السلطات التركية تفصل عدداً من المدرسين السوريين من مدارسها

إسطنبول – نورث برس

أصدرت السلطات التركية قراراً بفصل عدد كبير من المدرسين السوريين العاملين بالمدارس التركية، مؤخراً، دون توضيح الأسباب التي تقف وراء ذلك.

وتزداد معاناة المدرّسين السوريين، خاصةً بعد أن انتقل ملفهم من منظمة اليونيسيف الأممية والتي كانت تدعمهم بالرواتب والأجور، إلى الحكومة التركية.

ويبلغ عدد المدرّسين السوريين في عموم تركيا نحو 15 ألف مدرّس، من بينهم ألفي مدرّس في ولاية إسطنبول لوحدها، وذلك بحسب إحصاءاتٍ غير رسمية.

فصل

ذكرت عدة مصادر مهتمة بشأن اللاجئين السوريين في تركيا، والتي فضّلت عدم ذكر اسمها، في اتصال هاتفي مع “نورث برس”، أنه “تم فصل عدد كبير جداً من المدرسين المتطوعين السوريين في تركيا.”

وأضافت المصادر، أنه “لا مصدر دخل لديهم سوى رواتبهم التي تدفعها اليونسيف، وانهم تطوعوا للعمل مجاناً في بداية الحرب واللجوء إلى تركيا لتعليم أطفال السوريين، أي منذ قرابة ثماني سنوات.”

وأشارت إلى أن “آلاف الأسر التي يعيلها المدرسون المتطوعون، مهددون بتسرب الأطفال واليافعين من التعليم لمساعدة ذويهم، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانونها في تركيا.”

وقال مصدر في “اللجنة السورية التركية المشتركة”، والتي تضم أعضاء من وفد الائتلاف السوري والحكومة التركية، وحسب ما وصل لنورث برس، إن “هذه المعلومات المتعلقة بفصل عدد كبير من المدرسين صحيحة.”

وأشار إلى أنه “تم رفع تقرير عاجل بهذه التطورات للجهات المختصة لمتابعة التفاصيل ومعالجة الأمر في حال كانت هناك قدرة على ذلك.”

معاناة

تزداد معاناة المدرسين السوريين يوماً بعد يوم، خاصةً بعد أن انتقل ملفهم من منظمة “اليونيسيف” الأممية والتي كانت تدعمهم بالرواتب والأجور، إلى يد الحكومة التركية.

وأصدرت السلطات التركية بحقهم عدة إجراءات رأى فيها المدرسون السوريون، أنها “غير منصفة بحقهم”، وأن تسليم ملفهم للجانب التركي “كان له تبعات كارثية على المدرس والطالب السوري” في آن واحد.

وفي أيلول/سبتمبر الماضي، دفعت تلك الظروف التي يمر بها لمدرس السوري في تركيا، إلى إطلاق عدد من المدرسين السوريين في تركيا، مناشدات  عبر منظمة “آفاز AVAAZ”، بهدف لفت الانتباه إلى أوضاعهم المتردية داخل تركيا.

وجاءت الحملة تحت عنوان رئيسي وهو “أنصفوا المعلم (المتطوع) السوري في تركيا، فهو بين مطرقة الفقر وسندان التهميش.”

مناشدة

رصدت نورث برس، مناشدة من أحد المدرسين، جاء فيها: “أتكلم بصوت 6000 مدرس في تركيا أو أكثر، سيتم اتخاذ قرار جائر بحقهم، حيث سيتم فصل كل من هو غير حاصل على شهادة جامعية أربع أو خمس سنوات.”

وأضاف أنه “سيتم الاستغناء عن خدمات من لا تتوفر فيه هذه الشروط، مع العلم أن جميع المعلمين خضعوا لدورات تأهيل تربوي من قبل اليونسيف، وحاصلين على شهادات تأهيل تربوي.”

وأثار فصل المدرسين السوريين في تركيا من عملهم، سخط عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والذين أعربوا عن تضامنهم مع المدرس السوري الذي اضطروا للجوء إلى تركيا والذي يعاني ظروفاً معيشيةً سيئةً ومترديةً.

وكان المدرس أحمد الحموي، قال في وقتٍ سابق، لنورث برس، إن “ما يقارب من 12900 مدرس سيتم تخفيض عددهم في المدارس التركية للنصف تقريباً، وسيكون هناك شروط من أجل تثبيت المدرسين السوريين في المدارس التركية.”

وأضاف أن أهم هذه الشروط هي: “شهادة اللغة التركية وأن يكون اختصاصه ضمن قطاع التربية حصراً، ومن لا يستوفي تلك الشروط سيتم فصله من عمله.”

إعداد: سردار حديد – تحرير: محمد القاضي