مرضى التهاب الكبد في كوباني يعانون بسبب نقص الأدوية وارتفاع تكاليفها

كوباني – نورث برس

ازدادت مؤخراَ عدد حالات المصابين بمرض التهاب الكبد في مدينة كوباني، شمال سوريا، في ظل عدم توفر الأدوية الخاصة بعلاج المرض في الصيدليات، واللقاحات الوقائية في المشافي والمراكز الصحية منذ نحو ستة أشهر.

ويشتري غالبية المصابين بالمرض الأدوية على حسابهم الخاص وبأسعار مرتفعة من المناطق السورية الأخرى، بينما ينتظر من يحتاج لجرعات من اللقاحات وصولها إلى مركز الهلال الأحمر الكردي والتي تقدمها مجاناً في حال توفرها.

وينتقل التهاب فيروس الكبد من شخص لآخر عبر الدم عن طريق نقل الدم أو استخدام شفرات الحلاقة أو أدوات جراحية غير معقمة وخاصة لدى أطباء الأسنان.

وتعتبر وجود حالة إصابة ضمن العائلة أحد مسببات الإصابة بالفيروس، إضافة إلى أعضاء الكادر الطبي من ممرضين وأطباء والعاملين في المخابر الطبية بسبب طبيعة عملهم في التعامل مع عينات الدم.

تكاليف مرتفعة

وقال صالح حج رمو (32 عاماً)، وهو مصاب بفيروس التهاب الكبد يعيش في كوباني، إنه يضطر لشراء الدواء من مدينة حلب.

ويعاني “حج رمو” من فيروس التهاب الكبد من نوع B، بينما أظهرت إصابة زوجته بالتهاب الكبد من نوع C.

ويستمر علاج مرضى فيروس التهاب الكبد  لعدة أشهر أو أعوام وذلك بحسب نوع الفيروس، حيث تبلغ تكلفة علبة الدواء الخاصة بعلاج المرض نحو 40 دولاراً أميركياً.

وأشار “حج رمو” إلى أن الأدوية متوفرة في صيدليات والمشافي الحكومية بمدينة حلب، “لكننا في أغلب الأحيان لا نستطيع وخاصة الرجال الذهاب إلى حلب بسبب التكاليف الباهظة للنقل والأوضاع الأمنية “، في إشارة إلى مضايقات الحواجز الحكومية.

“إصابات مستمرة”

وقال علي شاهين، وهو أخصائي أمراض داخلية، إن جائحة كورونا تسببت بازدياد عدد الإصابات بأمراض الكبد، “حيث تم توجيه النشاط الطبي باتجاه الوقاية وعلاج المصابين بفيروس كورونا.”

وذكر الطبيب أن عدد الحالات المصابة بالتهاب الكبد التي يتم تشخصيها في عيادته الخاصة تتراوح بين خمس وعشر حالات شهرياً.

ولا تتوفر بيانات دقيقة عن أعداد المصابين بالمرض في كوباني وريفها في ظل عدم وجود مركز خاص بمعالجة الأمراض المزمنة في المنطقة، لكن الطبيب قدر عدد الإصابات ما بين عشرين وثلاثين إصابة شهرياً.

ويعتبر نوعا التهاب الكبد B وC الأكثر انتشاراً في منطقة شرق الفرات، لكن نوع B هو الأكثر انتشاراً بسبب انتقاله بشكل “خفي”، بحسب الطبيب “شاهين”.

ويتم كشف غالبية الحالات المصابة لدى إجراء تحاليل الدم بناء على طلب الأطباء أثناء مراجعتهم للعيادات الطبية الخاصة.

وبحسب “شاهين” فإن فيروس التهاب الكبد يمكن السيطرة عليه في حال الكشف المبكر عنه، “ولكن في حال أدى إلى فشل الكبد أو تشمع الكبد، فيحتاج علاجه إلى مدة زمنية أطول ومصاريف مادية أكثر.”

لقاحات مفقودة

ورأى الطبيب أن من الضروري إجراء تحاليل عامة، على الأقل مرة في العام، من أجل معرفة وضع الدم ومؤشرات الالتهاب الفيروسي.

كما أشار إلى ضرورة قيام هيئة الصحة والمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة  بإنشاء مركز خاص لتشخيص حالات الإصابة بالتهاب الكبد والكشف عنها والقيام بحملات توعية عن المرض، ” لأنه لا يقل خطورة عن فيروس كورونا.”

وقالت كلستان حجي علي، وهي عضو  في منظمة الهلال الأحمر الكردي، إن لقاحات الوقاية من فيروس التهاب الكبد الخاصة بالبالغين وكبار السن لم تصلهم منذ نحو ستة أشهر، حيث كانت تصلهم عبر المنظمات الإنسانية من منظمة الصحة العالمية.

وبحسب “حجي علي” فإن نحو 50 إلى 70  شخصاً كانوا يراجعون المركز شهرياً من أجل الحصول على لقاح الوقاية، حيث  تتضمن سجلاتهم أسماء 250 شخصاَ تلقوا اللقاح بشكل جزئي أو كلي.

 ويتلقى الأشخاص المعرضون للإصابة بالفيروس ثلاث جرعات (لقاحات الوقاية) خلال فترة ستة أشهر.

وذكرت “حجي علي” أن اللقاحات المخصصة للأطفال تتوفر “ولكن بكميات قليلة.”

 إعداد: فتاح عيسى – تحرير: سوزدار مجمد