سكان ينتقدون لجان البلدية بسبب عدم ضبط تسعيرة كهرباء المولدات الخاصة
حسكة – نورث برس
ينتقد سكان في مدينة حسكة، شمال شرقي سوريا، الجهات الرقابية في البلدية لعدم تدخلها بخصوص تسعيرات مخالفة وباهظة لكهرباء مولدات الأحياء “الأمبيرات”، بينما يشتكي أصحاب المولدات من انهيار قيمة الليرة السورية.
وتضم مدينة الحسكة نحو 300 مولدة اشتراك خاصة تزود سكان الأحياء بالتيار الكهربائي، بينما ما تزال أحياء في المدينة تفتقد لمولدات منذ أشهر بعد إيقاف مستثمرين سابقين لعملهم.
“مبلغ كبير”
وقال ماهر شلاش (30 عاماً)، وهو من سكان حي الكلاسة، إنه يدفع ثلاثة آلاف ليرة سورية عن كل أمبير من كهرباء المولدات.
وأضاف: “يتم تشغيل المولدة من الخامسة وحتى منتصف الليل، وتتوقف بذرائع حدوث أعطال أو عدم توفر مادة المازوت (الديزل).”
وانتقد “شلاش”، الذي يعمل أيضاً في مجال الكهرباء، لجان الرقابة في البلديات لعدم متابعتها التسعيرات التي يضعها أصحاب المولدات الخاصة، “لأن المبلغ كبير بالنسبة للبعض.”
وعلى مدى عقد من الحرب السورية والأزمات المرافقة، تتجدد مشكلة تسعيرة الأمبيرات مع كل انهيار في قيمة العملة المحلية.
وتدرجت أسعار الأمبيرات منذ نحو أربع سنوات من 500 ليرة للأمبير الواحد إلى ما يقارب أربعة آلاف ليرة حالياً.
وتأتي الانتقادات في وقت تفتقد فيه مناطق في بعض أحياء المدينة لكهرباء المولدات الخاصة التي يقولون إنها تبقى أهون من مصاريف مولدات البنزين المنزلية.
“تكاليف باهظة”
وقال سعد المصطفى (26 عاماً)، وهو من سكان حي العزيزية، إنهم كهرباء الأمبيرات لا تتوفر منذ نحو عام في حارته بالقرب من مشفى الشعب (المشفى الوطني).
وأضاف أن بعض السكان يعتمدون على مولدات بنزين صغيرة لمنازلهم لكنهم يتكبدون تكاليف كبيرة للبنزين وأجور الصيانة.
وفي تموز/ يوليو الماضي، قام أصحاب أكثر من 40 مولدة اشتراك في مدينة الحسكة بإيقاف عمل مولداتهم وسط شكاويهم من ارتفاع التكاليف.
وقال ولات درويش، وهو صاحب مولدة في حي الناصرة في الحسكة، إنهم معاناتهم لا تقل عن سكان المدينة الذي يشتكون من تكاليف الأمبيرات.
وأضاف لـنورث برس أن أصحاب مولدات الاشتراك متضررون كثيراً من الوضع الحالي، “فمصاريف المولدة وتكاليف قطع الغيار وأجور الصيانة باهظة في المنطقة الصناعية.”
وأشار صاحب المولدة إلى أن ما يحصلون عليه من المشتركين لا يغطي المصاريف.
ويشتري أصحاب المولدات قطع الغيار بما يعادل أسعار الصرف والزيوت المعدنية بـ 400 دولار أميركي للبرميل الواحد، وهو ما يكفي لخمسة غيارات، بحسب “درويش”.
تسعيرة قديمة
وقال مصطفى حسن، وهو عضو لجنة المولدات في بلدية الشعب الغربية بالحسكة، أن مشكلات عديدة تعترض تنظيمهم لعمل المولدات نتيجة فقدان الليرة السورية قيمتها.
وأمس الأحد، بلغ سعر صرف الدولار الأميركي في أسواق مدينتي الحسكة والقامشلي 3.250 ليرة سورية.
وأشار “حسن” إلى أن آخر قرار للإدارة الذاتية حدد التسعيرة بـ 2.400 ليرة سورية عن كل أمبير واحد منذ منتصف العام الماضي.
لكن سكاناً في الحسكة قالوا إن تسعيرة الأمبير في بعض الأحياء وصلت إلى أربعة آلاف ليرة سورية.
وعلّق عضو لجنة المولدات في البلدية إنهم لا يعترضون على أي اتفاق بين السكان وصاحب المولدة.
نقص الكهرباء العامة
ومنذ أعوام، أصبحت كهرباء المولدات الخاصة في الحسكة ومدن الجزيرة الأخرى ضرورة حياتية في ظل قلة ساعات التغذية للكهرباء النظامية القادمة من السدود.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قال أكرم سليمان، المدير العام للكهرباء في إقليم الجزيرة، إن العديد من الشركات العالمية تمتنع عن بيع قطع الغيار الخاصة بمحطات توليد الطاقة الكهربائية.
وأعاد ذلك إلى ما وصفه بالحصار المفروض على مناطق شمال وشرق سوريا.
ورجح “سليمان” حينها أن تزداد حصة إقليم الجزيرة من الوارد المائي في حال ازدادت كميات المياه الواصلة إلى السدود.
لكن ولات درويش الرئيس المشارك لهيئة الطاقة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قال السبت الماضي إن منسوب مياه سد الفرات انخفض بنحو (1,85) متر، “بسبب حجز تركيا للمياه مؤخراً.”
وتعد هذه المرة الثالثة التي تحتجز فيها تركيا مياه نهر الفرات منذ العام الماضي.
وتنص الاتفاقية السورية ـ التركية لعام 1987 على ضخ تركيا لمياه نهر الفرات بمعدل 500 متر مكعب في الثانية، لكن التقديرات الرسمية للإدارة الذاتية تشدد على أن تدفق المياه حالياً لا يتجاوز 250 متر مكعب في الثانية.
وقال “درويش”، لنورث برس، إن الانخفاض هذه المرة بدأ منذ السابع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، ومازال مستمراً حتى اليوم.