الفلتان الأمني في أعزاز في ظل تقاسم عدة فصائل للمهام العسكرية والأمنية
أعزاز- نورث برس
تشهد مدينة أعزاز وريفها، شمال حلب، تكرار حدوث تفجيرات بعبوات ناسفة وسيارات ودراجات نارية مفخخة، بالإضافة لحوادث اغتيال وخطف وسرقة، في ظل تقاسم فصائل معارضة للنفوذ والمهام العسكرية والأمنية.
ومنذ تموز/ يوليو 2012 تخضع أعزاز والقرى المحيطة بها لسيطرة فصائل مسلحة موالية لتركيا وتضم أجهزة أمنية عدة كالشرطة العسكرية والشرطة المدنية وجهاز أمن الدولة ومكافحة المخدرات، بعضها تابعة للفصائل وأخرى للقوات التركية.
“تحقيقات لا تفيد”
وقال عبد الكريم كبصو (28عاماً)، وهو من سكان أعزاز، إن عناصر الفصائل المسيطرة على مداخل المدينة ومخارجها مسؤولون عن الانفلات الأمني.
وأشار إلى سهولة دخول وخروج الأشخاص والمواد من وإلى المدينة، “ما عليك سوى أن تقول إنك تابع لمنظمة أو تحمل هوية أحد الأشخاص في المنظمات المدنية العاملة في المنطقة لتعبر الحواجز الأمنية إلى داخل المدينة دون تفتيش.”
ونهاية الشهر الفائت، قضى أربعة أشخاص وجرح آخرون، بينهم أطفال ونساء، جراء انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مقر للحكومة السورية المؤقتة وسط أعزاز.
وفي الثاني من الشهر الجاري، عُثر على جثة فتاة نازحة من محافظة حمص وتسكن مع ذويها في مخيم أكدة شرق أعزاز، في الأراضي الزراعية المجاورة على الحدود التركية شمال حلب.
وأشار “كبصو” إلى أن الاستعدادات والاستنفارات من الفصائل وعناصر الشرطة في المدينة تتوفر فقط بعد حدوث التفجيرات وسقوط قتلى وجرحى، “ليبدأ بعدها تحقيق لا يفيد بشيء.”
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر أحدثت مديرية أمن اعزاز التابعة لقيادة قوات الشرطة والأمن العام الوطني قسم التدخل السريع في المنطقة.
لكن “كبصو” رأى أن دور تلك القوات “لا تجدي نفعاً” رغم أنها تجوب شوارع وأحياء المدينة بشكل دوري، “فالعبوات والسرقات والقتل لا تزال شبحاً يهدد أمن سكان المدينة وريفها.”
“إهمال متعمد”
وقال سليم الحموي (23عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح من ريف إدلب ويسكن في أعزاز، فضل عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، إن عناصر الفصائل والشرطة يتعمدون إهمال مداخل ومخارج المدينة، “وهذا ما يسهل عمل خلايا تتجول بحرية مطلقة دون حسيب أو رقيب.”
وأضاف أنه “حالة من التسيب” لدى القائمين على الحواجز والمداخل تتيح إمكانية عبور دراجات نارية ملغمة أو إدخال عبوات ناسفة إلى المدينة.
وفي السابع عشر من الشهر الفائت، قتل شخص وأصيب آخرون، في انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة بسيارة لتوزيع الخبز، وسط بلدة سجو بريف أعزاز.
ونهاية الشهر الفائت، انفجرت عبوة ناسفة أخرى بالقرب من مسجد علي بن أبي طالب وسط أعزاز واقتصرت الأضرار على المادية فقط.
“فصائل متعددة”
ورأى عنصر في الفيلق الثالث من الجيش الوطني، فضل عدم نشر اسمه لدواع أمنية، أن عدم وجود سلطة عسكرية موحدة تسيطر على كامل المنطقة، وتعدد الفصائل المسيطرة وانتشار السلاح في كل مكان سبب آخر للانفلات الأمني.
وأشار إلى أن “عنصرية بعض الألوية والفصائل تسببت بإحداث شرخ كبير في الأمن، حيث أن كل فصيل في المنطقة مكون من أفراد عائلة واحدة أو قرية واحدة يلتفون حول بعضهم في كل أزمة أو مشكلة وتؤدي إلى تبادل إطلاق الرصاص وحدوث اضطراب أمني.”
وفي الثاني والعشرين من الشهر الفائت، شهدت المدينة توتراً عسكرياً نشب بين اللواء 132 في قاعدة غزل التركية والشرطة العسكرية في أعزاز إثر قيام عناصر من الأخيرة بضرب عنصر متطوع في القاعدة.
وذكر العنصر في الفيلق الثالث من الجيش الوطني أن الشرطة العسكرية غير قادرة على تمييز بين كل فصيل وآخر، الأمر “الذي سهل على مسؤولي الاغتيالات والتفجيرات في المنطقة العمل بأريحية دون القبض عليهم.”