آراء سكان في إدلب إزاء تعامل الإدارة الأميركية الجديدة مع الملف السوري

إدلب – نورث برس

تختلف وجهات النظر في إدلب، شمال غربي سوريا، حيال سياسة الإدارة الأميركية الجديدة واحتمالات اختلافها عن عهدي الرئيسين السابقين باراك أوباما ودونالد ترامب.

ويترقب سكان إدلب، الخاضعة لسيطرة فصائل سورية معارضة، تغييرات محتملة في السياسة الأميركية إزاء الملف السوري مع تولي إدارة الرئيس الجديد جو بايدن.

“سياسة ثابتة”

ويعتقد مصطفى العمر (38عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح في المخيمات الحدودية شمال محافظة إدلب، إن جميع الدول التي تدخلت في الصراع في سوريا تهتم بمصالحها فقط.

وقال إن الولايات المتحدة لم تكترث بمعاناة الشعب السوري على مدى عشر سنوات من الحرب التي خلفت آلاف القتلى وملايين اللاجئين والنازحين.

 وأضاف “العمر” أن السياسة الأميركية تجاه الملف السوري “ثابته ولا يمكن لأي رئيس تخطيها إلا وفق تغير المصالح الأميركية في المنطقة.”

وقبيل تولي “بايدن” مهامه الرئاسية، قال باراك بارفي، وهو باحث سياسي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومؤسسة أميركا الجديدة، إنه لا يعتقد بأن يحدث تغيير كبير في سياسات الولايات المتحدة الأميركية إزاء الأزمة السورية بعد فوز بايدن باستثناء بعض المناطق.

وأضاف: “الحكومة السورية ومعها الروس فازوا عملياً في هذه الحرب. لا توجد أي فرصة للتقدم في هذا التوقيت، ويظل المشهد معلقاً فقط في المنطقة الشمالية، حيث إدلب، وفي المنطقة الشرقية، حيث الإدارة الذاتية.”

“عقوبات مستمرة”

ويرى خالد المهدي (35عاماً)، وهو ناشط حقوقي يعيش في إدلب المدينة، أن الإدارة الأميركية الجديدة لن تقدم أكثر مما قدمته إدارة أوباما التي “أخذت دور المتفرج لما يحصل منذ بداية الثورة.”

ولا يستبعد “المهدي” أن يجدد الرئيس الجديد جو بايدن سياسة الرئيس الأسبق باراك أوباما في سوريا، في عدم اتخاذ قرارات حاسمة للإطاحة بالرئيس السوري.

 وقال إن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب وقف أكثر في وجه توغل إيران في سوريا، “وحاربها اقتصادياً ما أضعف تدخلها.”

لكن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أعلن أمس الأحد أن الولايات المتحدة لن تبادر برفع العقوبات عن إيران، ما لم تتوقف إيران أولاً عن تخصيب اليورانيوم وتنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق النووي للعام 2015.

وعلّق الكاتب في مجلة نيوزويك، رابي شوملي، على إعلان بايدن، قائلاً: “هذا مسار معاكس تماماً لما فعله باراك أوباما الذي أعطى إيران فرص كثيرة قبل أن تلتزم بأي اتفاق.”

ويرى محمد الأسعد (28عاماً)، وهو ناشط إعلامي من مدينة إدلب، أن السياسة الأميركية الجديدة ستكثف الضغط على حكومة دمشق عن طريق فرض العقوبات الاقتصادية وتمديد فترة قانون عقوبات قيصر.

وكانت العقوبات الأميركية منذ تطبيقها في حزيران/يونيو الماضي قد أدت إلى انهيار قيمة الليرة السورية، لتتبعها أزمات اقتصادية ومعيشية في البلاد بدت أكثر حدة في مناطق سيطرة الحكومة السورية.

ويعتقد “الأسعد” أن “عدم مشاركة الولايات المتحدة في مشاريع لإعادة الإعمار ما لم تتحقق عملية انتقال سياسي للسلطة، سيزيد الخناق على الحكومة السورية.”

“ضغط على تركيا”

لكن سالم الصطيف (42عاماً)، وهو طبيب في منطقة إدلب، قال إن الرئيس الأميركي السابق قضى على البعد السياسي والعسكري “للثورة.”

وربما تُحدث الإدارة الأميركية الجديدة علامة فارقة لصالح “الثورة السورية”، على حد قوله.

ويعتقد الطبيب أن الإدارة الأميركية الجديدة “ستصبح أكثر فاعلية في سوريا عن طريق الضغط على الجانب التركي للوصول إلى حل حقيقي للأزمة السورية، خاصة بعد فشل معظم الاتفاقيات الموقعة بين روسيا وتركيا.”

ومنذ فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، تتوجه أنظار الخارجية التركية لما سيكون عليه شكل العلاقة القادمة  بين أميركا وتركيا، وكيف سيكون رد الفعل الأميركي تجاه الملفات التي تتدخل فيها تركيا في المنطقة.

وتعود أبرز الخلافات بين الولايات المتحدة وتركيا إلى صفقة شراء تركيا لصواريخ  “S-400” الروسية، والتحالف الأميركي مع قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا.

ورجّح “الصطيف” أن تسعى الإدارة الأميركية الجديدة لصرف أنظار الأتراك عن التفاهمات مع روسيا، وإبرام اتفاقات جديدة مع الجانب التركي.

إعداد: سمير عوض – تحرير: حكيم أحمد