ملفُ عودة النازحين على رأس الأولويات اللبنانية في أستانا

بيروت – ليال خروبي – NPA
شكّلتْ مشاركةُ لبنان بصفةِ "عضو مراقب" في مشاورات أستانة /13/ بشأن الأزمة السورية يومي /1/ و/ 2/ آب/أغسطس الجاري, أوّلَ تماسٍ ديبلوماسيّ لبنانيٍّ مع المحادثات الدوليّة بشأنِ حلّ الأزمة السوريّة والتي نالَ لبنانْ نصيباً من ارتداداتها.
وقد جاء إشراك لبنان في هذه الدورة من الاجتماعات بمبادرةٍ روسية حيثُ تبنّى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقتراحَ وزيرا الخارجية اللبناني جبران باسيل والروسي سيرغي لافروف خلال القمة اللبنانية – الروسية التي انعقدت في موسكو، نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي، بأن يشارك لبنان في مؤتمر "أستانا" بصفة مراقب، كي يكونَ على تماسٍ أكثر مع الحل السياسي للأزمة السورية، وموضوع عودة النازحين السوريين، وإعادة إعمار سوريا.
وشاركَ لبنان ممثّلاً بمدير العلاقات الخارجية بوزارة الخارجية السفير غدي خوري، وليس بوفدٍ وزاريٍّ كما كانَ متوقّعاً.

عودة اللاجئين
أكّد مستشارُ رئيس الحكومة لشؤون النازحين نديم الملاّ، خلال حديثه لـ"نورث برس" أَّنَّ لبنان لبّى الدعوة الروسيّة للمشاركة في المباحثاتِ على خلفيّة الدفع باتجاه تحريك ملف عودة النازحين بالدرجةِ الأولى.
ولفت الملاَّ إلى أن "موقف لبنان الرسمي واضح بهذا الخصوص وقدّ نصَّ عليه البيانُ الوزاريّ لجهةِ دعم المبادرة الروسيّة لعودة النازحين إلى سوريا واعتبارها الحلّ الوحيد الممكنَ في هذه المرحلة".
كما شدّد الملّا على أنَّ ممثل لبنان "بذل الجهود في إيضاح موقف لبنان من مسألة العودة التي يريدها آمنة وكريمة حيث تتسع المساحات التي يسودها الهدوء يوماً بعد يوم، لكنه يريدها أن تحصل تباعاً وغير مشروطة بالحل النهائي لأن مليوني سوري نزحوا إلى لبنان لهم الحق في مواكبة ورشة إعادة إعمار بلدهم والمشاركة في تقرير مصيره".
لكنّ صحيفة الشرق الأوسط نقلت في عددها الصادر أمس الثلاثاء، عن مصدرٍ ديبلوماسيّ قوله "إنَ حضور لبنان لجلسات مسار آستانا قد لا يكون فاعلا ومؤثراً في ملف إعادة النازحين الذي تطالب به ​الحكومة​ بسبب التحفظ الأمريكي عليه لكنه ليس بمسيء لأنه سيفسح المجال أمام إبقاء هذه المشكلة حية في هذا المسار الذي يضم ​روسيا​ وتركيا​ و​إيران،​ ويشكل دعماً لموقف لبنان المعني باستقرار الوضع الأمني في ​سوريا​ الذي بدوره يمهّد الطريق لحل سياسي نهائي للأزمة".

التمسُّك بالروس
عقبَ انتهاءِ مباحثاتِ مسار أستانا أعلنت الخارجية الروسية عن لقاءٍ جمع نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، والمبعوث الخاص لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري جورج شعبان السبت الماضي في موسكو، حيث أكّد بيان الخارجية الروسية "أن البحث تناول الأوضاع الراهنة في لبنان من مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والخطوات العملية في سبيل تطوير العلاقات الروسية اللبنانية في مختلف المجالات، لما فيه مصلحة البلدين".وأفادت صحيفةُ "الحياة" أن زيارة شعبان إلى موسكو تأتي في سياق اتصالات خارجية يجريها الحريري حول الوضع في لبنان مع دول رئيسة وفاعلة، لا سيما الدائمة العضوية في مجلس الأمن في هذه المرحلة، لشرح التطورات لدوائر القرار فيها.وحولَ هذه الزيارة يعلّق مستشارُ رئيس الحكومة لشؤون النازحين نديم الملاّ لـ"نورث برس" أن التواصل بينَ بيروت وموسكو حولَ المبادرة الروسية بشأن عودة النازحين لم ينقطع يوماً، ومباحثات شعبان في موسكو هي روتينية، رغمَ أنّ المبادرة لم تسلك طريق التنفيذ حتى السّاعة بسبب انعدامِ التمويل".
ويشّددُ الملّا على أنّ "الروس هم الطرف الذي يعوّل عليه لبنان لمساعدته في ملف عودة النازحين لأنه يستطيع الاستحصال على ضمانات جانب الحكومة السوريّة كما أنه حاضرٌ عسكرياً بقوّة على الأرض بعكس الأمريكيين".
وحول الضمانات التي تطلبها الحكومة اللبنانية من نظيرتها السوريّة يوضح الملّا: "لبنان كرّر مطالبه لدمشق بإعلان عفو عام وإعادة النظر بترتيبات الخدمة العسكرية وملفّ تنظيم أملاك الغائبين كي تتوفر شروط العودة الآمنة للنازحين".