في إطار التغلغل الإيراني في سوريا.. طهران ترسل وفداً اقتصادياً إلى حلب
حلب – نورث برس
زار وفد اقتصادي إيراني رفيع المستوى, السبت, مدينة حلب, شمالي سوريا, في خطوة لتوسيع نفوذ طهران الاقتصادي، وزيادة تغلغلها في المنطقة.
وترأس الوفد الإيراني, كيوان كاشفي, رئيس الغرفة الايرانية السورية المشتركة، إلى جانب عدد من رؤساء الشركات الإيرانية وتجار إيرانيين.
وعقد الوفد الزائر اجتماعات مكثفة في غرفتي التجارة والصناعة في حلب.
وتأتي الزيارة في إطار مساعدة حكومة دمشق لمواجهة الأزمة الاقتصادية وكسر الحصار الغربي, بحسب ما صرح به رئيس الوفد الإيراني في اجتماعه مع التجار والصناعيين الحلبيين.
وقال فاضل قاطرجي, أمين سر غرفة تجارة حلب, لنورث برس, إن الشركات الإيرانية الكبيرة ستدعم الشركات والمصانع السورية المدمرة لإعادة الإعمار عن طريق الشراكة.
وأشار إلى أن العمل جارٍ لإنشاء طريق بري لعمليات النقل والشحن بالتعاون مع دولة العراق.
وفي حزيران/ يونيو الماضي، قالت إيران، إنها لن تذخر جهداً لاتخاذ أي إجراءات لتقليص الضغوط الاقتصادية على سوريا في ظل عقوبات “قيصر”.
وقال إسحق جهانغيري نائب الرئيس الإيراني حينها، “نحن واثقون من أن الأمن والاستقرار سيعود إلى سوريا.”
وأضاف: “سنعمل على تطبيق الاتفاقات الثنائية الموقعة بين طهران ودمشق في اللجنة الاقتصادية المشتركة ولجنة العلاقات الاستراتيجية في أسرع وقت.”
وقال جمال علام, مدير مكتب التبادل التجاري السوري الإيراني, لنورث برس, الاثنين، إن هناك صعوبات في نقل البضائع بين سوريا وإيران بسبب الإجراءات الجمركية التي تفرضها الحكومة السورية على البضائع المستوردة.
وتأتي زيارة الوفد الاقتصادي الإيراني التي تعتبر الأولى إلى حلب منذ اندلاع الحرب السورية “لتحقيق مكاسب اقتصادية في السوق الحلبية.”
وتزامنت أيضاً مع انخفاض حجم التبادل التجاري بين حكومتي دمشق وطهران، قياسياً بالدور العسكري البارز الذي تلعبه إيران في سوريا لاسيما في حلب.
وفي تموز/ يوليو الماضي، قال فادي السيد، رئيس مركز الأمة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية، إنّ الدعم الإيراني لسوريا لن يقتصر على الجانب العسكري فقط، وأنّ الاتفاق العسكري هو بداية لاتفاقيات اقتصادية، تجارية، طبية، وعلمية.
وتسعى إيران لتجديد وتوسيع نفوذها في سوريا، خاصة بعد جملة التسهيلات الاقتصادية التي قدمتها الحكومة السورية للجانب الإيراني خلال عام 2019.
وكان أبرزها توقيع اتفاقية تعاون اقتصادي طويل الأمد مع إيران في مختلف المجالات لتشمل قطاع المصارف والمالية والبناء وإعادة الإعمار في الثامن والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر 2019.
وفي الشهر نفسه، تم التوقيع على مذكرة تفاهم أخرى، نصت على بناء 30 ألف وحدة سكنية في معظم المدن السورية.
ولتسهيل مشاركة إيران في مشاريع اقتصادية سورية تنتظر الاستثمار، أُسست اللجنة السورية – الإيرانية العليا المشتركة، التي باشرت أعمالها مطلع عام 2019، والمصرف السوري – الإيراني المشترك بإسهام 60% من الجانب الإيراني.
وشهدت كل من دمشق وطهران معارض اقتصادية واستثمارية في النصف الثاني من عام 2019، استقطبت شركات عاملة في مجال البناء وإعادة الإعمار.
وكان أبرز تلك الفعاليات معرض دمشق الدولي بدورته الـ61، التي نُظمت في أيلول/ سبتمبر 2019، وشاركت فيه إيران بنحو 60 شركة تعمل أغلبيتها في مجال الإعمار كأكبر الأجنحة المشاركة في المعرض.