القامشلي – نورث برس
قال إبراهيم مؤمنة وهو فنان تشكيلي، الخميس، إن القدس تحفة معمارية من أجمل ما بني في تاريخ العمارة الإسلامية والمشرقية.
والفنان إبراهيم مؤمنة ولد في مخيم النيرب بحلب في سوريا بالعام 1957، ودرس تعليمه الأولي في حلب وتابع دراسته بكلية الفنون الجميلة في دمشق، قسم النحت حتى العام 1984.
ويشغل موقع نائب رئيس الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سوريا، وعضو الجمعية المتحدة لرعاية الآداب والفنون، وله ثلاثة معارض فردية، يعمل حالياً مهندساً للديكور في المسرح والدراما التلفزيونية السورية.
واعتمد “مؤمنة” التصوير الزيتي والمائي والأكريليك في إنتاج أعماله الفنية.
“رموز الفن”
وقال لنورث برس عن إبداعه التشكيلي في البوستر، واللوحة، والديكور المسرحي: “هناك الكثير من الرموز المستعملة في الفن التشكيلي الفلسطيني وتراثنا الشعبي منها رموز كنعانية ورموز تحكي عن الأرض والإنسان والمقاومة نتداولها كفكرة للوحة وموقعها.”
وأضاف: “الحصان، المرأة، الحمامة، الخوذة، الحطة الفلسطينية، البندقية، والسكين هي جزء من لوحاتي التشكيلية.”
وقال عن الألوان الحارة، إن “فكرة اللوحة تفرض طبيعة لون خاص لإظهارها بشكل واضح دون لبس ولأن معظم أعمالي عن القضية الفلسطينية والفداء والثورة استعمل ألواناً حارة.”
وأشار إلى أن “هناك لوحات أخرى استعملت الألوان الباردة فيها، كلوحة دمشق مآذن وقمر، وبعض اللوحات التي تحتوي الزخرفة الإسلامية.”
وعن الحمامة، الخوذة، الشمس، وجسد المقاتل قال، إن “الحمامة رسمها بيكاسو رمزاً للسلام ونستعملها نحن بنفس الصيغة، والخوذة متعارف عليها أنها رمز للمقاتل.”
ووصف جسد المقاتل بأنه “الشهيد الذي سقى الأرض بدمائه لتنبت شوكاً تخز الضمائر الميتة، والمقاتل الذي يحمي الأرض والعرض، وهو الأمل في التحرير، والعودة يكون مرابضاً خلف متراسه حاملاً سلاحه.”
وأشار إلى أن “الشهيد” حسب فكرة اللوحة، هو “رمز طموحنا نحو الحرية والشمس واستعادة أرضنا كاملة والعودة لأرض أجدادنا ووطننا.”
“تحفة معمارية”
وعن القدس قال “مؤمنة”: “بعيداً عن أنها رمز ديني لمسرى النبي محمد ومهداً للمسيح ومجمعاً للأنبياء والرسل، هي تحفة معمارية من أجمل ما بني في تاريخ العمارة الإسلامية والمشرقية.”
وأضاف أنها عاصمة فلسطين الأبدية ومن حقنا العودة إليها والحفاظ عليها ونشر تراثها.
أما عن فن “البورترية” قال: “يكون لشخصيات مشهورة ووجوه منقولة عن موديل حي أو صورة وأحياناً تكون من مخزون الذاكرة، لشخصية لا على التعيين حسب موقعها من اللوحة.”
وقال عن الخيمة والجسد الأنثوي والفرس، “هي رموز انطبع فيها الفن الفلسطيني من الخيمة للحصان، للمرأة، للشمس، للحمامة، فالخيمة هي رمز تشتتنا ولجوئنا وبالتالي هي إصرارنا على الخلاص من التشتت واللجوء.”
كما أن هذه الرموز “أظهرت معاناة شعبنا، أما الجسد الأنثوي، فالأنثى هي الأرض والوطن والحضن الذي يجمعنا وهي الأم والأخت والحبيبة التي علينا الحفاظ عليها والدفاع عنها.”
