مزارعون في ديرك يكتفون بكميات قليلة من الأسمدة وآخرون يستغنون عنها بسبب الغلاء

ديرك – نورث برس

يضطر مزارعون في ريف ديرك، أقصى شمال شرق سوريا، لشراء كميات قليلة من الأسمدة  التي تحتاجها أراضيهم، بينما عزف آخرون عن رش محاصيلهم بسبب غلاء أسعارها، وسط توقعات بتدني إنتاج الموسم الزراعي.

ويبلغ سعر الطن الواحد من سماد يوريا 350 دولاراً أميركياً، بينما يباع طن السماد من نوع سوبر بـ400 دولار.

أراض بلا سماد

وقال أحمد سعدون (70 عاماً)، وهو مزارع من قرية طبكة بريف ديرك، إنه لم يرش أرضه (هكتاران مزروعان بالقمح) بالسماد هذا العام، لعدم قدرته على الشراء.

وذكر أنه حتى لو حاول رش الأرض بأسمدة عضوية من روث الحيوانات، فإن العملية ستكون مكلفة بالنسبة له، إذ أنه سيدفع مبالغ لشاحنة النقل وللعمال بتكلفة تقديرية تصل إلى عشرة آلاف ليرة سورية لكل شحنة، إلى جانب أنها غير مناسبة في هذا الوقت من العام.

ويخشى “سعدون” خسارة موسمه هذا العام، خاصة مع قلّة الأمطار، “الأمطار هذا العام لم تكن كافية لنمو المحصول، يبدو الوضع سيئاً فقد اشتريت البذار بـ 350 ألف ليرة سورية.”

وقال مزارعون آخرون أنهم كانوا ينتظرون من مؤسسات الإدارة الذاتية تخفيض أسعار الأسمدة أو توزيعها بالدين.

 لكن شفان دلي، الرئيس المشارك لشركة تطوير المجتمع الزراعي في ديرك، قال لنورث برس إنهم يشترون المادة المستوردة بالدولار الأميركي ويبيعونها بسعر التكلفة.

 فعدم توفر معامل لإنتاج الأسمدة في المنطقة، جعل إقليم كردستان العراق مصدراً للأسمدة عن طريق معبر سيمالكا الحدودي.

ويعتقد “دلي” أن أسعار الأسمدة هذا العام قريبة من أسعار العام الماضي، “لكن فرق أسعار الصرف هو ما أثر على المزارعين لأنهم يحولون العملة من الليرة إلى الدولار الأميركي.”

وخلال الأيام الماضية وبعد طرح فئة الخمسة آلاف ليرة سورية، ارتفع سعر صرف الدولار الأميركي الواحد إلى أكثر من 3300 ليرة سورية، وهو في ارتفاع بحسب صرافين من ديرك.

التوزيع بالدين

ويحتاج توزيع الأسمدة على المزارعين بالدين إلى صدور قرار من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بحسب “دلي”.

وخلال موسمي 2018 و2019، قامت شركة تطوير المجتمع الزراعي بتوزيع كميات من الأسمدة بالدين، “لكن بعض المزارعين لم يسددوا الديون المترتبة عليهم حتى الآن.”

وأشار الرئيس المشارك لشركة تطوير المجتمع الزراعي في ديرك إلى أنه ديون الشركة التي لم يتم تسديدها بعد من المزارعين تبلغ 200 مليون ليرة سورية.

ومنذ أيلول/ سبتمبر العام الفائت، وزعت شركة تطوير المجتمع الزراعي في ديرك، 1300 طن من نوع يوريا و 38طناً من النوع سوبر، حيث توزع يومياً ما بين 70 إلى 80 طن من الأسمدة.

وأضاف “دلي” أن هناك كميات كافية من الأسمدة في مستودعات الشركة لجميع  الأراضي الزراعية في مناطق ديرك وكركي لكي وتل كوجر وجل أغا، الواقعة شرق مدينة قامشلي.

وقام محمد صادق (40 عاماً)، وهو وكيل أرض تبلغ مساحتها نحو 600 دونماً، برش الأرض بالأسمدة رغم ارتفاع سعر المادة بهدف تحسين الإنتاج.

وأشار إلى أن التكاليف أصبحت تهدد بالخسارة، “فقيمة الإنتاج لن تغطي في هذه الحال تكاليف الزراعة.”

إعداد: سولنار محمد – تحرير: سوزدار محمد