ازدياد حالات السرقة في دمشق في ظل الغلاء وعجز الحكومة

دمشق – نورث برس

شهدت العاصمة السورية دمشق، مؤخراً، ازدياد حالات السرقة، أرجعها سكان للأزمات المعيشية والظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد في ظل العجز الحكومي.

وعجت صفحات التواصل الاجتماعي بمنشورات لضحايا حوادث السرقة وسط “عجز” الشرطة الحكومية لكبح تلك الحوادث.

وحمل سكان في دمشق الجهات الأمنية الحكومية مسؤولية تلك الحوادث، إضافة لمسؤوليتها عن الأزمات المعيشية والظروف الاقتصادية التي تعاني منها مناطق سيطرتها.

ونشر صاحب محل بيع الذهب في منطقة كفرسوسة وسط دمشق، قبل أيام، مقطعاً مصوراً لشاب وامرأة دخلوا المحل وحاولوا سرقته.

ويظهر المقطع المنشور في التاسع من شباط/ فبراير الجاري، دخول شاب برفقة فتاة إلى المحل في وضح النهار على هيئة زبائن قادمين لشراء بعض المجوهرات والقطع الذهبية.

وبعد مرور لحظات قليلة يخرج الشاب قضيب حديد كان قد أخفاه في كيس يحمله، وضرب به صاحب المحل فيما خرجت الفتاة للانتظار خارج المحل لكن بعد مقاومة صاحب المحل فرّ اللصان دون تمكنهم من تحقيق هدفهم، بحسب المقطع.

وظهر في الفيديو وجه الشاب وهو يلبس كمامة فيما كان وجه الفتاة مكشوفاً في الكاميرا، إلا أن الشرطة الحكومية لم تتمكن من القبض على اللصين والتعرف عليهما.

ونشرت وزارة الداخلية في الحكومة السورية، الجمعة الفائت، عبر صفحتها على فيسبوك, أنه تم إلقاء القبض على “عصابة في حي ركن الدين تمتهن سرقة السيارات”.

وقال ربيع النابلسي (30 عاماً)، وهو طالب في قسم علم النفس بجامعة دمشق، لنورث برس, إن “كثرة حوادث السرقة سببها الظروف المعيشية المتردية للناس في ظل الغلاء وغياب الجمعيات الإغاثية.”

وأضاف: “نتجت من هذه الأوضاع أيضاً جرائم كالقتل وحوادث العنف والانتحار، وهذا ما نشهده في المحافظات السورية ككل.”

وذكرت مصادر إعلامية, أن فرع الأمن الجنائي في منطقة الصالحية بدمشق سجل ما يقارب 5000 سرقة خلال النصف الأول من عام 2020.

وجميع تلك السرقات لأجهزة موبايل وحقائب شخصية حدثت غالبيتها في الأماكن المزدحمة في منطقة البرامكة و”جسر الرئيس”.

وفي وقت سابق أعلن وليد عبدللي, رئيس فرع الأمن الجنائي التابع للحكومة السورية في تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” الرسمية، أن انعكاسات الأزمة الاقتصادية رفعت عدد “جرائم السرقة والاحتيال.”

وأضاف: “أكثر الجرائم ارتكاباً في مدينة دمشق هي التي لها علاقة بالوضع الاقتصادي والمعيشي الذي سببه انهيار الليرة السورية وقلة فرص العمل في دمشق.”

وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس السبت، أنّ 12.4 مليون شخص في سوريا يكافحون للعثور على ما يكفيهم من الطعام “في زيادة كبيرة مقلقة.”

وأكد التقرير أن 60 بالمئة من السكان السوريين يعانون الآن انعدام الأمن الغذائي.

إعداد: وحيد العطار –  تحرير: خلف معو