تباين آراء في إدلب إزاء تعزيزات عسكرية لتركيا ومضامين اتفاقاتها مع روسيا
إدلب – نورث برس
تتفاوت آراء سكان وناشطين وقيادات فصائل، شمال غربي سوريا، تجاه دخول عشرات الأرتال العسكرية التركية مؤخراً إلى مناطق سيطرة المعارضة في منطقة إدلب ووريف حلب.
وتبقى هذه الآراء معتمدة على القراءة والترجيح في ظل عدم تمكن الأطراف السياسية والعسكرية المحلية من الاطلاع على مضامين الاتفاقات الروسية-التركية التي تتحكم برسم مناطق النفوذ في المنطقة.
ونشرت القوات التركية أكثر من 50 نقطة عسكرية في محافظة إدلب، خلال الأشهر الماضية، تمركزت معظمها في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
“صدام محتمل”
وقال العقيد مصطفى بكور، وهو ناطق باسم جيش العزة (فصيل مسلح معارض)، لنورث برس، إن القوات التركية التي انتشرت على محاور ريف إدلب “هي قوات قتالية وليست قوات حفظ سلام أو مراقبة.”
وتوقع أن يحصل صدام عسكري بين قوات الحكومة السورية والقوات التركية، “في حال تجاوز النظام الخطوط المرسومة وفق اتفاقات أستانا وسوتشي.”
ولا تطلع فصائل المعارضة السورية على أي من مضامين الاتفاقات بين تركيا وروسيا حتى تصبح أمراً واقعاً على الأرض، على حد قول “بكور”.
ولا يستبعد الناطق باسم جيش العزة أن يتركز “الصدام العسكري القادم” في منطقة جبل الزاوية التي تشهد انتشاراً كثيفاً للقوات التركية.
وأشار إلى أن تركيا تسعى من خلال نشر المحارس والحشود إلى “تثبيت الوضع الحالي على ما هو عليه.”
لكن خالد الخضور، وهو اسم مستعار لعضو في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، قال إنه يشعر “بخيبة أمل من انتشار هذه النقاط التي لا يمكن الاعتماد عليها.”
وأضاف أن النقاط التركية كانت موجودة أيضاً حين قامت القوات الحكومية والروسية بعملية عسكرية مطلع العام الماضي.
” اكتفت النقاط آنذاك بالمشاهدة دون أن تحرك ساكناً (..) حتى تعرضت هي نفسها للقصف والحصار.”
وكان الجيش التركي قد قام خلال الأشهر القليلة الفائتة بسحب نقاطه السابقة من مناطق سيطرت عليها القوات الحكومية نحو منطقة جبل الزاوية.
“مصالح تركية”
وتتباين آراء السكان والنشطاء بين من يرى التعزيزات التركية حماية لاتفاقات سرية حددت مناطق النفوذ، وأن تركيا تسعى للمحافظة على مناطق جبل الزاوية ومحيط الطريق M-4.
بينما يرى آخرون أن تركيا مستعدة لأي تنازلات، ما دامت ستخدم أهدافها في المنطقة أو الدول التي تدخلت في نزاعاتها الداخلية خلال العام الفائت.
وقال شحود جدوع، وهو صحفي يعيش في المنطقة، إن انتشار هذه النقاط يأتي بعد انعتاق تركيا من حصار نقاطها عبر سحبها.
واعتقد أن هذه الحشودات “ضامن مستقبلي لرد أي محاولة هجوم للقوات الحكومية والروسية على ما تبقى من المنطقة.”
من جهته، يرى سالم الرحمون (44عاماً)، وهو نازح من مدينة معرة النعمان إلى المخيمات الحدودية، أن تركيا لا يهمها إلا “تحقيق مصالحها عبر تجنيد الفصائل لصالحها، وترويجها كمرتزقة في ليبيا وأذربيجان.”
ويعتقد “الرحمون” أن تركيا مستعدة للتنازل عن مناطق جديدة في إدلب مقابل حصولها على صلاحيات في التدخل في منطقة إدارة الأكراد على حدودها.