “نضطر لتخفيف كميات العلف ونخسر في هذه الحال وزنها.”
وتساءل عن عدم دعم مؤسسة الثروة الحيوانية لمربي المواشي بالأعلاف والأدوية، “لديهم أعلاف بمراكزهم لكنّهم لا يوزعونها.”
خطط للإدارة
وفي السادس من الشهر الفائت، قرر المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا بالتنسيق مع هيئة الاقتصاد وشركة تطوير المجتمع الزراعي، تخفيض سعر النخالة العلفية من 430 ليرة إلى 300 ليرة سورية.
ونص قرار المجلس التنفيذي على إجراء احصاء للثروة الحيوانية في مناطق شمال شرق سوريا على أن يتم توزيع النخالة من المطاحن على المربين عن طريق لجنة مؤلفة من اتحاد الفلاحين وهيئات ولجان الزراعة ومندوبين من المجالس البلدية.
لكن صلاح حمزة، الرئيس المشارك لمؤسسة للزراعة والثروة الحيوانية في ديرك، قال لنورث برس إنهم لا يملكون الشعير في المستودعات ولم يتم توزيع أيّ كمية من الأعلاف لأصحاب المواشي حتى الآن.
وأشار إلى أنهم سيبدؤون خلال الأيام القليلة القادمة بتوزيع مادة النخالة على أصحاب الماشي وذلك بمقدار عشرين كيلوغرام لكل رأس من الغنم والماعز و50 كغ للأبقار والجواميس والخيول والجمال.