جل آغا – نورث برس
تقول أمهات مرضعات في ريف بلدة جل آغا (الجوادية)، شرق قامشلي، إنهن يستبدلن الحليب الذي يصفه الطبيب لأطفالهن بأنواع من الأطعمة، بسبب ارتفاع أسعار عبوات حليب الأطفال.
وتتفاوت أسعار عبوات حليب الأطفال الرضع بين 5500 و13500 ليرة سورية للعلبة الواحدة، بحسب النوع المخصص لكل فئة عمرية.
مخالفة وصفات
وقالت روناهي عبدالله (65 عاماً)، وهي من سكان ريف بلدة جل آغا الغربي، إنها كانت تستعين طوال الأشهر الثمانية الأولى من عمر حفيدتها بحليب البقر والتفاح المسلوق واللبنة مع وجبات من “سيريلاك بالأرز” لإطعامها.
وأضافت، أثناء خروجها من عيادة أحد الأطباء في البلدة، قالت إن الطبيب وصف لها الحليب الصناعي، “لأنها مصابة بالجفاف، وحليب والدتها لا يشبعها.”
وعللت “عبد الله” عدم التزامها بتعليمات الطبيب بأن “الحليب الصناعي غالي والعلبة لا تكفي أكثر من يومين.”
لكن ومع تحذيرات الطبيب من ازدياد الوضع الصحي للطفلة سوءاً، ستضطر الجدة لشراء الحليب المخصص للرضع حالياً.
“دخل محدود”
وقالت مريم العمر (30 عاماً)، وهي من سكان ريف بلدة جل آغا الغربي، إنها تشتري نحو ست علب حليب لطفلها بأكثر من 30 ألف ليرة سورية، رغم اعتمادها على “الحليب الطبيعي أحياناً.”
وأضافت: “هذه الظروف تجبر الآباء على العمل الإضافي لتغطية احتياجات الطفل خلال فترة الإرضاع.”
وبحسب أحمد الحسين، وهو صيدلي في البلدة، فإن كثيراً من أصحاب الدخل المحدود “يكتفون بالسؤال عن سعر الحليب أو إذا ما كان باستطاعته استبداله بنوع آخر.”
وأضاف أن أسعار أصناف حليب الأطفال الرضع غالية في الصيدليات لأنها منتجات أجنبية مستوردة.
ورغم أن مستويات الدخل والأوضاع المعيشية في مناطق شمال شرقي سوريا تبدو أفضل حالاً من مناطق سورية أخرى، إلا أن عائلات ذات دخل محدود لا تتمكن من تلبية جميع احتياجاتها لا سيما من السلع المستوردة.
وبلغ تدهور قيمة الليرة السورية، التي تعتمد في الرواتب والتجارة وأجور العمال في المنطقة، ما يقارب ثلاثة آلاف ليرة سورية مقابل الدولار الأميركي الواحد.
“مخاطر وأمراض”
وقالت شيرين خليل، وهي طبيبة أطفال في بلدة كركي لكي (معبدة) القريبة، إن بعض الأمهات يفضلن الرضاعة الصناعية على الطبيعية لأسباب مختلفة.
“مثلاً الإرضاع يؤخر الحمل، لذا تلجأ بعض النساء لحرمان طفلها من حليبها لتحظى بطفل آخر.”
وأضافت أن من بين كل 15 أو 20 طفلاً يراجعون عيادتها يومياً، يوجد خمسة إلى سبعة أطفال مصابين بسوء التغذية.
وأشارت الطبيبة إلى مخاطر لجوء أمهات في المنطقة إلى خلط اللبن مع الشاي أو استخدام حليب الأبقار أو الحليب المجفف لإطعام أطفالهن، دون الاعتماد على الحليب الطبيعي أو الصناعي المناسب لأعمار أطفالهن.
وذكرت أن من الممكن إطعام الطفل بعض حليب البقر بعد ستة أشهر بشرط ألا يكون غذاء أساسياً، “إعطاء الطفل حليب البقر أو الماعز فقط يعرضه للإصابة بفقر الدم والتهاب المعدة والأمعاء ومشاكل هضمية.”
كما أن من الممكن إطعام الطفل خضاراً مسلوقة دون إضافة الملح والسكر والزيت، بحسب “خليل” التي حذرت من الاعتماد على أطعمة للرضع دون استشارة طبية.