خروقات روسية مستمرة في إدلب وسط تساؤلات عن مصير وقف إطلاق النار

إدلب ـ نورث برس

قالت مصادر محلية من إدلب شمال غربي سوريا، الخميس، إن خروقات ارتكبها سلاح الجو الروسي خلال اليومين الماضيين، استهدف فيها مناطق ذات نطاق جغرافي محدد وبعيد عن خطوط التماس في إدلب.

وتساءل ناشطون في إدلب أنه بالتزامن مع نية روسيا عقد اجتماع لبحث الملف السوري على غرار مسار أستانا أو نقل ملف العملية السياسية إلى أستانا بدلاً من جنيف، “هل اتفاق وقف إطلاق النار يستمر، أو ينهار.”

وذكر أحد الناشطين من أبناء إدلب أن “المنطقة تشهد استعداداً من قبل الفصائل العسكرية، مع انتشار للقوات التركية حول جبل الزاوية الموقع الاستراتيجي والمهم بالنسبة للفصائل.”

وقال مقرب من فصائل الجيش الوطني ويدعى “أبو عبادة الإدلبي” لنورث برس، إن “تفاهم الممر الآمن، لا يزال ساري المفعول رغم الخروقات المتكررة ولكنها غير مؤثرة.”

وأشار إلى أن الضربات الجوية التي تشنها روسيا تستهدف هيئة تحرير الشام “وهي عقدة إدلب بالنسبة لروسيا.”

وأضاف: “يمكن الربط بين رسائل أميركية وجهت لزعيم تحرير الشام مؤخراً عبر الصحفي مارتن سميث، وبين الغضب الروسي على هذه الرسائل.”

ورجح المصدر احتمال أن تتضمن الرسائل دعوات لتحويل الهيئة إلى حزب سياسي غير مصنف على قائمة “الإرهاب”، “وهذا ما لا تريده موسكو المتمسكة بورقة وجود فصيل جهادي في منطقة خفض التصعيد.”

وأضاف أنه “من غير المنطقي الحديث عن استعداد عال للفصائل العسكرية في إدلب لأنها تطمح للحصول على موافقة دولية لإدارة المنطقة والمشاركة في حصة من حل سياسي منتظر.”

ولا تبدو تركيا، بحسب “الإدلبي”، مستعدة للتفريط بمكاسبها في إدلب، لذلك تعزز خط دفاعها في كامل المنطقة، “ومن المرجح أن تحركاتها تصب ضمن خطة متفق عليها مع موسكو.”

والثلاثاء الماضي، استهدفت فصائل معارضة مسلحة، مواقع لقوات الحكومة السورية على محاور جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب شمال غربي سوريا.

وقال مصدر عسكري من الفصائل، إن جماعة “أنصار التوحيد” استهدفت عبر قصف مدفعي وصاروخي تجمعات عسكرية لقوات الحكومة السورية في قرية “معرة موخص” على محاور ريف إدلب الجنوبي.

وحقق الاستهداف إصابات مباشرة في صفوف القوات الحكومية وعناصر من القوات الروسية، وفق المصدر.

ويأتي استهدف الفصائل في إطار الرد على قصف قوات الحكومة السورية، الثلاثاء، مواقع لفصائل على محاور التماس بريف إدلب الجنوبي.

وقال “الإدلبي”: “يمكن تصنيف الرد الذي جرى من فصيل أنصار التوحيد على قصف النظام جنوبي إدلب، ضمن سياق الإنذار بتخريب الاتفاق.”

ويرى مراقبون أن الوضع في منطقة إدلب سيبقى “ضبابيا” إلى حين وضوح الرؤية والسياسة التي سوف تتبعها إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن.

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد