عشرات القرى شمال حسكة بدون كهرباء بسبب القصف التركي
تل تمر – نورث برس
يعاني سكان عشرات القرى في الريف الشمالي لبلدة تل تمر، شمال مدينة الحسكة، منذ أكثر من شهر، من انقطاع التيار الكهربائي، جراء استهداف القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها لشبكات التوتر العالي وأكبال الكهرباء.
ومطلع العام الجاري، قصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها، بالقذائف والأسلحة الثقيلة قرى بالريف الشمالي ومحطة الكهرباء وأبراجها بريف البلدة ما تسبب بانقطاع الكهرباء عن 45 قرية.
وتتعرض قرى تل تمر الواقعة على خط التماس مع الجيش التركي والفصائل المسلحة الموالية لها، لاستهداف متكرر منذ سيطرتها على مدينتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019.
“استهداف متعمّد”
ويتهم سكان محليون القوات التركية بتعمد استهداف شبكات الكهرباء وخاصة أنها تسببت العام الماضي أكثر من مرة بانقطاعها عنهم.
واتهم عبدالفتاح محمد (43 عاماً)، وهو من سكان قرية خويتلة، تركيا بتعمد ضرب خطوط الكهرباء.
وأضاف: “يستهدفون قرانا مساء، وعندما تنقطع الكهرباء يتوقف القصف.”
وفي شباط/فبراير العام الماضي، قصفت الفصائل المسلحة الموالية لتركيا قرية أم الكيف ما أدى لاحتراق خطوط التوتر العالي وانقطاع الكهرباء عن كامل المنطقة.
وفي السادس من أيلول/ سبتمبر العام الماضي، تسبب القصف التركي على قرية العبوش شمال تل تمر بانقطاع التيار الكهربائي عن 28 قرية.
بينما يعاني سكان مئات المنازل في الريف الغربي للبلدة، منذ أكثر من عام، من انقطاع التيار الكهربائي، بسبب انقطاعها من الخطوط الرئيسة ضمن المنطقة الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية منها.
مشكلات أخرى
وأشار “محمد” إلى أن المشكلة تطال المياه، “نعتمد على الكهرباء في استخراج المياه من الآبار، وصهاريج البلدية في الشتاء يصعب عليها الدخول إلى قرانا بسبب الأوحال وسوء الطرقات.”
وذكر أن أغلب سكان القرى الشمالية لتل تمر لا يملكون مولدات كهربائية “ما يشكل معاناة كبيرة للقرويين بسبب الظلام.”
وقال مهند عبوش (25 عاماً)، وهو من سكان قرية العبوش شمال تل تمر، إن القصف التركي المتكرر تسبب بنزوح غالبية السكان من قراهم، “معظم القرى شبه خالية، وإذا استمر الوضع على هذا الحال قد ينزح المتبقون أيضاً.”
وأضاف: “أوضاعنا مأساوية، فلا كهرباء ولا مياه.”
خط نار
وقال فهد سمعيلة، وهو إداري بمديرية الكهرباء بالبلدة، إن سبب تأخر إصلاح خطوط هو لوقوع الأضرار في خط التماس مع القوات التركية وفصائل المعارضة مباشرة.
ويمتد الخط الفاصل بين القوات التركية والقوات الحكومية السورية في تل تمر على طول 40 كم، بينما يتركز تضرر شبكة الكهرباء في مسافة كيلو متر ونصف.
وتخشى فرق الصيانة التابعة لمديرية الكهرباء الدخول إلى خطوط التماس، خوفاً من استهداف الجيش التركي والفصائل المسلحة.
وفي شباط/فبراير العام الماضي، أصيب سبعة عمال تابعين لمكتب الطاقة في الإدارة الذاتية بريف بلدة زركان/ أبو راسين عقب انفجار لغم أثناء محاولتهم صيانة خط للتوتر العالي.
وعادة، تقوم ورش الصيانة التابعة لمديرية الكهرباء في تل تم بإصلاح الأضرار، وذلك بعد أيام من التنسيق مع القوات الروسية.
وبحسب “سمعيلة”، فإنهم قاموا الشهر الفائت بالتنسيق ست مرات مع القوات الروسية للدخول معهم للمنطقة المتضررة لصيانة الخطوط، “إلا أن الأخيرة تخلف بوعودها ولم تساعدهم للقيام بأعمال الصيانة.”
وأضاف: “هذه المرة الأولى التي تتضرر خطوط الكهرباء بشكل كبير.”