محلل إسرائيلي لـ نورث برس: سيُطلق سراح أسرى سوريين آخرين مقابل الرفاة

الضفة الغربية – NPA
قال المحلل السياسي الإسرائيلي شاؤول منشة، إن هناك صفقة فعلية تجري بين ثلاث جهات رئيسية، بخصوص رفاة من تبقى من الإسرائيليين والتي يعتقد أنها مدفونة في سوريا.
حيث لا يزال الغموض يخيم على هذه القضية، خاصة بعد إعادة رفاة الجندي زخاريا باومل، إلى إسرائيل مطلع الشهر الماضي، والذي كان مدفوناً في مقبرة مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق، لأكثر من ثلاثة عقود.
ويقول المحلل السياسي الإسرائيلي شاؤول منشة، في حديث لـ”نورث برس”، إن “ثمة صفقة فعلية تجري بهذا الشأن بين جهات رئيسية ثلاثة وهي روسيا وإسرائيل وحكومة بشار الأسد”.
مؤكداً أنه لا يمكن أن تتم صفقة كهذه دون موافقة الحكومة السورية، وأن إطلاق إسرائيل سراح سوريين اثنين الأسبوع الماضي، أحدهما من أصل فلسطيني (من مخيم اليرموك) يدلل على هذه الفرضية.
وبخصوص الصفقة المبرمة بين إسرائيل والحكومة السورية، يقول منشة، “أن هناك أنباء تفيد بأن إسرائيل أكدت للنظام السوري أن قواتها لا تريد أن تستهدف الجنود السوريين والنظام، وأن عملياتها العسكرية موجهة ضد وجود الميليشيات الإيرانية وحزب الله في سوريا”.
ويؤكد منشة أنه “لا يوجد شك أن نظام الأسد مرتاح بالنسبة لهذا التأكيد الإسرائيلي، وكنتيجة لذلك بذل جهداً باتجاه صفقة تبادل للأسرى مقابل إعادة رفاة الإسرائيليين”.
ولهذا، يقول منشة “إننا سنشهد مزيداً من إطلاق سراح الأسرى السوريين الموجودين من السجون الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة”.
وحول وجود أي جديد فيما يتعلق ببقية الرفاة، يقول منشة، “إنه لا جديد، ولكن هناك مساعي من روسيا والنظام السوري”.
 
وأما بخصوص رفاة الجاسوس الإسرائيلي ايلي كوهين، الذي أعدمته دمشق عام 1965، فيقول منشة إن هناك معلومات غير مؤكدة تحدثت بأن “النظام خبأ رفاة ايلي كوهين في منطقة اللاذقية “تحت أحد الجبال”؛ وذلك بعد أن نقلها من دمشق إلى هناك، في أعقاب محاولة فاشلة من الموساد الإسرائيلي”.
ويضيف منشة “ليس من المؤكد أن الرفاة في اللاذقية ولكنها مجرد أنباء بأنها ليست في دمشق. إلا أنه لا يوجد تأكيد رسمي”.
ويقول منشة إن “النظام السوري يضع رفاة كوهين في كف، ورفاة الجنود الآخرين في كف آخر، حيث يريد ثمناً سياسياً أكبر مقابل إعادة رفاة كوهين، لما لـ”كوهين” من قيمة معنوية كبيرة، كما أن إسرائيل ملتزمة لعائلته وأقاربه بهذا الشأن”.
وأما رفاة الجنديين الآخرين اللذين كانا بمعية زميلهم باومل، عندما قتلوا في معركة “السطان يعقوب” جنوب لبنان عام 1982، فيوضح شاؤول منشة، أن هناك مساعي أيضاَ بخصوصهما وليس معلومات.
ويتطرق منشة إلى السبب الذي يدفع روسيا لإنهاء ملف رفاة الإسرائيليين الموجودة في سوريا، مبيناً أن موسكو تريد من وراء رعايتها للملف، أن تؤكد للعالم قاطبة  أنها صاحبة الكلمة الفصل في سوريا، وليس إيران أو تركيا أو أي جهة أجنبية أخرى لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، وأن روسيا هي الحاكمة الأساسية في سوريا.
وتسعى موسكو من وراء ذلك أن تكرس دوراً محورياً لها في العديد من قضايا الشرق الأوسط.
يُشار إلى أن الرقابة الإسرائيلية تفرض تعتيماً إعلامياً شديداً على قضية رفاة الجنود، لدرجة أن كثيراً من الإعلاميين والسياسيين في إسرائيل أبدوا استغرابهم من سر هذه الضبابية الشديدة في الموضوع. وما إذا كانت هذه الضبابية بمثابة طلب روسي من بنيامين نتنياهو، أم أن الأخير يخشى إذا ما تكشفت الصفقة مع الحكومة السورية في هذا الوقت، أن تفجر مفاوضاته ومساعيه لتشكيل ائتلافه الحكومي الجديد؛ كونها ستلقى معارضة شديدة من بعض أقطاب اليمين.