أزمة الغاز المنزلي في حماة تتفاقم بسبب نقص التوريدات بالتزامن مع عمليات فساد
حماة – نورث برس
يقول سكان في مدينة حماة، وسط سوريا، إن أزمة الغاز المنزلي باتت مشكلة كبيرة بسبب نقص كميات الغاز السائل الواردة عن طريق شركة “محروقات” الحكومية منذ أشهر.
وأدت إطالة مدة تسليم المخصصات من شهر إلى شهرين ونصف أحياناً، بالإضافة لعمليات غش من قبل بعض الموزعين إلى تفاقم المشكلة.
ورغم تحويل استلام أسطوانات الغاز المنزلي في حماة للبطاقة الذكية منذ العام 2019، إلا أن بعض السكان رأوا في التطبيق الجديد عراقيل ومشكلات أمام حصولهم على حاجتهم من الغاز بدل حل الأزمة.
“انتظار الكهرباء”
وتعتمد الآلية حالياً على توجه العائلة لاستلام مخصصاتها من معتمد التوزيع في الحي أو من مؤسسات حكومية كالمؤسسة العسكرية ومؤسسة أبي الفدا ومؤسسة الضاحية، وذلك بعد استلام رسالة عبر تطبيق البطاقة الذكية.
وتتفاوت المدة التي تنتظرها العائلة منذ آخر استلام حتى يتم إبلاغها بمستحقات جديدة، بين شهر في بعض الأحياء والقرى وأكثر من شهرين لأحياء أخرى، ولا سيما المكتظة بالسكان.
لكن ضياء الملي (45عاماً)، وهي ربة منزل في المدينة، قالت إن الأسطوانة الواحدة تكفي عائلتها لمدة 15 يوماً فقط، بينما تنتظر ساعات توفر الكهرباء وتعتمد على وجبات خفيفة لا تحتاج طبخاً (الحواضر) بهدف إطالة تلك المدة.
وتقول “الملي” إن عائلتها لا تستطيع تأمين ثمن شراء الأسطوانة من السوق السوداء، حيث تُباع بثلاثين ألف ليرة، وهو ما يعادل أكثر من نصف راتب زوجها.
وما يزال موظفو الحكومة السورية يتقاضون رواتب تتراوح غالباً بين 50 و70 ألف ليرة سورية، رغم تدهور قيمة العملة المحلية واقتراب سعر صرف الدولار الأميركي من ثلاثة آلاف ليرة سورية.
“غش وفساد”
ويضطر هشام الغفير (39عاماً)، وهو من سكان المدينة، لشراء أسطوانتي غاز من السوق السوداء، “الحكومة لا تعطينا الغاز إلا مرة كل شهرين ونصف.”
وقال إنه يدفع ما بين 25 و30 ألف ليرة للأسطوانة الواحدة، “رغم أن التسعيرة الحكومية هي 3.300 ليرة.”
ويتهم سكان في المدينة بائعي الغاز في السوق السوداء وبعض الموزعين المعتمدين بعمليات غش عبر تفريغ نسبة من الكمية الغاز المعبأة في الأسطوانة وملئها ببعض المياه لزيادة وزنها.
بينما يقوم موزعون ببيع كميات بأسعار مضاعفة، بعد أن تمكنوا من الحصول عليها بطرق غير مشروعة.
وقال مازن القاسم، وهو اسم مستعار لصاحب محل لتعبئة أسطوانات صغيرة (الغاز السفري)، إنه يحصل على كميات من الموزعين المعتمدين بأسعار تصل لأكثر من عشرة آلاف ليرة.
واضطر “القاسم” لرفع ثمن تعبئة الأسطوانات الصغيرة مؤخراً، وأضاف أن الحال كان أفضل قبل تطبيق آلية الاستلام عبر البطاقة الذكية.
“توقف أعمال”
لكن أحد موظفي الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية (محروقات) أعاد سبب عدم توفر الغاز إلى نقص التوريدات من دمشق.
وقال لنورث برس إنهم حتى كموظفي الشركة يلجؤون أحياناً للسوق السوداء لتأمين الأسطوانات بأسعار مرتفعة.
ولم تقتصر أزمة نقص توفر الغاز على المنازل بل شملت محال الأطعمة والحلويات والمعجنات والمطاعم في المدينة.
وقال معتصم الزعيم (53 عاماً)، وهو اسم مستعار لصاحب مطعم للوجبات السريعة، إنه اضطر لإلغاء أصناف “الكريسبي” و”الفلافل” بسبب عدم تمكنه من تأمين الغاز اللازم لإعدادها.
وأضاف لنورث برس: “بعد اشتداد أزمة الغاز، قمت بإلغاء كافة الوجبات ليقتصر عملي على بيع الحمص فقط.”