ارتفاع جديد في أسعار حليب الأطفال بحماة وانتشار أمراض معوية بين الرضع

حماة- نورث برس

شكل ارتفاع جديد لأسعار حليب الأطفال في مدينة حماة، وسط سوريا، والمناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية تحدياً لعائلات تضم أطفالاً رُضعاً.

ويقول صيادلة في حماة إن المادة تخضع لأسعار صرف العملات الأجنبية ولا سيما الدولار الأميركي لأنها مستوردة، بينما يتهم آخرون تجاراً في المدينة بالاحتكار بهدف التلاعب بالأسعار.

ووصل سعر صرف الدولار الأميركي الواحد في أسواق المدينة خلال الأيام القليلة الفائتة إلى 3300 ليرة سورية، لينعكس التأثير مباشرة على سلع لا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها كحليب الأطفال.

واتهم تامر الحسني (44 عاماً)، وهو من سكان حماة المدينة،  صيادلة وتجاراً بتخبئة كميات من حليب الأطفال بانتظار ارتفاع سعره أكثر، “وذلك في غياب الرقابة الحكومية.”

وقال “الحسني”، وهو موظف حكومي، لنورث برس، إن طفله يحتاج أسبوعياً لعبوة حليب يبلغ ثمنها عشرة آلاف ليرة أسبوعياً (ما يقارب خمسين ألفاً شهرياً وهو قيمة راتبه الوظيفي).

ويقول صيادلة في المدينة إن اصناف حليب مستوردة مثل “نان وكيكوز” فُقدت بشكل شبه تام من الأسواق، “بسبب الحصار الاقتصادي على الحكومة السورية.”

وتتراوح أسعار أصناف حليب الأطفال القادمة من إيران بين ثمانية آلاف و15 ألف ليرة للعبوة الواحدة بحسب الصنف والجودة والفئة العمرية.

بينما تصل أسعار أصناف عالمية يتم إدخالها من لبنان عبر طرق تهريب إلى أكثر من 20 ألف ليرة.

وقال خالد عمر (53 عاماً)، وهو اسم مستعار لصيدلي في مدينة حماة، إن معظم أصناف حليب الأطفال في الفترة الأخيرة يتم استيرادها من إيران، لكن شراءها يتم بالدولار الأميركي.

وأشار إلى أن مستودعات الأدوية ترفض إعطاء الصيدلية الواحدة أكثر من خمسة علب أسبوعياً، “وعند ارتفاع سعر الدولار تقوم بتخفيف العدد لعلبتين أو ثلاث.”

ويحذر مختصون في المدينة من أمراض بدأت تزداد بسبب عدم تلبية عائلات ذات دخل محدود لاحتياجات أطفالها من الحليب.

وقالت عليا أحمد، وهي طبيبة أطفال في حماة، إن غالبية الأطفال المرضى الذين يراجعون عيادتها “يعانون من أمراض معوية وسوء تغذية واختلال نمو وإسهال.”

وأعادت السبب الرئيس لهذه الأمراض إلى استخدام الحليب البقري والنشاء والأرز المطحون للرضع قبل إتمامهم ستة أشهر من أعمارهم.

إعداد: علا محمد- تحرير: حكيم أحمد