آراء سكان في السويداء حول أحداث مدينة حسكة

السويداء – نورث برس

قال سكان في السويداء، جنوبي سوريا، إنهم تابعوا الأخبار الواردة من مدينة حسكة يوم أمس عبر التواصل مع أصدقائهم ومعارفهم، وأنهم ينصحونهم بعدم الانجرار لفتن تخطط لها بعض الأجهزة الأمنية الحكومية.

وشهدت مدينة حسكة، أمس الأحد، تبادلاً لإطلاق نار بين قوات الحكومة السورية وقوى الأمن الداخلي (الأسايش) ما أدى إلى مقتل عنصر من قوات الحكومة وإصابة آخرين.

“تواصل مجتمعي”

واعتبر محمود نرش (45 عاماً)، وهو اسم مستعار لمدرس رياضيات في مدينة السويداء، أن أحداث مدينة حسكة يوم أمس الأحد “مسرحية هزلية” لقوات الحكومة السورية.

وقال “نرش” إن السوريين على تواصل عبر صداقات وعلاقات اجتماعية، “والكل يعلم أن المربعين الأمنيين في حسكة وقامشلي شكليان وأن الإدارة الذاتية هي من تتولى الإشراف على الخدمات.”

وأضاف أن الأمر ليس غريباً من حكومة “لها باع طويل في قلب الحقائق والتزوير الإعلامي المبرمج خلال السنوات العشرة الماضية من الحرب السورية.”

وبثت وسائل إعلام رسمية ومقربة من حكومة دمشق، وحتى أخرى معارضة، الأحداث على أنها انتفاضة عشائرية عربية ضد قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية.

“تنوع قومي”

ودعا رأفت زينو (50 عاماً)، وهو اسم مستعار لناشط مدني وإعلامي  يقيم في مدينة شهبا، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، سكان حسكة إلى عدم إفساح فرصة استخدامهم كأداة من قبل القوات الحكومية، “لجرهم نحو فتنة واقتتال في المنطقة ذات النسيج الاجتماعي المتنوع والقوميات المتعددة.”

وأضاف لنورث برس: “أدعو قوات سوريا الديمقراطية أيضاً للحذر من الانجرار خلف مخططات أمنية خبيثة للحكومة، فعليها نزع فتيل الفتنة بالهدوء والتروي.”

وكان بيان للقيادة العامة للأسايش قد حمّل، يوم أمس الأحد، المسؤولين في الحكومة السورية بمدينة حسكة مسؤولية التوترات التي تحصل في المنطقة مؤخراً.

وذكرت الأسايش في بيانها، الأحد، أن مجموعات الدفاع الوطني التابعة للحكومة تستمر بمحاولة “زرع فتنة بين مكونات المنطقة.”

“ملف حافل”

من جانبه، اعتبر رجى خيري (55 عاماً)، وهو اسم مستعار لباحث  سياسي  ومن سكان مدينة صلخد طلب عدم الكشف عن هويته، محافظ حسكة، غسان خليل، المسؤول المباشر عما يحدث في المدينة.

وأضاف: “هو ابن المؤسسة  الأمنية الحكومية، وله ملف حافل بالاعتقالات التعسفية حين كان رئيس فرع المعلومات في جهاز أمن الدولة الحكومي.”

وُين “خليل” محافظاً للحسكة بموجب مرسوم رئاسي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد نهاية أيار/مايو من العام الماضي.

وشغل المحافظ الذي يحمل رتبة لواء، في الفترة ما بين عامي 2011 – 2013 منصب رئيس فرع المعلومات في جهاز أمن الدولة الذي يترأسه اللواء علي مملوك.

وأوردت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اسم اللواء غسان خليل، في أحد تقاريرها الخاصّة للعام 2011 كأحد الضباط المشرفين على عمليات القمع بدايات الاحتجاجات في البلاد.

“مساع سابقة”

وأشار “خيري” إلى الاجتماع الذي جمع محافظ حسكة مع مع وجهاء عشائر موالين للحكومة السورية، وسعيه لتأليبهم ضد مكونات مجتمعية في المنطقة وخاصة المكون الكردي، في خطوة وصفها بأنها “مكشوفة للجميع.”

ويعتقد الباحث أن الهدف من مساعي المحافظ والفروع الأمنية هو “خلق بيئة مليئة بالتوترات الأمنية والعسكرية في الجزيرة السورية بعد أن شهدت حالة من النمو الاقتصادي والاستقرار الأمني النسبي.”

وأشار “خيري” إلى أن “مساعٍ سابقة للأجهزة الأمنية فشللت في خلق فتنة بين السهل والجبل في المنطقة الجنوبية.

وقال إن ذلك “دليل على نهج حكومة دمشق في اللعب على المتناقضات والتنوع الكبير داخل المجتمع السوري لإطالة بقائها.”

إعداد: سامي العلي – تحرير: حكيم أحمد