منازل عفرين بين استيلاء مسلحين موالين لتركيا وبيعها لمستوطنين وافدين

عفرين- نورث برس

يقول سكان من مدينة عفرين، شمال غربي سوريا، إن فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا تستمر في الاستيلاء على منازلهم، وبيعها أو تأجيرها لمستوطنين رغم امتلاكهم أوراقاً ثبوتية تثبت ملكيته لها، وسط تهديدات بالاعتداء والتضييق في حال أقدموا على شكوى.

وفي آذار/ مارس عام 2018 سيطرت القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها على عفرين، إثر عملية عسكرية شنتها ضد المنطقة وتسببت حينها بنزوح أكثر من 300 ألف شخص إلى ريف حلب الشمالي.

وقامت القوات التركية إبان سيطرتها على عفرين بتوطين عائلات الفصائل ومستوطنين من مناطق مختلفة من سوريا، حيث قدرت منظمة حقوق الإنسان في عفرين في بيانها الأخير توطين أكثر من 400 مستوطن بقرى ونواحي المنطقة منذ العام 2018.

ويعيش من تبقى من سكان عفرين منعزلين دونما اختلاط كبير بالمستوطنين الذين باتوا يشكّلون أكثر من نصف سكان المنطقة.

وفي العام 2020، وثقت منظمة حقوق الإنسان في عفرين استيلاء فصائل موالية لتركيا على 250 منزلاً تعود ملكيتها لسكان عفرين الأصليين.

“سندات ووثائق”

وقال نوري داوود (46 عاماً)، وهو من سكان حي الأشرفية بالمدينة، إن عائلة تتحدر من حمص، وسط سوريا، سكنت بمنزله بعد أن قامت منظمات عن طريق المجلس المحلي الموالي لتركيا بترميمه ووضع أبواب ونوافذ له.

ويسكن “داوود” وزوجته حالياً مع والده ووالدته في عفرين المدينة، “أخبرت العائلة التي استوطنت منزلي بأني صاحبه وأملك أوراقاً ثبوتية، “لكنهم سخروا مني مع تلميحات بتعرضي للاعتداء في حال تحدثت بالأمر مرة أخرى.”

ودفعت مضايقات مسلحي الفصائل سكاناً لترك منازلهم، خلال العام الفائت، إذ انخفضت نسبة السكان الكرد الذين كانوا الغالبية في المدينة إلى 23 بالمئة فقط، بحسب منظمة حقوق الإنسان في عفرين.

والسبت الماضي، عقدت منظمة حقوق الإنسان في عفرين والجزيرة، ومركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة في سوريا، ومنظمة مبادرة دفاع الحقوقية ومركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية في مدينة قامشلي الملتقى الحقوقي الثاني حول الانتهاكات في عفرين.

وطالب المشاركون في ختام الملتقى الأمم المتحدة بإرسال لجنة تقصي حقائق دولية إلى عفرين “للتحقيق في الجرائم المرتكبة هناك.”

تهم جاهزة

واستولى فصيل أحرار الشرقية الموالي لتركيا، على منزل والد ريزان حمو (51 عاماً) وهو من سكان شارع الفيلات بعفرين، “بحجة أن سكانه يعيشون في مناطق الإدارة الذاتية.”

وأشار “حمو” إلى أنه يمتلك منزلين في عفرين أحدهما لوالده المتوفى منذ 20 عاماً، “أظهرت لهم سند العقار تثبت ملكية المنزل، إلا أن كل تلك البراهين لم تجد نفعاً.”

وذكر أن منزل والده تحول في البداية إلى مقر عسكري، “ومن ثم سكن فيه أحد قادة الفصيل، فحجتهم لاستملاك المنازل رغم وجود أهلها في عفرين هي التعاون مع الإدارة الذاتية السابقة في عفرين.”

وبحسب قول “حمو”، فإنه حاول عبر وسطاء ومقربين من أحرار الشرقية استعادة منزله، “لكن كل المحاولات باءت بالفشل بسبب رفض الفصيل لأي وساطة تجعله يخلي البيت، مستخدماً في ذلك سطوته والتهديد بالتصفية لكل من يحاول رفع دعوى عليه لاستيلائه على المنازل عنوة.”

“بيع للوافدين”

وقال سكان من عفرين إن بعض عنصر الفصائل المسلّحة تبيع منازل نازحي عفرين لمستوطنين لقاء مبالغ يقبضها عناصر تلك الفصائل لجيوبهم الخاصة.

وقال عبدو خليل (63 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان حي الفيلات، إن منازل أهالي عفرين المهجرين أمست ملكاً لغيرهم، بورقة ملكية مختومة من الفصيل الذي استملك البيت ثم باعه لوافدين بمبالغ متفاوتة وذلك بحسب موقعه ومساحته.

ومنذ فترة قليلة، سكن شاب من ريف دمشق في منزل أحد جيران “خليل”، حيث “قام المستوطن بدفع مبلغ 1400 دولار لفصيل جيش الإسلام مقابل المنزل المكون من غرفتين وصاله صغيرة ومنافع.”

إعداد: فاروق حمو – تحرير: سوزدار محمد