استمرار فصائل معارضة باقتلاع أشجار الزيتون واعتقال مدنيين بعفرين
عفرين – نورث برس
تفيد الأنباء الواردة من داخل منطقة عفرين، شمال غربي سوريا باستمرار فصائل معارضة مسلحة موالية لتركيا باعتقال مدنيين وقطع أشجار المنطقة للإتجار بحطبها، دون وجود جهات رقابية تمنع أو تضبط الانتهاكات.
وفي آذار/ مارس عام 2018 سيطرت القوات التركية وفصائل معارضة موالية لها على عفرين، إثر عملية عسكرية شنتها ضد المنطقة وتسببت حينها بنزوح أكثر من 300 ألف شخص إلى ريف حلب الشمالي.
أشجار مقطوعة
وقال صالح جمو (46عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان حي المحمودية بعفرين، إن فصيل أحرار الشرقية الموالي لتركيا قام العام الفائت بقطع قرابة350 شجرة زيتون عائدة ملكيتها له في محيط المدينة.
واعتقل “جمو” على خلفية رفضه دفع إتاوة على الموسم لقيادة الفصيل لمدة شهر، “تعرضت للتعذيب والإهانة، فقط لامتناعي عن إعطائهم حقي الذي تعبت عليه سنوات.”
وأشار إلى أنه تفاجأ عند خروجه من السجن مما آل إليه وضع أرضه، “قطعوا أشجار الزيتون بمناشيرهم وحملوها في سياراتهم، وسط عجز زوجتي وأطفالي عن منعهم أو إيقافهم.”
والعام الفائت، قامت فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا مع بداية موسم جني الزيتون بفرض إتاوات على مزارعي عفرين والتي اختلفت من فصيل إلى آخر.
وفرضت بعض الفصائل حينها إتاوات (مبلغ مالي) على كل شجرة زيتون سواء كانت حاملة للثمار أم لا، فيما فرض آخرون اقتطاع نسبة من مجمل المحصول.
وبعد سيطرتها على منطقة عفرين بعدة أشهر، افتتحت تركيا معبر “غصن الزيتون” والذي يربط عفرين بولاية هاتاي التركية.
وفي الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 دخل المعبر حيز التنفيذ, أي بالتزامن مع موسم قطاف الزيتون في المنطقة.
وقامت تركيا عبر ذلك المعبر بنقل زيت الزيتون إلى أراضيها لتصديره إلى الخارج على أنه “تركي المنشأ”.
وأواخر شهر كانون الثاني/ يناير من عام 2019، نشرت صحيفة إسبانية، مقالاً تناولت فيه تصدير تركيا لزيت الزيتون من منطقة عفرين إلى الأسواق الإسبانية على أنه تركي المنشأ.
وقالت الصحيفة، آنذاك، إن “زيت الزيتون السوري المنشأ يتم خلطه مع منتج تركي قبل تصديره وتوضع عليه ملصقات مزيفة.”
“قطع واقتلاع”
وفي العام 2020، وثقت منظمة حقوق الإنسان في عفرين قطع فصائل معارضة مسلحة ومستوطنين أكثر من 72 ألف شجرة للإتجار بها، واقتلاع الآلاف من الأشجار نتيجة شق طريق بين ناحية جنديرس بعفرين وولاية هاتاي التركية.
وقالت فريدة شيخو (42 عاماً) وهو اسم مستعار لأرملة من سكان شارع الفيلات بعفرين إن عناصر فصيل “جيش الإسلام” الموالي لتركيا قطعوا ببداية العام الفائت 150 شجرة زيتون كانت تمتلكها في أطراف المدينة.
ولم تعرف السيدة الأربعينية سبب قطع أشجارها، “جلبوا مناشيرهم الكهربائية وقطعوها دون أن تعرف السبب.”
وأشارت إلى أن طفلها البالغ من العمر (14 عاماً) اعتقل بعد محاولة منع عناصر الفصيل قطع الأشجار، ” قام طفلي برشقهم بالحجارة لكنهم اعتقلوه بعد تهديدي باعتقالي معه في حال حدثت ممانعة.”
قضى الطفل وفق ما ذكرته والدته يوماً كاملاً في السجن، “خرج من السجن أصفر الوجه مدمى القدمين من شدة التعذيب الذي تلقاه، لم نستطع أن نفعل شيئاً خوفاً من التصفية، فهذا أبسط ما يفعلونه دون رقيب أو حسيب.”
وخلال العام الفائت، وثقت منظمة حقوق الإنسان في عفرين 58 حالة قتل بينها تسع نساء وخطف 987 شخص بينهم 92 امرأة، وتم إطلاق سراح 26 شخص.
وذكرت المنظمة في بيانها الأخير الذي صدر الشهر الفائت أن أكثر من نصف المختطفين لا يزال مصيرهم مجهولاً منذ ثلاث سنوات.
ووصف إبراهيم شيخو الناطق باسم منظمة حقوق الإنسان في عفرين، الانتهاكات التي تحدث في منطقة عفرين بأنها “ترتقي إلى مستوى جرائم حرب بحسب قانون لاهاي لعام 1897.”
وقال رشيد محمد (56عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان قرية جلمة التابعة لناحية جنديرس في عفرين، إن عناصر فصيل حركة أحرار الشام، اعتقلوا ابن عمه منذ عام ونصف بتهمة انتساب زوجته للإدارة الذاتية وتعامله معها عبر إرسال معلومات لها عن تمركز الفصائل في المنطقة إلى مكان إقامتها في حلب.
وأضاف، “منذ عدة أشهر قاموا بتسليمه للشرطة العسكرية التابعة لتركيا، ومن وقتها لم يردنا أي خبر عنه.”