وعن حكاية لوحة “بس يا بحر” قال: “بسبب تأثري بحادثة الصيادين الأربعة الذي قضوا في بحر غزة حيث قتلتهم البحرية المصرية، وهم يبحثون عن رزقهم، فكانت هذه الصرخة أمام ظلم ذوي القربى.”
وأشار الفنان التشكيلي إلى أن “الصيادين خرجوا لجمع ما يجود لهم به البحر لقوتهم وقوت عائلاتهم قهراً للحصار حتى يجدوا مصيرهم وقتلهم بدم بارد.”
وشدد على أن “طبيعة الألوان والتضاد بها هو لطبيعة الطرح الذي أطرحه ضمن اللوحة وتعبير عن صرخة في وجه الظلم الذي يتعرض له شعبنا.”
ولكل بقعة لونية في ملء الفراغ في العمل الفني، “مدلول معين وخاص يبرز فكرة تدور في فلك اللوحة سواء على خشبة المسرح او على سطح اللوحة الفنية.”
وأشار إلى أنه “في المسرح نضع اللون المتناسب مع طبيعة العمل المسرحي، والإضاءة المسرحية، ويكون رأي المخرج، ومصمم الإضاءة، في الديكور وألوانه أساساً بما يخدم توجه النص.”
“البوستر الإعلاني”
وقال “مؤمنة” عن لوحة الأب الذي يؤشر لابنه إلى فلسطين: “هي لوحة بصيغة البوستر الإعلاني عنونتها (أهلي هناك) وهي تحضن المقولة الصهيونية (الكبار يموتون والصغار ينسون) وطبيعة الرموز والألوان الصارخة في اللوحة.”
وأضاف: “صيغ الإعلان بتضاداته اللونية تظهر الرجل من خلف الأسلاك الشائكة يشير لأرضنا فلسطين بكامل مساحتها والواقع ضمن ما يشبه الإعصار ليخبر حفيده أن هذه أرضنا وأرض أجدادنا هناك.”
وحول عمله في الصحف الورقية قال: أخرجت (إلى الأمام، نضال الشعب، العاصفة وغيرها، وكانت الكفاح آخرها)، وبالنسبة للإصدار الورقي هناك مطبوعات مازالت تطبع وتصدر رغم الهجوم الكاسح للنشر الالكتروني.”
وقال إن “هناك من يقرأ ويتابع المنشورات الورقية ويجب أن تعود وتستمر.”
وتطرق في حديثه لعمله في الديكور المسرحي، “منذ كنت طالباً جامعياً كمساعد لكبير مهندسي الديكور في سوريا الفنان المرحوم نعمان جود، وصممت أعمالاً عديدة ونفذتها فنياً، إضافة إلى الملصقات والبروشورات المسرحية.”
وأشار إلى أن “تصميم الديكور يؤخذ من فكرة العمل المسرحي، بما يخدم النص والحركة على المنصة المسرحية، ويكون بالتوافق مع مخرج العمل ومصمم الإضاءة.”
وعن البوستر الإعلاني قال: في بداياتي “عرفت بتصاميمي في البوستر السياسي لفصائل المقاومة الفلسطينية والمناسبات الوطنية ونشرت لي مجموعة لابأس بها من أعمالي من خلال الاعلام الفلسطيني، وكانت تنتشر في شوارع المخيمات.”
وأضاف أن هناك فرق بين “اللوحة الفنية والبوستر، فهو يتطلب وعياً سياسياً، واستعمالاً لرموز قريبة من المتلقي العادي أو كما نسميه رجل الشارع لأنها موجهة لأبناء شعبنا عامة.”
وأشار إلى أن “هناك مباشرة في طرح العناصر وهناك خطورة في رؤية هذه العناصر بأن تقدم ملصقا أو بوسترا فيه رموز بعكس ما تريد إيصاله للمتلقي العادي.”
وقال “مؤمنة” عن تصميم اللوحة: إنها “عصارة فكرك ورؤيتك الفنية مستعيناً برموز ومدارس فنية كالواقعية التعبيرية التي أعمل عليها.”
وأشار إلى أن “الجمهور أكثره من المثقفين ورجال الأعمال والفنانين الذي يحاورنك في لوحتك وألوانك وتكوين رموزك وطريقة تعاملك معها وبالتالي مدى وصولها للمتلقي.”