مسيحيو شمال شرقي سوريا رداً على المنطقة الآمنة: الشعب هو الأحق بأن يحكم مناطقه ويحميها

قامشلي – ريم شمعون- NPA
تعددت واختلفت الآراء في الآونة الأخيرة، حول موضوع المنطقة الأمنة، التي تسعى تركيا بالتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية، إلى إقامتها في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا.
وفي هذا الإطار استطلعت "نورث برس" آراء أبناء المكون المسيحي في شمال وشرقي سوريا حول هذه القضية.
بشير السعدي عضو الأمانة العامة في المنظمة الآثورية الديمقراطية صرح لـ"نورث برس" أنه لا أساس قانوني أو أخلاقي لتهديدات الحكومة التركية، ولا وجود لأي مبرر لدخولها الأراضي السورية، باعتبار أن الدولة السورية لازالت في القانون الدولي "دولة ذات سيادة" وأي تدخل خارجي أو تعدي عليها يعتبر "خرق للقانون الدولي"، على حد قوله.
وأضاف السعدي أن الشعب السوري هو "الأحق بأن يحكم منطقة الشمال السوري ويحميها".
وحول أهداف تركيا من إقامة هذه المنطقة أوضح عضو الأمانة العامة في المنظمة الآثورية الديمقراطية، أن الدافع الأساسي للأتراك هو "خوفهم من قيام أي حالة ديمقراطية في هذه المنطقة، تأخذ فيها الأقليات حقوقها" موضحاً ذلك بأنه في حال استطاع كرد سوريا الحصول على حقوق سياسية وثقافية، "سيشكل ذلك دافعاً كبيراً لكرد تركيا لمطالبة أدروغان بحقوق مماثلة" وذلك لوجود نسبة كبير من الكرد في تركيا و"هذا ما يخشاه أردوغان" حسب قوله .
بدورها قالت نظيرة كورية عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاتحاد السرياني في سوريا، أن طرح موضوع المنطقة الأمنة ليس بالجديد من قبل الحكومة التركية، وأن "مطلب أردوغان للمنطقة الأمنة هو بحجة حماية الأمن القومي التركي من قبل الكرد الموجودين في شمال شرقي سوريا حيث يعتبرهم حسب اداعاءاته إرهابيين ويشكلون خطرا على أمنه القومي".
وبينت كورية أن الشعب في المنطقة "مدرك تماماً لمخططات أردوغان وحزب العدالة والتنمية حيث كان الداعم الأساسي للإرهاب بفتحه الحدود التركية لدخول الإرهابيين إلى سوريا". لافتة إلى ما سمته بـ"مساعدته للقوات الإرهابية الموجودة في إدلب حاليا".
وأضافت كورية أن "اردوغان قام باحتلال عفرين وتهجير أهلها الأصلين، ويحاول اليوم مجدداً، دخول أراضي شمال شرقي سوريا"، التي اعتبرتها آمنة بوجود قوات سوريا الديمقراطية .
قرياقس كورية، عضو المكتب التنفيذي في المنظمة الآثورية الديمقراطية، اعتبر أن طرح هذا الموضوع، يتم تحديده من خلال مصالح الدول الإقليمية، لافتاً إلى أن منظمته رافضة لهذا الطرح، "ولكن في حال تم الاتفاق بين الدول الإقليمية المسيطرة على سوريا وكان لابد من قيام المنطقة الآمنة، فلا بد أن يتم الإشراف عليها من قبل الأمم المتحدة"، بحسب كورية.
كما لفت الى أن إشراف أي دولة إقليمية سيكون له تداعيات على مكونات المنطقة، "لأن هذه الدولة ستمثل مصالحها التي تتضارب مع مصالح الكثير من أبناء ومكونات الشعب السوري".
يذكر أن تركيا هددت مؤخراً باجتياح مناطق شمال شرقي سوريا، في حال عدم وصولها إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية حول المنطقة الآمنة المزمع إقامتها، وبعد محادثات أمريكية تركية استمرت لثلاثة أيام، جاء في بيان للسفارة الأمريكية في أنقرة أن تركيا والولايات المتحدة توصلتا إلى اتفاق يقضي بإقامة "ممر آمن" ومركز عمليات مشتركة لإدارة المنطقة المزمع إقامتها في شمالي سوريا على الحدود مع تركيا الأربعاء الماضي.