هيئة التفاوض السورية لمجلس الأمن: تعطيل اللجنة الدستورية ليس من مصلحة السوريين
إسطنبول ـ نورث برس
أعلن أنس العبدة رئيس هيئة التفاوض السورية التابع لوفد المعارضة السورية، أمس الأربعاء، أنه بعث برسالة إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، شدد فيها على أن وفد حكومة دمشق هو المعطل لأعمال اللجنة الدستورية، وأن على مجلس الأمن تحمل مسؤولياته فـ”إضاعة الوقت ليس في مصلحة السوريين.”
وقال “العبدة” في بيان على حسابه في “فيسبوك”، “أرسلنا (الثلاثاء) رسالة إلى رئاسة مجلس الأمن لتوزيعها على أعضاء المجلس الـ 15 قبل جلسته المغلقة حول سوريا.”
وأشار إلى أنه تم التأكيد فيها على أن “النظام هو المُعطّل الوحيد للمسار السياسي، وطلبنا من مجلس الأمن لأنه الجهة المسؤولة أممياً بالدفع لتنفيذ القرار 2254 بسلاله كافة.”
وأضاف: “تعطيل النظام لمسار اللجنة الدستورية سيجعل من استمرار المسار على هذا الشكل صعباً. واستئناف الاجتماعات يتطلب وجود منهجية وآلية عمل محددة، ومدة زمنية محددة، والتزام النظام بمهام وتفويض اللجنة والبدء بخطوات الصياغة.”
وأشار إلى أن “النظام وحلفاؤه تلقوا جواباً واضحاً من دول الاتحاد الأوروبي ودول أخرى (الثلاثاء). لا شرعية للانتخابات التي سيجريها، ولا إعادة إعمار قبل الوصول إلى حلّ سياسي.”
وتضمن الجواب الأوروبي: “المسار الوحيد هو القرار 2254 بسلاله كافة، وعلى النظام الالتزام والعمل بجدية في هذا الإطار.”
“فرصة ضائعة”
وتزامنت رسالة “العبدة”، مع التصريحات التي أدلى بها المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، والتي أعرب فيها عن خيبة أمله من الجولة الخامسة للجنة الدستورية، والتي عقدت في كانون الثاني/يناير الماضي.
وقال بيدرسن: “شاركت مع مجلس الأمن تقييمي الذي سبق أن شاركته مع أعضاء اللجنة أنفسهم، بأن الدورة الخامسة كانت فرصة ضائعة وشكلت خيبة أمل.”
والثلاثاء، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة بخصوص الأزمة في سوريا، وسادت الجلسة حالة “إحباط” من نتائج “اللجنة الدستورية” السورية.
كما تم اتهام وفد حكومة دمشق باستخدام اجتماعاتها لـ”تأخير أي مصالحة حقيقة”، وفق مندوب إستونيا لدى الأمم المتحدة ومصادر دبلوماسية.
وأضاف بيدرسن: “ناقشت مع المجلس أيضاً ما يمكننا القيام به لخلق وضع يسمح بتغيير الطريقة التي تمارس بها اللجنة عملها.”
وشدد بيدرسن على الحاجة للانخراط الجاد من الأطراف لضمان أنه في حال انعقاد اللجنة من جديد، أنها ستمارس عملها بشكل جيد وتعمل بشكل سريع وتحقق نتائج وتقدم مستمر وفقاً للولاية المتفق عليها.
كما شدد المبعوث الأممي، للمجلس على ضرورة “تفادي تكرار ما تم حتى اليوم، وأهمية التركيز على الصياغات الدستورية المشتركة.”
وأضاف: “أكدت للمجلس أنه، إلى جانب اللجنة الدستورية، وبنفس الأهمية أو ربما أهم، أعتقد أنه يجب العمل على جسر الانقسامات الحالية في المجتمع الدولي.”
ويأتي ذلك، في محاولة “لتحديد خطوات متبادلة بشكل واقعي ودقيق، بما يمكّن من بناء بعض الثقة ويولد حركة ما بشأن القضايا الواردة في القرار 2254″، بحسب بيدرسن.
ويعتمد موعد اجتماع اللجنة مرة أخرى، وفق ما أشار بيدرسن، على المناقشات التي سيجريها مع الطرفين ومع الرئيسين المشاركين.
وتتضمن النقاشات، المسائل الإجرائية أو خطة العمل، حول القضايا الموضوعية، “وهذا ما سيحدد متى ستتمكن اللجنة من الاجتماع مرة أخرى.”
وأضاف: “سأواصل تشاوري مع الحكومة في دمشق ومع هيئة المفاوضات السورية، وبالطبع مع الرئيسين المشاركين، وآمل أيضاً أن أتمكن قريباً من زيارة دمشق.”
واعتبر مراقبون أن بيدرسن يعلن صراحة فشل “اللجنة الدستورية” بعد خيبة أمله التي اعترف بها أمام مجلس الأمن.
“تطورات قادمة”
لكن مصدراً سورياً معارضاً (لم يشأ ذكر اسمه) اعتبر أن كلام بيدرسن يشي بأن العملية السياسية الخاصة بسوريا ستشهد مزيداً من التطورات في قادمات الأيام.
وقال المصدر السوري المعارض لنورث برس، إن “بيدرسن على ما يبدو يريد أن يحقق اختراقاً في العملية السياسية الخاصة بسوريا، والدليل هو مواقف الدول الأوروبية في مجلس الأمن.”
وأدانت الدول الأوروبية جميعها “موقف النظام وحمّلته المسؤولية من خلال تعطيله لجلسات اللجنة الدستورية”، بحسب المصدر.
وأشار المصدر إلى أن عدم انسحاب وفد المعارضة من اللجنة، “يجنون ثماره حالياً بموقف الدول الأوروبية والإشارة من قبل بيدرسن حتى ولو كانت غير مباشرة إلى النظام وتحميله مسؤولية عدم التقدم في اللجنة الدستورية وجدول أعمالها.”