مزارعون بديرك يستعدون لزراعة الخضار رغم تضاعف التكاليف والمخاوف من رصاص الجندرمة

ديرك – نورث برس

بدأ المزارعون في ريف مدينة ديرك، أقصى شمال شرق سوريا، زراعة بذور الخضار الصيفية لتحضير الشتلات وسط ارتفاع أسعار المواد اللازمة وانحسار مساحات زراعة الخضار في المنطقة بسبب المخاوف من استهداف الجندرمة التركية لمزارعي الأراضي القريبة من الحدود الشمالية.

ومنذ منتصف كانون الثاني/ يناير من كل عام، يبدأ المزارعون استعداداتهم لزراعة البذور من تعبئة أكياس الزراعة الصغيرة بتربة مشبعة بالسماد العضوي وتجهيز البيوت البلاستيكية.

لكن بعض أنواع أصناف الخضار الصيفية تحتاج لزراعة بذورها قبل أنواع أخرى، وذلك بسبب نموها البطيء، بحسب مزارعي خضار في المنطقة.

“تكاليف تضاعفت مجدداً”

وقال عبد الرحمن محمد (50عاماً)، وهو مزارع من قرية عين ديوار، شمال ديرك، إنه اشترى هذا العام ظرف بذار هجين للطماطم يحتوي على ألف بذرة بسعر 30 دولاراً أميركياً (ما يعادل حوالي 90 ألف ليرة)، بينما يتذكر شراءه لظرف العام الفائت بـ 15 ألف ليرة.

 كما أنه اشترى بكرة النايلون التي يجري تغطية البذور النابتة بها بـ 250 ألف ليرة، بعد أن كان سعرها العام الفائت 75 ألف ليرة سورية.

ويعتمد مزارعو خضار في أرياف الجزيرة على أغصان الشجر لبناء مشاتل البذور بدل الأعمدة الحديدية باهظة التكلفة.

ويعتقد المزارع “محمد” أن على مؤسسات الزراعة في الإدارة الذاتية دعمهم بالأسمدة وغيرها من المستلزمات، في ظل ارتفاع أسعار السماد الذي وصل سعر الطن منه إلى 350 دولاراً أميركياً.

 لكن شفان دلي، وهو الرئيس المشارك لشركة تطوير المجتمع الزراعي في ديرك، قال في تصريح سابق لنورث برس إنهم يشترون الأسمدة المستوردة بالدولار الأميركي ويبيعونها بسعر التكلفة.

“أجور عمال وتسويق”

ومع منتصف آذار/مارس، سيبدأ المزارعون بزراعة شتلات الخضار، ويبقى الوقت مناسباً حتى بداية شهر نيسان/أبريل بحسب الظروف المناخية المناسبة للزراعة.

وتعتبر منطقة ديرك ولاسيما القرى المتاخمة لنهر دجلة مصدراً للخضروات الصيفية حيث التربة خصبة والمياه متوفرة.

وقال محسن قاسم (38عاماً)، وهو مزارع من قرية موزلان، إنه لم يستطيع هذا العام شراء بذار ذات نوعية جيدة بسبب ارتفاع أسعارها لثلاثة أضعاف مقارنة مع العام الفائت.

وأشار إلى أن ارتفاع مستلزمات الزراعة ترافق مع ارتفاع أجور الأيدي العاملة التي “ارتفعت للضعف هذا العام.”

وذكر أنهم يعتمدون في معيشتهم على زراعة هذه المحاصيل، ” لكن الوضع كل سنة نحو الأسوأ.”

وقال محمد قاسم (45عاماً)، وهو مزارع من قرية موزلان بريف ديرك، إن تكاليف تسويق الإنتاج تزيد من أعباء تكاليف الزراعة، حيث يضطرون كل عام، في حال كان الإنتاج وفيراً، لنقله إلى مدينة القامشلي وتحمل تكاليف النقل.

فيما يضطر آخرون لبيع الإنتاج إلى تجار يقومون بدورهم ببيعه في أسواق ديرك.

“مخاوف من الجندرمة”

وكان عبد الرحمن محمد وعدد من أقرانه قد عزفوا خلال السنوات الثلاث الماضية عن الزراعة في محيط قريتهم وعلى سرير نهر دجلة، بعد أن استهدف الجيش التركي مزارعين وسكاناً بالرصاص.

ونهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أصيب مزارعان برصاص قوات حرس الحدود التركي أثناء قيامها بزراعة أرضهما في قريتي مزرة فوقاني ومزرة تحتاني على ضفاف نهر دجلة شمال ديرك.

 واضطر مزارعون يعتمدون في معيشتهم على الزراعة لنقل أعمالهم من أراضيهم إلى قرى أخرى لا تقع على الحدود التركية مثل جم شرف وديركا برآفي.

لكن “محمد” وعدد من المزارعين قرروا الزراعة هذا العام في محيط القرية رغم المخاوف من التعرض للرصاص وأن تمنع الجندرمة التركية حراستهم لمحاصيلهم ليلاً في ظل انتشار الخنازير في المنطقة.

وأضاف “في حال  لم يسمحوا لنا بحراسة أراضينا فسنتعرض لخسارة كبيرة.”

إعداد: سولنار محمد – تحرير: سوزدار محمد