جدل بين ركاب وسائقين بريف ديرك حول تعرفة الركوب

ريف ديرك – نورث برس

أصبحت تعرفة الركوب بين بلدة كركي لكي (معبدة) بريف ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، وبلدة جل آغا (الجوادية) القريبة محل جدل مؤخراً، لتتسبب بمشادات كلامية بين السائقين والركاب.

ويتهم الركاب السائقين بتحصيل مبالغ أكثر من أجرتهم المستحقة، بينما يعلل السائقون ذلك بعدم توفر الفئات الصغيرة من العملة المحلية في المنطقة.

فقدان فئة المئة

وتشير تعرفة الركوب الرسمية بين بلدتي كركي لكي وجل آغا إلى 360 ليرة سورية، بينما يدفع الركاب 400 ليرة لعدم توفر الفئات الصغيرة لليرة السورية.

لكن ومع المزيد من الانهيار في قيمة العملة المحلية وعدم استبدال الأوراق المالية للفئات الصغيرة، اختفت فئة الخمسين ليرة سورية من الأسواق، بينما يندر وجود أوراق نقدية من فئة المئة مع أحد السكان أو لدى إحدى المحال.

وقال عبدالله المحمد (٣٣عاماً)، وهو من سكان ريف جل آغا (الجوادية)، إنه يخسر يومياً مئتي ليرة سورية أثناء ذهابه إلى بلدة كركي لكي والعودة من هناك.

ويعمل “المحمد”، الأب لطفلين، في أحد مطاعم كركي لكي بأجرة يومية تبلغ 4500 ليرة سورية، ويدفع ألف ليرة منها أجرة مواصلات.

ويعلل السائقون عدم إعادتهم الباقي أثناء اقتطاع الأجرة بعدم توفر أوراق مالية من فئة المئة ليرة.

جدل ركاب وسائقين

ولا تختلف معاناة  القادمين من القرى الجنوبية وطريق M-4 عن غيرهم، فمشكلة المئة ليرة موجودة مادامت تعرفة الركوب هي 400 ليرة.

وقال سالم الإبراهيم (26 عاما)، القادم من قرية علي آغا، إن السائقين يصرخون كلما طالبهم أحد الركاب بإعادة المئة ليرة الباقية.

وأضاف أنهم “السائقون” طيلة الرحلة يتحدثون عن المعاناة المعيشية وأن تكاليف المازوت والزيوت وقطع الغيار وأجور التصليح لا ترحمهم، “لكنهم يبررون لأنفسهم أخذ ما ليس من حقهم.”

وأشار الشاب إلى أنه تقصد لأكثر من مرة تحضير 400 ليرة، لكن السائقين طالبوه بدفع 500 ليرة كغيره.

لكن “الإبراهيم” قال إنه لم يتقدم بأي شكوى كونه لا يأتي للبلدة كثيراً، ورأى أن على من يعاني من هذا الأمر يومياً أن يتقدم بشكوى لحل المشكلة.

تكاليف باهظة للصيانة

لكن عبد القادر برهك، وهو سائق من ريف كركي لكي، قال إنه لم يطالب أي راكب بأكثر من 400 ليرة، وإن مشكلة عدم توفر فئة المئة ليرة هي حقيقة.

ويعمل “برهك” سائقا منذ 30 عاماً، ويشتكي من الغلاء وارتفاع تكاليف صيانة السيارة وعملها.

وأضاف:” من حق الراكب أن يطالب بكل ليرة زائدة عن أجرته، أرجع الباقي لبعض الركاب، لكن لا ضمان في توفر الصرافة دوماً، فماذا أفعل إذا دفع غالبية الركاب 500 ليرة.”

بينما رأى صالح العبدالله، وهو سائق يعمل على الخط نفسه، أن تعرفة الركوب قليلة ولا تتناسب مع التكاليف التي يتكبدها أصحاب السيارات.

 وأضاف: “سائقو خط سيمالكا يأخذون خمسة آلاف ليرة من المعبر إلى مدينة قامشلي، رغم أن مسافتهم لا تزيد عن خطنا سوى بعشرة كيلومترات.

  وتبلغ تعرفة الركوب لركاب خط قامشلي-كركي لكي 760ليرة، لكن الركاب يدفعون 800 ليرة سورية لعدم توفر الفئات الصغيرة من الليرة والتي كانت معدنية.

يقول “العبدالله” إنها كانت قبل أكثر من عام خمسمئة ليرة، “كانت تعادل دولاراً أميركياً واحداً حينها، يجب أن تكون الآن على الأقل نصف دولار.”

وعود لم تكتمل

وانتقد السائق الإدارة العامة للمواصلات التي تفرض عليهم دفع 500 ليرة سورية لتسيير الرحلة من الكراج.

وقال إن الوعود لم تُنفّذ بخصوص صيانة وإعادة ترميم الكراج وتزفيته ووضع مقاعد فيه.

من جهته، قال محمد الحبيب، مسؤول الكراج في كركي لكي، إنهم يراقبون المخالفات، لكن يجب إثبات المخالفة أو التقدم بشكاوى حتى تثبت إدانة السائق المخالف.

وتتضمن المحاسبة حرمان السائق من دخول الكراج لمدة 15 يوماً، عدا عن الغرامة المالية والسجن في حال تكرر ورود الشكاوى على السائق نفسه.

إعداد: سلام الأحمد – تحرير: حكيم أحمد