سكان يتخوفون من فصائل مسلحة موالية لتركيا أثناء عبورهم طريق M4

تل تمر – نورث برس

يتخوف مدنيون وتجار وسائقون من شمال وشرقي سوريا، أثناء عبورهم الطريق الدولي M4 الواصل بين بلدتي تل تمر وعين عيسى، من اعتراض الفصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، لهم رغم مرافقتهم الشرطة العسكرية الروسية.

ويعد الطريق الدولي M4 شرياناً اقتصادياً وحيوياً هاماً بالنسبة لمناطق شمال شرقي سوريا، حيث يربط منطقة الجزيرة مع مدينة حلب والداخل السوري.

وأغلق طريق الـM4 لأكثر من شهر جراء شن الجيش التركي وفصائل مسلحة موالية له، هجمات لها على محيط بلدة عين عيسى شمالي الرقة في كانون الأول/ ديسمبر 2020، قبل أن يعيد افتتاحه، مطلع العام الحالي.

ويقول شفان قادر (34 عاماً) من مدينة كوباني، وهو سائق ينقل مواد غذائية، إن “الطريق الدولي لم يعد أمناً نتيجة تمركز الجيش التركي والفصائل المسلحة الموالية له، بالقرب منه.”

ويضيف السائق الذي كان يقف ضمن طابور من الشاحنات، في مدخل بلدة تل تمر، شمال حسكة، إننا “نُحمل مواد كثيرة معنا، وفي حال تعطلت الشاحنة على الطريق فهذه مشكلة كبيرة، الجيش التركي والمرتزقة يتمركزون على بعد 500 متر عن الطريق.”

وأشار “قادر” إلى أنه يفضل طريق “أبيض” الواصل بين مدينتي الرقة وحسكة رغم طول مسافته، لكن بسبب احتواءه للكثير من الحفريات يضطرون لاستخدام طريق M4 رغم المخاوف من التشليح والسطو.

وطالب “قادر” من الجهات المعنية في الإدارة الذاتية بإرفاق شاحنة “رافعة” مع القافلة لتكون كمساعد للشاحنات على الطريق في حال حدوث عطل في أحدى السيارات، لكي “لا تترك عرضة لعمليات السطو.”

ويتمركز الجيش التركي والفصائل المسلحة الموالية له، بالقرب من طريق M4، بعد هجومها على مدينتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض أواخر عام 2019.

وتعود مخاوف المدنيين والتجار من استخدام طريق M4، بعد اعتراض عناصر من الفصائل المسلحة في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، لقافلة مدنية وفرضت عليهم دفع مبالغ مالية تحت تهديد السلاح، رغم مرافقتها لدورية روسية.

ويشهد طريق الدولي M4 يومياً ما عدا يوم الجمعة، حركة تجارية كثيفة بمرور الآلاف الشاحنات من وإلى منطقة الجزيرة.

ويرافق القوات الروسية القوافل لضمان حماية سيرها على الطريق، بمعدل رحلتين في اليوم، انطلاقاً من بلدتي تل تمر وعين عيسى.

بدوره قال عبدي نعسان (28 عاماً)، وهو أيضاً سائق ينقل المواد الغذائية، إنه “عادةً يستخدم طريق أبيض، وهذه المرة الأولى التي يستخدم طريق M4 بعد نحو عام ونصف.”

وذكر “نعسان”، أن “سبب عدم استخدامه للطريق الدولي، كونه يقود شاحنة محملة بمواد تقدر بـ 20 ألف دولار، وكثرة الأقاويل حول عمليات التشليح.”

وأضاف أنه “رغم وجود للدوريات الروسية برفقة القافلة، لكن الطريق غير مؤمن.”

وكان الطريق الدولي قد أعيد افتتاحه في أيار/ مايو 2020، بعد محادثات طويلة بين الطرفين التركي والروسي للسماح بعبور المدنيين من تل تمر إلى عين عيسى وبالعكس بضمانة روسية، بحسب ما قال بافل إيغوريان، الضابط في مركز المصالحة الروسي في سوريا، بتصريح سابق لنورث برس.

ويعبر فرهاد بوزان، وهو سائق ينقل “البسكويت” إلى منطقة الجزيرة، عن مخاوفه من استخدام طريق M4 رغم اعتباره طريقاً مختصراً أكثر من طريق “أبيض”.

وعقب سيطرة الجيش التركي على طريق M4، انتقلت حركة النقل بين مدينتي حسكة والرقة إلى طريق “أبيض” الواقع جنوب مدينة حسكة، والذي يمر بريف الرقة الشرقي وصولاً إلى المدينة.

إلا أن السائقين يشتكون من الحفر في الطريق ما تتسبّب بتأخر وصول الشاحنات، إلى جانب تزايد الأعطال في المركبات العاملة على الطريق.

ويقول “بوزان”، إنه “في حال توقفت على الطريق M4 فستعتبر نفسك بأن الشاحنة وحياتك لم يعد ملكك، وقبل نحو ثلاثة أشهر قام عناصر من فصائل مسلحة بتشليح بعض أصدقائي بعد أن حدث عطل في شاحناتهم.”

ويشير بوزان إلى أن “القافلة التي تعبر طريق m4 تتألف من مئات الشاحنات والسيارات والقوات الروسية، لا يمكنها الوقوف من أجل عطل شاحنة، مطالباً بإيجاد حلول تمكنهم من تسهيل حركتهم على الطريق.”

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: محمد القاضي