توقف أفران عامة في حسكة بسبب إيقاف إمدادها بالطحين من مديرية المطاحن الحكومية
حسكة – نورث برس
ما زالت معظم أفران الخبز العادي المدعوم في مدينة حسكة، شمال شرق سوريا، متوقفة عن العمل نتيجة ايقاف مديرية المطاحن الحكومية توزيع الطحين والمحروقات عليها.
ومنذ التاسع والعشرين من الشهر الفائت، تعمل فقط ثلاثة أفران الخبز العادي في المدينة وهي أفران تل حجر و 7 نيسان وفرن غويران التي تديرها هيئة الاقتصاد التابعة للإدارة الذاتية، ما سبب ازدحاماً في طوابير السكان الذين يضطرون مؤخراً للانتظار ساعات ليتمكنوا من الحصول على حاجتهم من الخبز.
أفران بلا طحين
وقال مصدر مسؤول في إدارة الأفران في إقليم الجزيرة لنورث برس إن الحكومة السورية قامت مؤخراً بتخفيض نسبة الطحين الموزع على الأفران في حسكة لتوقف توزيعها كلياً منذ الثلاثاء الماضي.
وأشار إلى أنهم يقومون بتوزيع كميات من الطحين بحسب المتوفر وما تنتجه المطاحن لهم، دون أو يوضح سبب إيقاف توزيع الطحين والمحروقات من قبل الحكومة.
ولم تتمكن نورث برس من الحصول على تصريح رسمي من المسؤولين في لجنة الأفران بحسكة للكشف عن خططهم لمشكلة إغلاق أفران الخبز العادي.
ومنذ نحو شهر تشهد مدينتا حسكة وقامشلي، توتراً أمنياً بين “الأسايش” من جهة وقوات حكومة دمشق وعناصر مجموعات “الدفاع الوطني” التابعة لها من جهة أخرى.
والأحد الماضي شهدت مدينة حسكة تبادلاً لإطلاق نار بين موالين لحكومة دمشق من جانب وقوى الأمن الداخلي (الأسايش) من جانب آخر، ما أدى إلى مقتل عنصر من قوات الحكومة وإصابة ثلاثة آخرين.
والثلاثاء الماضي، أعلنت هيئة الداخلية في الإدارة الذاتية، إنهاء حالة التوتر الأمني كـ “بادرة حسن نية”، وذلك بعد اتفاق جرى برعاية روسية.
ويلجأ قسم من سكان مدينة حسكة لشراء الخبز السياحي بسبب قلة وتدني جودة الخبز المنتج في الأفران العامة، بينما يعتمد آخرون وخاصة ذوي الدخل المحدود على الخبز العادي لانخفاض سعره مقارنة مع السياحي.
خبز قليل
وفي هذه الأثناء، يضطر خوشناف كالو(51عاماً) وهو من سكان حي العزيزية بحسكة لشراء الخبز السياحي بعد عجزه عن تأمينه من الأفران العامة، نتيجة قلة الكميات المنتجة.
وأضاف، أن أسعار الخبز السياحي لا تتناسب مع وضعهم المعيشي، “لكننا مجبرون على الشراء.”
واتهم “كالو” الكومينات (عدة لجان تدير أمور الأحياء) بعدم توزيع الخبز المتوفر “بشكل عادل على السكان.”
وخلال الشهر الفائت، توقفت معظم الأفران السياحية في المدينة عن العمل بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، والتي يدفعون معظمها بالدولار بحسب أصحاب تلك الأفران.
وعادت الأفران السياحية بعد فترة من الإيقاف إلى العمل وفق التسعيرة القديمة 500 ليرة لكل 700 غرام من الخبز وذلك بعد الاتفاق بين أصحاب أفران الخبز السياحي وهيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية على أن تقدم الأخيرة الطحين بسعر 30 ألف ليرة لكل كيس بعد أن تجاوز سعره 40 ألف في السوق.
وعبرت هدى السالم(42عاماً) وهي من سكان حي العزيزية بالمدينة عن استياءها من مشكلة استمرار نقص الخبز، “كميات الخبز في الكومينات قليلة ولا تكفي السكان، نضطر لاستئجار سيارات أو دراجات نارية لنشتري الخبز من الأفران السياحية.”
والأربعاء الماضي، قالت وسائل إعلام تديرها حكومة دمشق، إن قوى “الأسايش” أعادت تمركزها في نقاطها لمنع إدخال المواد الغذائية والطحين إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية.
لكن مصدر مسؤول في قوى الأمن الداخلي “الأسايش” قال لنورث برس إن “هذه المعلومات غير دقيقة وليس هناك أي توترٍ جديد في المنطقة.”
وأضاف: “نقاط الأسايش موجودة في مواقعها كما السابق تحسباً لأي خرقٍ أمني من جانب قوات الحكومة السورية.”
ومنذ أسبوع، ينتظر محمود شمو(42عاماً) وهو من سكان حي المشيرفة يومياً لساعات أمام فرن تل الحجر العام، للحصول على احتياجات عائلته من الخبز.
وأشار إلى أنه في أغلب الأحيان لا يحصل على الخبز العادي لشدة الازدحام، “فأضطر لشراء الخبز السياحي أو التنور.”