سري كانيه وتل أبيض خلال شهر من 2021.. استمرار تفجيرات واعتقالات وسرقات

حسكة – نورث برس

شهدت منطقتا سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض، خلال شهر كانون الثاني/يناير الفائت، حالة فلتان أمني واقتتال داخلي بين الفصائل الموالية لتركيا، رافقتها تفجيرات متكررة واستمرار عمليات اعتقال وخطف مدنيين واستيلاء على ممتلكات السكان.

ومنذ أواخر عام  2019، تسيطر تركيا وفصائل المعارضة المسلّحة الموالية لها على المنطقتين إثر هجوم تسبب حينها بنزوح 300 ألف شخص، بحسب بيانات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

انفجارات وقتلى

وفي الثاني من كانون الثاني/يناير الفائت، قُتل أربعة أشخاص بينهم أطفال، في انفجار عبوة ناسفة موضوعة داخل سيارة مدنية بالقرب من سوق الخضار وسط مدينة سري كانيه، كما لحقت أضرار مادية بالمكان.

وبعدها بأربعة أيام، أصيب مسلحان من فصيل السلطان مراد الموالي لتركيا، جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية في سري كانيه.

وفي التاسع عشر من الشهر، أقدم عناصر أحد الحواجز الأمنية التابعة لفصائل المعارضة على قتل مدني يدعى مصطفى سيدو(55 عاماً) في قرية الريحانية شرق بلدة سلوك بريف مدينة تل أبيض بعد شجار معهم.

وذكرت مصادر محلية لنورث برس أن “سيدو” أصيب بعدة طلقات نارية في جسده ما أدى لمقتله على الفور، بعد اتهامه بتهريب مادة المازوت.

وفي السادس والعشرين من الشهر ذاته، قُتل أربعة مدنيين وأصيب أخرون، جراء تفجير انتحاري بحزام ناسف، بالقرب من دوار البلدية وسط مدينة تل أبيض.

اعتقالات

واستمر مسلسل الاعتقالات في سري كانيه وتل أبيض، حيث لا يزال مصير العديد منهم مجهولاً.

ففي السابع من كانون الثاني/ يناير الفائت، أقدمت فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا على اعتقال ستة أشخاص، بينهم امرأتان في قرية حمام تركمان بريف تل أبيض.

وذكرت مصادر محلية لـنورث برس أن التهمة الموجهة للمعتقلين هي “التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية”، دون معرفة الجهة التي اقتيدوا إليها.

وفي الثامن من الشهر، تحدثت مصادر محلية من مدينة سري كانيه عن نقل الجيش التركي لثلاثة معتقلين من سجون الفصائل المعارضة إلى سجونها في مدينة رها (أورفا) في الداخل التركي.

والمعتقلون الثلاثة هم من سكان حي المحطة بمدينة سري كانيه، تم اعتقالهم تعسفياً من قبل فصيل مسلح تابع للمعارضة المسلحة، دون معرفة تفاصيل أكثر عنهم.

وجاء ذلك، بعد ثلاثة أيام من اعتقال فصائل المعارضة، لمدني كردي يدعى صالح علي (40 عاماً)، من منزله في ساحة ديوة بمدينة سري كانيه، دون معرفة تفاصيل عن حياته إلى الآن.

كما شنت فصائل موالية لتركيا، في الثامن والعشرين من كانون الثاني/يناير، حملة اعتقالات عشوائية في بلدة سلوك بريف مدينة تل أبيض.

وجرت الحملة بتحشيد من فصائل المسلحة أبرزها الجبهة الشامية، واستهدفت منازل السكان في البلدة، وسط اعتقالات وتفتيش كافة الأحياء السكنية.

وبحسب مصادر محلية، فإن مسلحي الفصائل اعتقلوا ما يقارب 17 شاباً من سكان البلدة، بعد حملة اعتقالات دامت لأكثر من أربع ساعات.

وكانت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة قد قالت في تقريرها المقدم إلى مجلس حقوق الإنسان في الـ15  من أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، إن “نقل مواطنين سوريين إلى الأراضي التركية لمحاكمتهم بعد احتجازهم من قبل مسلحي المعارضة قد يرقى إلى جريمة حرب تتمثل في الترحيل غير القانوني.”

 وقال رئيس اللجنة باولو بينيرو إن “مسلحي المعارضة المدعومين من تركيا ربما ارتكبوا جرائم حرب في عفرين ورأس العين والمناطق المحيطة بها، تمثلت في أخذ الرهائن والمعاملة القاسية والتعذيب والاغتصاب”.

وعلق حينها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي على تقرير اللجنة على تويتر قائلاً: “ما جاء في التقرير جزء صغير من جرائم الحرب التي ترتكبها الفصائل المسلحة بحق شعبنا في عفرين وسري كانيه وتل أبيض بغطاء سياسي من تركيا.”

ممتلكات مسروقة

وقال أحد سكان ريف سري كانيه، فضل عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، لنورث برس، إن عناصر “كتيبة شهداء البدر” سرقوا في التاسع من الشهر الفائت نحو 50 رأس غنم من أحد منازل المدنيين.

وأشار إلى أن مسلحين من الفصائل أقدموا على سرقة آليات زراعية تعود ملكيتها لسكان قرية الراوية غرب سري كانيه، بالإضافة لسرقتهم رؤوساً من الماشية.

وتسيطر كتيبة شهداء بدر التي يتزعمها “أبو جمو” على الريف الغربي من منطقة سري كانيه.

محل لبيع الأسلحة

وأقدمت فصائل معارضة مسلحة موالية لتركيا، على تحويل محل لبيع الألبسة في سري كانيه تعود ملكيته لأحد السكان النازحين منها، إلى مركز لبيع الأسلحة.

ونشر يوسف شيخ حمو (23عاماً)، وهو صاحب المحل ويقيم حالياً في مدينة هولير بإقليم كردستان العراق، صوراً لمحله على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بعد تحويله إلى مركز لبيع الأسلحة.

وقال “شيخ حمو”، في تصريح لنورث برس، إن محله الذي افتتحه لبيع الألبسة قبل العملية التركية بشهرين، سيطرت عليه فصائل معارضة وحولته لمحل بيع الأسلحة.

قطع المياه مجدداً

وعاودت القوات التركية، خلال الشهر الفائت، قطع المياه عن مدينة حسكة وريفها لمدة عشرة أيام، في خرق للاتفاق مع الإدارة الذاتية.

وكانت القوات الروسية قد رعت اجتماعاً, في وقت سابق, حضره ممثلون عن الإدارة الذاتية والحكومة السورية, لبحث قضية قطع المياه عن حسكة.

واتفق الطرفان مع تركيا آنذاك على تشغيل محطة علوك بطاقتها الكاملة (12 مضخة و30 بئراً), مقابل تقديم 25 ميغاواط من الكهرباء لمدة 10 ساعات يومياً لمنطقة سري كانيه، لكن تركيا تنتهك الاتفاق وتتعمد إيقاف تشغيل المحطة بين الحين والآخر.

 واضطر السكان في فترة الانقطاع إلى شراء مياه الشرب من الصهاريج بأسعار مرتفعة أو الاعتماد على المياه المعدنية، ما كلفهم أعباء مالية إضافية.

 إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: سوزدار محمد