محلل أمريكي: تهديد شرق الفرات بات استراتيجية تركيا في ظل تمسك أمريكا بمبادئها
واشنطن – هديل عويس – NPA
وصل وفد أمريكي إلى تركيا أمس الثلاثاء، لبدء العمل مع الحكومة التركية على تنفيذ الاتفاق المبرم بينهما لإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا.
وقالت وزارة الدفاع في أنقرة، إن ستة مسؤولين أمريكيين وصلوا إلى جنوب شرق تركيا لبدء إنشاء مركز العمليات المشتركة كجزء من الصفقة، حيث تتردد أنباء عن افتتاح المركز بعد أيام.
ويضمن الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي، إنشاء منطقة آمنة بالقرب من الحدود التركية السورية تدريجياً للمدنيين السوريين الفارين من النزاع مع مطالبات تركية بطرد قوات سوريا الديمقراطية على الحدود، وهو ما ترفضه واشنطن.
ورغم وصول الوفد الأمريكي إلى تركيا لتحقيق ما تم التفاهم عليه الأسبوع الماضي، يقول المسؤول السابق في "سي اي أي" نورمان راوول لـ"نورث برس" إن عدداً من النقاط الخلافية لا تزال عالقة وقد تؤدي إلى تدمير المحادثات وأهدافها في أي لحظة.
ويضيف راوول أن من الشروط التي تصر عليها تركيا وتعارضها الولايات المتحدة، "ضمان خلو المنطقة الآمنة من قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة وتطلب تركيا أن تكون منطقة بعمق /٣٠/ – /٤٠/ كم، في حين تعرض واشنطن منطقة تتراوح ما بين خمسة الى خمسة عشر كيلو متر، كما تخشى الولايات المتحدة من الفراغ الأمني في هذه المناطق إذا خلت من الوحدات التي تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية".
وفي السياق قال المحلل السياسي جو معكرون لـ"نورث برس" أن التصدّع بالعلاقة الأمريكية – التركية ليس وليد اللحظة وكذلك ردأت الفعل التركية ترتبط بالمشهد السياسي العام في تركيا، حيث يرجح استمرار تركيا بتهديداتها لشرق الفرات والكرد السوريين حتى وإن لم تكن تماماً تنوي شن عملية.
ويرى معركون أن واشنطن لم تتمكن للآن من تجاوز مبادئها في سوريا ولن تسمح بعمل أحادي تركي بسبب التبعات الخطيرة لأي عملية أحادية، بينما التهديد بحد ذاته بالتصعيد وخروج أردوغان بعد ساعات من الاتفاق مع واشنطن وعودته للتهديد بعمل أحادي تركي يعني أن التهديد بات استراتيجية بحد ذاتها للاستهلاك الداخلي أمام الاستمرار الأمريكي بنفس المسار الداعم لمن ترفضهم تركيا.
ويصف معكرون المقترحات التركية بـ"المتطرفة والمرفوضة أمريكياً" حيث يبقى التصور مختلفاً جداً بين الجانبين الأمريكي والتركي حين تطلب تركيا منطقة آمنة بعمق /٣٢/ رفضتها معظم المؤسسات الأمريكية من العام ٢٠١٤ وعلى الرغم من استمرار المحادثات على مدار إدارتين أمريكيتين مع تركيا لأكثر من نصف عقد لا اتفاق نهائي على الطاولة.
الإعلام الروسي
الرئيس السوري بشار الأسد كان قد أعلن عن رفضه الاتفاقات الأمريكية – التركية، بخصوص إنشاء منطقة آمنة في شمال وسوريا.
وبهذا الخصوص كتب المحلل الروسي مكسيم سوشكوف، أن "أي مواجهة أمريكية تركية تتفرج عليها روسيا برضا، حيث ترغب روسيا بإفراغ المنطقة من النفوذين التركي والأمريكي وترى وجودهما غير قانوني".
وسرّب الإعلام الروسي صباح الثلاثاء أنباء عن اتفاق أمريكي – تركي حول إقامة المنطقة الآمنة شمالي سوريا بعمق /٥/ كم وعرض /١٠٠/ كم, وأن تقوم القوات العسكري المحلية بدوريات في المنطقة التي ستنتزع منها الأسلحة الثقيلة مع استمرار وجود دوريات جوية مشتركة تركية – أمريكية.
وقال المصور المرافق للفصائل المعارضة السورية المدعومة تركياً ادي سماجيك، صباح الثلاثاء لـ"العربي الجديد" أن القوات الأساسية التي تعتمد عليها تركيا لشن حملات ضد السوريين لا تزال في حالة سكون كامل ولم تتلقى أي أوامر بالتحرك من ثكناتها الخاصة في شمال حلب وتركيا."
وأضاف سيماجيك أن فصائل المعارضة كانت تنتظر من تركيا أوامر للتوجه إلى مخيمات متعلقة بالمنطقة الآمنة المزمع إقامتها.
ويرجح سيماجيك أن تكون الولايات المتحدة قد أقنعت تركيا بالإقلاع عن أي عمل عسكري في سوريا بعد السماح لأنقرة بنقل مركباتها إلى غرب منبج.
ويقول سيماجيك، بالمقارنة مع عمليات سابقة، "يتم تعبئة الميليشيات المدعومة تركياً قبل أسبوع من دفعها للقتال إلا أنه حتى اليوم لا يوجد أي تعليمات لهم بالجاهزية".